يوضح لنا فلاسفة التاريخ ( المختلفون بالجنسية والتوجهات ) نظريتهم في سقوط أي حضارة أو دولة أو مملكة تحاول امتدادها طولا وعرضا ، وهؤلاء الفلاسفة لم يأت كلامهم من فراغ بل من خلال دراسات مستفيضة معمقة لمئات السنوات من تاريخ البشرية في كل مكان وزمان .
هذه الدرس لا يفهمه ملالي إيران رغم إنهم ماكرون ودهاة ولكن العنجهية التي اصابة رؤوسهم الخاوية جعلتهم يبتعدون عن دورة الحياة ونظريات الفلاسفة من امثال أبن خلدون واشبنكلر وتوينبي وغيره ، فهي تحاول من خلال أقزامها في الدول العربية ( المالكي ، نصر الله ) محاولة دعم بشار الأسد حتى الرمق الأخير وليست مستعدة لخسارة الأسد حتى لو خسرت الكثير من النقاط التي بصالحها والسبب لان الأسد يمثل رئة إيران النابضة التي تتنفس منها إيران فهي تعلم جيدا أن ذهاب الأسد يعني سقوط مدوي لنصر الله وبالتالي ترنح حكام العراق من المؤيدين لها وبالتالي ستكون جبهتها الغربية معرضة للاختراق وربما تخشى بداية تدخل خارجي في إيران من خلال الأحواز فهناك الكل يكره إيران سواء كانوا من المذهب السني المضطهد أو من شيعة الإمام والكل يفكر بأي طريقة التخلص من ملالي إيران والسبب لأن إيران لا تتعامل مع غير الفرس باحترام ومودة بل إنها لحد الآن تعتقد أن الجنس ( الفارسي ) هو الجنس الراقي والدم الزكي معتقدين بصدق أن الفرس هم من أقرب المقربين للديانة الزرادشتية بل زرادشت هو ( فارسي الأصل والولادة ) وهذا الدين يبيح النكاح من الدرجة الأولى والتي يثبت لنا أن هذا الدين لا يعترف بالدماء الدخيلة وفكرة تزاوج الأجناس فالولد يتزوج الأم إن توفي الأب والأب يتزوج البنت إن توفيت الزوجة والأخ يستطيع الزواج من الأخت وهكذا دواليك نراهم يتزايدون حبا بجنسهم الفارسي وتأييدا لهذه الفكرة التي لا تسمح لهم بالاختلاط سوى فيما بينهم .
حاولت إيران جاهدة بكل الطرق الدبلوماسية وغيرها وبالطرق الخبيثة وغيرها من اقناع الغرب بأن الأسد أفضل لهم من أي رئيس دولة يكون من المذهب السني في محاولة منهم افهام الكل بأن أهل السنة هم المؤيدون للجماعات المتطرفة ما عدا أبناء المذهب الشيعي فهؤلاء هم الكارهون للجماعات المتطرفة وهذه هي اللعبة التي تمارسها إيران من اكثر من عقد من الزمان من يوم ضرب افغانستان في نهاية عام 2001 ولحد الآن تحاول جاهدة تكوين فكرة راسخة في عقول العالم سواء كان عالم عربي أو غربي بأن كل أهل السنة هم من المؤيدين للإرهاب العالمي وليس هذا فحسب بل حاولت تكوين مجموعة تضم عتاة المجرمين المرتزقة يطلق عليهم ( داعش ) وهي حروف تعني لنا باللغة الفارسية ( اندفاع ) وفي التفسير الإعلامي تعني ( الدولة الإسلامية في العراق والشام ) حتى تكون جاهزة لزيادة الإجرام في سوريا والعراق لكي تثبت للعالم بأن القضاء على التطرف لا يتم إلا بتوحيد جهود إيران ، روسيا ، الأسد وحكومة العراق ، ومعهم مليشيا نصر الله ، لكن هذه الخطة لا تنطلي على عباقرة السياسية في أوروبا وأميركا فهم يعلمون من يدعم الجماعات المتطرفة والسبب لأن أميركا هي من جاءت بالقاعدة وهي الممولة وهي المدربة وهي المشرفة على كل عمليات القاعدة وهي تعلم أن ( داعش ) لا تنتمي لها وبحسبة صغيرة تنتمي لدولة تستفاد من افعالها وهذا يعني منطقيا أن إيران هي الداعم والمؤسس .
أما اجرام حكومة العراق بضرب محافظة كاملة بحجة محاربة ( 40 ) داعوشي أو اقل حسب تصريح رئيس الوزراء فهذا كله كان محسوبا لضمان الترويج الإعلامي لمؤتمر جنيف 2 المزمع عقده يوم 22 من هذا الشهر ولكن الجهود والدماء باءت بالفشل فلا إيران ستحضر ولا هناك مجال لنتائج جنيف 2 إلا بالتمسك بنتائج جنيف 1 التي تقول ( لا مكان للأسد في سوريا ) وضاعت دماء العراقيين سواء من الجيش أو من المدنيين ( كرمال عيون بشار الأسد ) وفشل المالكي في الحصول على ( عافرم حوزوية ) ولا كرسي ثالث حتى لو نفخ الله فيه روح الانبياء .