لحظات حرجة وساعات ثقيلة واجراس تدق معلنة بداية لشيء تجري احداثه في وطن طالما قدم الكثير وصارع المحتل وآوى الفارين من ظلم الطواغيت وسياط العذاب ومتهان الكرامة
واصرار المعتقد والتمسك بالمبادىء و ملاذا في ساعات لهيب نار وظلمات سجون واقبية
الحريةلانها من سجاياه ومعدن خلقه .
انفلات الامور واختلاف المصالح والتدخلات العربية والدعم الاجنبي وتغذية الفتنه والصراع
الجماهيري ولد حنكا لدى الجماهير السورية لما تعانيه من مأساوية تعيشها واطماع اجنبية وصراعات داخلية غذتها الاطماع والاحقاد لتطحن جسد البلد بأتون محرقة لاتبقي ولاتذر
وبمسميات مقيتة هدمت بمعاولها تاريخا لايمكن طيه وبناءا صعب تعميره ونفسا من العسير
تقويمهالما تعرضت له من أطماع واحقاد تطحن اجساد بريئة وتهدم وتحرق مدنا كانت للسواح
نزهة ولطالبي الحرية مستقرا وملاذا . مما ساعد في تنامي الحقد والكراهية للنظام السوري
وتشكيل خلايا الجيش الحروالنصرة وائتلاف سوريا لرفع حيف وشجب ممارسات ومعاناة معيشة وامتهان كرامة و سياسة غير متوازنة لاتلبي طموحهم او تسير بطرق سبيلهم مما سهل
دخول اجندةخارجية حالها كباقي الدول العربية شملها رياح التغيير العربية وانقلاب لمفاهيم نتيجة
نتيجة لمعانات شعب يعيش ظروفها , و تصاعدت الاحداث واعمال العنف من اقتتال
طائفي جعل من الساحة السورية نهر لدم عبيط ونزيف مستمرلايتوقف بعد ان غذته دول اقليميةوعربية باجندات اجنبية هدفها تفكيك الدولة وتمزيق الشعب بمسميات عديدة
غايتها اسقاط نظام الحكم وتوسيع حلقات الخلاف وتأجيج نار الفتنة والاقتتال الطائفي
مما شجع تجار الحروب ان يكونوا لاعبين مؤثرين في القرار على وجوه عده
الاان الرد كان قويا من قبل الجيش السوري ومن يعاضده من منظمات ومتطوعين عرب وعراقيين قدموا الكثير من الشهداء على مذابح الحرية للدفاع عن سوريا وارضها ومراقدها
الشريفةومعركة تحرير القصير الحدودية دليل ذلك وادى الاقتتال لذهاب ضحايا بما يقارب (100) مائة الف قتيل , وعدد كبير من الجرحى
وفرار الكثير من الشعب السوري للدول المجاورة مثل الاردن ولبنان وتركيا والعراق ودول العالم الاخرى بلغ (9/1) مليون وتسعمائة الف نسمه مما اثقل كاهل هذه الدول وتمزيق الشعب من حيث:-
1- الجانب أنساني
2- جانب امني
3- جانب اقتصادي
4- جانب اجتماعي
5- جانب ثقافي
و شكل معوقا اخر عليها استطاعت المنظمات الانسانية والامم المتحدة ان تتدخل لبناء المخيمات وتوفير الحاجيات واحتضان الهاربين وفرض القيود على الوافدين من لهيب
محرقة المعارك وضراوة القتال,
الواضح ان الحرب الطائفية في سوريا اصبحت صراعا اقليميا وساحة لتصفية الحسابات بين الدول الطامعة بهذه البقعة من العالم العربي لتأثيرها الستراتيجي على امن اسرائيل ان التفجيرات وعمليات الاغتيال في دمشق وحلب و لبنان كلها توحي بان حكومة
الاسد تواجه ابضا خصوما على حدودها مثل العراق وافغانستان قبلها واحتمال كبير ان تكون ساحة سوريا تدريب لعهد جديد من الصراع الدولي واستعداد المقاتلون لذلك وقد
دعت كل القيادات التي تدعي الجهاديه وهي منهم براء والاخوان المسلمون وبلسان
الظواهري للتوجه والقتال لجانب اخوانهم المقاتلين ضد الجيش السوري واباحة النكاح مما اعطى المشروعية لحركة الجهاد والنصرة
في ذلك وكذلك تعاطف المجتمع الدولي معهم كتشجيع لما تقوم به جبهة النصرمن افعال ضد الشعب السوري وبخاصة اتباع المذهب
الشيعي من قتل وحرق وتهديم دور عبادة ونبش قبور وسحل في الشوارع وتمثيل بالاجساد ونحر بالسكاكين , و بدأت المساعدات العسكرية تدخل ومعسكرات تدريب تقام لهم في الصحراء الغربية للعراق لاعداد المقاتلين ومدهم بالمتطوعين المدربين لجانب
جبهةالنصر ومن ثم اكتسبت الشرعية الدولية وصدور قرارات عديدة كلها تدين النظام
وعزله عربيا ودوليا باستثناء العراق ولبنان اللذان تحفظا على كل القرارات العربية والدولية الصادرة ضد سوريا ,
اماايران وروسيا والصين بقيتا على موقفهما الداعم للنظام السوري والوقوف بوجه الكثير من القرارات المجحفة التي اصدرها المجتمع الدولي ضده وكان دورا كبيرا وفاعلا لروسيا كونها احد اعضاء مجلس الامن والمؤثرين في قراراتهاحالت دون فعل شيء ضده
وهذا الوضع الذي تعيشه سوريا اضفى بظلاله على الاوضاع الانسانية فيها من غلاء معيشة وامتهان كرامة وفقدان لسلع كثيرة من السوق وانقطاع للتيار الكهربائي وهبوط سعر الليره السوريه وتفجيرات يومية دفع الكثير منهم للفرار لخارج سوريا موزعين بين تركيا والاردن ولبنان والعراق طابا للامان والهروب من محرقة الحرب ودمار النفوس ومايعانيه من اوضاع يندى لها جبين الانسانية , انعكس ذلك عليهم
من اوضاع انسانية رديئة ومخزية وخاصة مايحدث في مخيم الزعتري في الاردن في
تجاوز وجرائم وانتهاك حرمات على النساء والبنات وكذلك الشباب بعمر 15 – 16عام واستغلالهم في القتال الدائرمع اقاربهم وجعلهم زيت يصب على نار حامية وطيسها
للهروب من شظف العيش والعوز دليل وامتهان كرامة واساليب اخلاقية يندى لها جبين الانسانية , مثال واضح على مانقول وقلة المساعدات الدولية للدول التي آوت الكثير منهم عوامل جعلت من النسيج الشعبي السوري متفكك ومتشرذم ومايصاحبه من بيع ضمير ومهانه .
و سعت الجامعة العربية والمجتمع الدولي لاحتضان الازمة من خلال عقد الكثير من
المؤتمرات واللقاءات لمعالجة الجرح وبناء الجدار واحكام السقف للبيت السوري الاان جهودها بائت بالفشل لتعنت الاطراف وعناصر تغذية الازمة . ان المخطط اكبر مما
نتصور وتقوده دول باجندة اقليمية وعربية اقليمية ذكرناها اعلاه وبدعم عالمي وادوات
مأجوره تريد لهذا البلد ان يتشرذم ويتفكك ويعيش حالة من الصراعات والتناحر الطائفي لانهاية لها ومحرقة لايمكن اطفائها وقودها الناس والحجارة والقيم الرصينة والدين الحنيف
تنعكس ايجابا لصالح اسرائيل والمتطرفين من المتدينين لاعادة خريطة الماضي لما بعد
الاسلام , لاننكر حق الشعوب بالعيش الكريم وتقرير المصير والعدالة في الحكم والاحتكام
للقانون والشريعة والدستوروالعقل والابتعاد عن التطرف والتفرد سواءا في الحكم اوالدين
واتباع طريق الوسط ليكون منفذا وسبيلا لحياة حرة كريمة ينصف فيها المظلوم ويشبع
فيها الجائع ويكسى فيها العريان , ضمان اكيد لاستقرار البلد وكرامة اهله وعدم تدخل
الاجنبي بقراره ,ومافعلته اليد الخبيثة متمثلة بالامير بندر بن سلطان الذي اقنع الغرب وامريكا في تلويث سمعة النظام من خلال اتهامه للجيش السوري بضربةلجبهة النصر بغاز السارين مدعيا انها من فعل الجيش السوري الذي اثبتت الصور ومواقع اليوتيوب انها من من فعل الجيش الحر او النصرة دليل اخر لحقد هذا الرجل وحنكه على النظام السوري ومحاولة اجباره للركوع والخضوع لشروطهم والامتثال لاءوامرهم, وها نحن نعيش لحظات تعيسة خوفا من الضربات الامريكية المحتملة بعد ان وجدت لها الذريعة القانونية لتهديدها معتبرة اياها تأديبية ولاتريد اسقاط حكمه لانها ان حدثت ستكون
تقويض للنظام ودعم لجبهة النصر وستأكل الغث والسمين من ابناء الشعب السوري المظلوم في وضعه النفسي وبناه
التحتية للقبول بالتفاوض من موقع الضعف لشروط مجحفة قد تمليها عليه قوى
الاستكبار بحق سوريا والعروبة لانها ستعطي ملاذ آمن لجبهة النصر
في بعض مناطق سوريا , ان سعي امريكا المحموم للحصول على تفويض عالمي
لضربها باءت بالفشل ولم تحصل على التفويض بذلك وكذلك فشل البريطانيين في هذا
المسعى لعدم تصويت البرلمان البريطاني عليه لعدم مشروعيتة.
وكما اطلق عليها كيسنجرانها تأديبية للنظام السوري , ان الماضي لن يعود وماحدث بالعراق عام 2003 لن يحدث فيها لفوارق كبيرة بين هذا وذاك وفشل الامريكان بهذا المسعى دليل اخر
على ان العالم يعي بالمخطط الخبيث الذي تنتهجه بعض الدول العظمى التي نمثلها بالحيتان الكبيرة وسط البحر والتي بامكانها ابتلاع الاسماك الصغيرة ,
ندعوا لمبدأ تحكيم العقل والتحرك الدبلوماسي افضل بكثير من لغة الدم والاحتراب لافشال هذا المخطط , ان العجيب في الامر لم تتحرك شعرة شارب عربي على مايجري
التخطيط له او على الاقل وهذا اضعف الايمان استنكار الفعل وتحرك دبلوماسي
من قبل الجامعة العربية او بعض الاطراف المؤثرة في القرار لايقاف الفعل واستنكار العمل , ندعو الرئيس بشار الاسد ان يحكم عقله ويستخدم ادوات خارجيته وعلاقاته
لانقاذ شعبه وتشرذم وحدته وتفكك اعضاء جسده وانهيار حلقات فعله ان يقف موقف
حازم ويتصرف بعقلانية لعبور هذه الازمة وحماية شعبه لان اصراره على موقفه
سيخسره الكثير من محيطه ودائرة علاقاته , كما فعلها من قبله ( مقبور العراق) وماحل بعدها بالبلد من دمار لاتمحى اثاره او تدفن مآسيه وتنسى صور الرعب والمهانة والذل التي عشناها ونعيشها فيه وطعمها لايغادر اللسان لهذه اللحظة .وكما توقعنا لن تستطيع
امريكا ان تحقق مبتغاها وتحقق اهدافها بضرب سوريا لان ارادت الشعوب كفيل بافشال
كل المخططات .
نتمنى لسوريا ان لاتكون ضحية تهور او مشروع للتقسيم , و ان ترجع لسابق
عهدها آمنة مطمأنة وملاذا لكل الخيرين و لاتحشر نفسها بصراعات اقليمية هي ابعد ماتكون عليه وان تقف لجانب الحق والاخوة العربية والاسلامية والانسانية جمعاء , وما
وما مر به العراق عن طريقها كفيل بان يكون درسا لايمكن ان ينساه الشرفاء والوطنيون في بقاع العالم . قلوبنا بيضاء وصدورنا مفتوحة وايادينا ممدودة لفعل الخير والتسامح