ها هم شذّاذ الافاق يغزون دار السلام ثانية ويحولون صباحها الذي يختنق بحرارة شمس آب وزفرة الفقراء المحرومون من كل ما يمت للمدنية والحياة بصلة، الى صراخ وعويل وجثث تتطاير لتخلف عشرات الارامل والثكالى والايتام، ها هي السلطة التي فقدت عذريتها بعد ان استباحت نفسها بنفسها نتيجة شهوتها التي بلا حدود للحكم الطائفي ونهب ثروات البلد تعلن عن عجزها للمرة الالف في توفير الامن ” لمواطنيها” لتشارك الارهابيين جرائمهم الوحشية بحق شعب يساق الى الموت وتستباح مدنه وبلداته. النيران تلتهم بغدادنا وابنائها يلوذون بصمت اشبه بصمت المقابر ليس من فيهم قادرا على قول، كفى يا سقط المتاع، فبغدادانا ليست بغيا لترجم، ولا حمالة حطب لتضعوا في جيدها حبل من مسد، بغدادنا اطهر من طاهركم، واشرف من اشرفكم، واعز من اعزتكم، بغدادنا ليست مسخا كما انتم، لقد كانت بغدادنا تزرع الحياة وتحصد الحياة، قبل ان تأتيها جحافل الهمج والعهر البعثية والتخلف واللصوصية الاسلامية، ليزرعوا في جنباتها الموت لنحصد الموت.
بالامس واليوم “وغدا” نجح الارهاب وفشل حكومة نوري المالكي في ازهاق ارواح العشرات في مدينة المدن ثانية، بالامس واليوم اثبت المالكي وحزبه عجزهم التام عن مواجهة الارهاب دون ان يمتلكوا ذرة من الشجاعة ليعلنوا عجزهم هذا، بالامس واليوم نزعت القوى الامنية غير المهنية التي تقودها عقول التجار والمرابين ورقة التوت المتهرئة لتبان عورتهم بأقبح ما يكون. بالامس واليوم “وغدا” كان للارهاب المنفلت “غزوة” وكأن مدننا العراقية هي من بقايا ممتلكات قريش التي ناصبت الاسلام العداء.
بغداد، هل لي ان اتحدث اليك، ان اناجيك، ان اداعبك، ان اجلس لاقص على مسامع اطفالك وايتامك تاريخك المجيد قبل ان يلوثه البعثيون والاسلاميون التتار القادمون من خلف الحدود ومن يأويهم من اولاد الزنا. بغداد هل لي ان اخبرهم عن دجلتك ولياليها التي سرقها الطغاة وسجنها الدعاة وشركائهم في جريمة ما تسمى “حكومة محاصصة طائفية “، بغداد هل لي ان اخبر صغارك عن طفولة ابنائك قبل ان تعرف الحروب والحصار والطائفية العفنة طريقها الى عقولهم التي هي الان في سبات طويل، بغداد هل لي ان اخبرهم عن تظاهرات وانتفاضات ابنائك من اجل الانسان والوطن وليس من اجل الدين والطائفة، بغداد هل لي ان اخبر صغارك عن شهامة واخلاق ابنائك قبل ان يبيعوا بلدهم ابتداءا من سرقة آثاره الى ثرواته والاتجار بنسائه واطفاله، ايه بغداد هل لي ان اخبرهم عن قوّادين يتاجرون بعرضك بعد ان زوجوك متعة ومسيارا وانتي اشرف من البطون التي حملتهم، هل لي ان اخبرهم عن زناة لا يعرفون من جغرافيتك مكانا الا ماخور يسمى ” المنطقة الخضراء” يمارسون فيه كل اشكال الرذيلة. انهم غرباء عنك، انهم بدو واعراب لايعرفون الا النهب والثأر، لقد ريّفوك “من الريف” بغداد حتى اصبحت تصول في ارجائك العشائر والافخاذ ولتنزوي المدنية يوما بعد يوم امام اعرافها المتخلفة، حتى وصل الامر الى ان تكون سطوتها “مع تواطيء السلطة” في ان تطبق القانون بدلا من سيادة دولة القانون.
انني اعتقد ان النجاح الباهر لعشائر الكرادة في “غزوة” المقاهي يمنحنا الحق في ان نطالب السيد المالكي وحزبه ودولة قانونه بتسليم الملف الامني لها، وانا على استعداد لجمع 1501 صوتا لذلك اي اكثر من الاصوات التي جمعتها العشائر في “غزوة” المقاهي بصوت واحد. خصوصا بعد فشل وزارة الدفاع والداخلية والامن الوطني واجهزة المخابرات المختلفة وقوات سوات وغيرها من التشكيلات العسكرية التي يقودها السيد رئيس الوزراء اما مباشرة او بالوكالة بالتصدي للارهاب وتقليل حجم خسائره الى حد معقول دوليا!!
السادة في منتجع الخضراء، هل تستطيعون ان تحددوا لنا سقفا زمنيا لتدمير العراق بالكامل بتحويل اطلاله التي تركها البعثيون الى خرائب وبالكامل ايضا؟ هل تستطيعون ان تحددوا لنا سقفا زمنيا لانهيار شكل الدولة وتحولها الى عقد اجتماعي عشائري يكون فيه للمهوال الدور الاكبر في شحذ الهمم ” لاتنتطيها”؟ هل تستطيعون ان تحددوا لنا سقفا زمنيا لتصحير العقل العراقي بعد ان صحّرتم ارضه ونهبتم ثرواته؟
ان التاريخ سيكلل سلطة المحاصصة المسؤولة عن كل الخيبات والجرائم التي تمر بالوطن وشعبه في هذه الظروف الحساسة والمعقدة بالعار، لانها ووفق كل المعايير تعتبر من اكثر السلطات فسادا وضعفا على رغم اقلام المدّاحين من وعاظ السلاطين، الذين اصبح كل واحد منهم كشيطان مصاب بعوق لانهم لم يكتفوا بانهم يسكتون عنه لانهم خرس، بل اصبحوا لايسمعونه و لايرونه وليكتمل بذلك عوقهم والذي يؤدي الى عوق البلاد، لان الذين يقودون البلد اليوم اشبه ما يكونوا بالمعاقين ان لم يكونوا معاقين فعلا.
هل رأيتم قبل اليوم مالكا يشارك اللصوص نهب بيته؟