أ.د.سلمان لطيف الياسري
إذا أردت أن تعبر عن سلوك شخص ما ارتكب عمل مشين للخلق والشرف والعرف العام، فإنكَ تقول عنهُ (فقدَّماء وجهه)، وفي الواقع دائماً ما يكون وجه من يشعر بالخزي منكساً رأسه، ناكساًبعينية إلى الأسفل، والكل يعلم إن جميع الشعوب تشير إلى أن البشر في كل مكان فيالعالم تجمعهم النزعة ذاتها وهي الأبتعاد عن فقدان ماء الوجه .لكن ما يحصل الآن فيالعراق بعد عام 2003م من التعامل بالرشا والمحاصصة وفق توزيع المال العام والمراكزالحساسة وتعيين المقربين والتطاول على أخذ نسب معينة من المشاريع مقابل حصولالمقاولين على العمل هو فقداء ماء الوجه للساسة العاملين في دفة السياسة العراقيةوإدارة الدولة وفق نهج المحاصصة الطائفية .من يفقد ماء الوجهتجده تعلوه حمرة الخجل بطريقة لا إرادية، والعين تغرورق بالدموع عندما تجيشالمشاعر، خاصة المشاعر الأخلاقية مثل السخط أو العزة، ولا أعرف أي من المشاعرلهؤلاء الساسة من باعوا الضمائر ،اصبح ثلث العراق بيد الإرهاب، متى تشعروا بالسخطوصحوة الضمير وتغرورق العيون لما فعلتم بالعراق وأهل العراق .من خلال ثقافتناوسلوكياتنا نعتقد أن الشرف لا علاقه له بالمشاعر إلا عندما يكون على مرأى منالناس، فيمكننا أن نشعر بالخزي بعيداً عن أعين الناس، فمتى تشعروا بالحرص على هذاالبلد، هل تمتلكون المشاعر والأنتماء الوطني، أم انتمائكم لجهات أخرى أولاً .أيها السياسيوالمسؤول العراقي، أنا اخاطبك كعراقي عاش على تربة هذا الوطن، وشرب من ماء الفراتودجلة، وتغذى على منتجات تربته، وتنفس من هواءه، أقول وبحرقة، إن اهتمامك بشرفكمعناه أن ترغب في أن تكون أهلاً للإحترام، الخطأ الذي ارتكبته في سرقة المالالعام، أو تعيين من هم غير أكفاء في المسؤولية، أدركت أنك ارتكبت خطأ يقلل من شأنكواحترامك، فإنك تشعر بالخزي، سواء كان ذلك على مرأى من الناس أم لا، ماذا يعنيتعيين محافظ الموصل أثيل النجيفي لـ(6) من المستشارين في البلديات قبل سقوطالموصل، وهم الآن قياديين في تنظيم داعش، أين شرفك وشرف المسؤولية من هذا العمل،أنت من أضاع الموصل وأهلها بعملك هذا وعمل الآخرين ممن هم في دفة الحكم وقتذاك،لقد اضعتم شرفكم وفقدتم ماء الوجه، ولن ولم يرحمكم التأريخ في هذا الفعل الشنيع .أنا أسأل هؤلاءالسياسيين، هل أنتم مع شرف المهنة والمسؤولية أم ضده؟ وهل تفتخروا بما فعلتم منأعمال تسيء للشرف أم تفتخروا بها؟، لكن أقول: الشرف موجود داخل كل إنسان عراقيطبيعي، مهما كانت درجة ثقافته وتنوره وتقدمه، لذلك يجب أن تفكروا وتحسبوا الف حسابللشرف، لكنكم افتقدتموه، وابتعدتم عن التعامل مع الشرف . من المؤكد أن الشرف لميفرغ بعد، أنا اخاطبكم بشرفكم، وهذا لا يعني أن الشرف يمثل عورة الرجل أو عورة المرأةولكن الشرف هو غيرتكم على بلدكم وشعبكم .احزاب الإسلام السياسي جرثومة المجتمعاتالتي ابتليت بها . إذ لا تجد ظهوراً لها في اي مجتمع من مجتمعات نشاطها إلا وارتبطهذا النشاط بالفضائح الأخلاقية والممارسات اللصوصية والإنتهاكات عبر الفساد الماليوالإداري حينما تتمكن من السلطة السياسية في بلد ما . ووطننا العراق يقدم لناالمثل الناصع الذي تزداد فيه هذه المفاسد يومياً وبزيادة طردية مع توغل احزابالإسلام السياسي في كل مجالات الدولة العراقية السياسية والإقتصادية والثقافيةوالإجتماعية ـ الأخلاقية . يشير هذا كله بما لا يقبل الشك بان هذه الأحزاب وكلقادتها ومريديها قد فشلت في العراق فشلاً لا مثيل له في كل مجالات ادارة الدولةالتي استلمتها من الإحتلال الأمريكي لوطننا العراق كخليفة للبعثفاشية المقيتة . فلقدتشتت مناهجها وتعثرت مسيرتها التي فقدت فيها وضوح الهدف إلى جانب عدم القدرة علىالتمييز بين ما هو حكم وسياسة وما هو تنظيم ومبادئ ، خاصة إذا ما تعلق الأمربالثوابت الدينية التي تدعي هذه الأحزاب الإلتزام بها . وهذا ما يشير له الحالالذي تمر به هذه الأحزاب في الوقت الحاضر والمشوب بالتراشق اليومي فيما يينها وبينمنتسبيها الذين بدأوا بفضح مفاسد بعضهم البعض . كل يتهم الآخر بأنه السبب فيالتأخر الذي حل بالوطن في كافة مرافق الحياة منذ القضاء على الحكم البعثفاشيالأسود من قِبل قوات التحالف العالمي بقيادة امريكا التي جاءت بهذه الأحزاب إلىالسلطة وباركت لها توجهاتها الطائفية التي فرضتها على الساحة السياسية العراقيةبقوة السلاح ، لا بقناعة المبادئ ، حتى غدت هذه الساحة ليس مسرحاً لنزاعات هذهالأحزاب فقط ، بل وشمر فيها عن ساعده لقتل العراقيين وتهديم الوطن ونهب خيراته، كلمَن هب ودب من الإرهابيين البعثيين والقاعديين والإسلامويين الداعشيينوالقومانيين، وكل من اتاحت لهم هذه الأحزاب العبث بالوطن واهله وخيراته منذ انوضعها الإحتلال الأمريكي على قمة السلطة بعد الإطاحة بدكتاتورية البعث المقيتة. كماجعلت هذه الأحزاب المتاجرة بالدين ،من خلال إعتلائها قمة السلطة ، وسيلة أخرى منوسائل الإرهاب التي عاشها الشعب العراقي على شكل إغتيالات لذوي الكفاءات العلميةوالثقافية، إن تجرأ أحدهم على نقد هذا التصرف البدائي او ذاك الفكر المتخلف الذيتعج به العقول الضامرة لقادة و كوادر أو حتى القواعد البسيطة لأحزاب الإسلامالسياسي. أو على شكل محاربة النساء في مفردات حياتهن في الملبس والمأكل والمشربوالعمل او في المساهمة في الحياة الإجتماعية ، حتى أصبح قتل النساء المباشر أو رفعشعارات التهديد على الجدران أو الملاحقات في الشوارع ، المهمة الرئيسية التيمارستها هذه العصابات على مسمع ومرأى وقبول من أحزابها . أو على شكل تهجيراتللمواطنين لتحقيق سياسة المناطق المقفلة لهذه الطائفة أو تلك أو حتى لهذه الفرقةالدينية او تلك التي تمتلك قوة السلطة إضافة إلى قوة السلاح.حين ندرس الوضع المتأزمالذي يمر به وطننا العراق اليوم وما يعانيه من ارهاب المليشيات المسلحة الدينيةوالعشائرية وعصابات اللصوص والإختطاف ، وبعد مرور اكثر من ست عشرة سنة على سقوطالبعثفاشية المقيتة وبعد إستلام أحزاب الإسلام السياسي بالعراق مسؤولية الحكم،وإنهاكها لهذا البلد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وخُلقياً ودينياً، وبعد اناصبح متسولو الأمس في السيدة وقُم وفي ارجاء كثيرة من العالم من اصحاب الملياراتعلى حساب خبز الجماهير وقوت الفقراء، وبعد ان وضعوا العراق في آخر مراتب السلمالحضاري، وبعد ان مارسوا ولا زالوا يمارسون دون خجل او حياء، إذ انهم فقدواالإثنين، سياسة التجهيل والإستغباء باطروحاتهم التي يسمونها دينية وما هي إلاخزعبلات تتحدث عن إيمان الباذنجان وورع البومة وامتناع القمر عن الإعترافبالولاية، وغير ذلك من التفاهات التي جعلتنا مهزلة امام شعوب العالم، بعد كل هذاوالكثير الكثير المُخجل مما يُقال ولا يقال، طفت على السطح وبشكل لا يمكن التغاضيعنه ممارسة الجرائم الأخلاقية التي تنال من العلاقات الإجتماعية في وطن كالعراق. السقوطالأخلاقي لأحزاب الإسلام السياسي في العراق وما يمكن ان يؤدي اليه من تفتت اجتماعيوانهيار تربوي يجعلنا ان نفكر بجد لإيجاد البديل لهذه العصابات التي ستُنهي كلمقومات هذا الوطن وشعبه ، البديل  للخروج من هذا المأزق ، الذي يلتهم الوطنجزءً بعد جزء يومياً . ولا اجد بديلاً سوى تنحي عصابات الإسلام السياسي عن السلطةالسياسية التي فشلت فيها وركون مشايخها في تكاياهم الخاصة ، إذ انهم لم يعد يصلحوالما يدعونه من إرشاد او توجيه  ديني ، وقد مارسوا الرذيلة بكل انواعها خلالالست عشرة سنة الماضية.  ومن خلال هذا التنحي قد نصل إلى الوضع الذي يستطيعفيه المؤهلون لقيادة الوطن العمل على نبذ الطائفية والقومانية والعشائرية وإيقافالسقوط الأخلاقي ، هذه الجرثومة التي تربت وتكاثرت في مختبرات الإسلام السياسيوفنادق وصالات ونوادي مريديه من اصحاب الجباه المكوية والخواتم الفضية . لابد لنامن ايقاف التدهور السياسي الجاري والقائم على سياسة المحاصصات التي تركت البابمفتوحاً على مصراعيه للفساد الإداري الذي أوصل العراق خلال هذه السنوات العجاف إلىحضيض المستوى العالمي في هذا المجال . ومن خلال هذا التنحي قد يتفق المخلصون لهذاالوطن على برنامج سياسي وطني ، وليس محاصصاتي طائفي قوماني عشائري، ينقذ الشعبوالوطن من مغبة فسح المجال امام عمل عصابات البعثفاشية الداعشية التي تتخذ من بعضالمحافظات العراقية مقرات علنية لها تحميها بعض الأجهزة الأمنية الحكومية والتيمدَّت بعنقها في الأيام الأخيرة خاصة بعد الفضائح الأخلاقية التي جرى توظيفهاللبيانات التي نشرتها مؤخراً، ناهيك عن داعشي البرلمان العراقي وكل مؤسسات الدولةالعراقية. ومن خلال هذا التنحي سيعود الكثير من أصحاب الكفاءات الذين لا يزالونبعيدين عن الوطن لعدم نجاح أحزاب الإسلام السياسي المتسلطة على الحكم ، بلومساهمتها  ، بعدم ضمان سلامة وجودهم على أرض وطنهم ،وعدم تطبيق سياسة وضعالشخص المناسب في المكان المناسب ، هذا المبدأ الذي جردته سياسة المحاصصاتالطاتئفية والقومانية العشائرية من أي معنى عملي له . ومن خلال هذا التنحي سيفقدالمتدخلون في شؤون العراق قواعد عملهم في هذا الحزب أو ذاك أو في هذه الطائفة أوالعشيرة أو تلك ، وبذلك قد ينجو الشعب من جرائم عصابات الإرهاب الداعشي وغيرالداعشي والمليشياوي التي تمارس الإرهاب ضده سواءً بإسناد من دولة جوار أو من حزبسياسي أو من حركة دينية أو تجمع قوماني عشائري داخل وخارج الوطن . ومن خلال هذاالتنحي يمكن فسح المجال أمام المخلصين من بنات وأبناء وطننا العرق أن يوقفوا هذهالسرقات المليارية التي مارسها ويمارسها وسيظل يمارسها فرسان أحزاب الإسلامالسياسي طيلة مدة وجودهم على رأس السلطة ، وهذا ما أثبتته السنين الأخيرة التييتراشق فيها هؤلاء الفرسان باتهام كل واحد منهم للآخر في هذه السرقات وذلك حينمايعتلون منابرهم مبسملين محوقلين ليقذفوا بني دينهم بكل ما يرفضه الدين من سيئاتدأبوا جميعاً على ممارستها . او من خلال الإعترافات الصريحة لبعض قادتهم بأنهمفعلاً لصوص وفاشلون، والإعتراف سيد الأدلة الذي لم يوظفه قضاؤنا لحد الآن مع الاسفالشديد. وأخيراً وليس آخراً فقد يقود هذا التنحي إلى أن يرى الناس بعض بصيص الأملبتوفير الخدمات الضرورية لحياتهم بدءً بالماء والكهرباء والأمن والطبابة والمجاريوالطرقات الداخلية والخارجية والمدارس المؤهلة للتعليم فعلاً واحترام الحرياتالشخصية الدينية منها والسياسية والإجتماعية والمساواة بين الرجال والنساء من خلالقوانين ضامنة لذلك ،وتوفير العمل للجماهير العاطلة الذي سيحد من ظاهرة هجرةالشباب، وتوزيع الوظائف على المستحقين دون وضعها في سوق المزايدات وحصرها بمن يدفعأكثر لسماسرة أحزاب الإسلام السياسي التي تقف على قمة السلطة السياسية، وتطهير قوىالأمن والشرطة والجيش من الإنتماءات الطائفية والمناطقية والعشائرية التي أخذتمأخذها من هذه المؤسسات حتى شلت عملها في مكافحة الإرهاب والإرهابيين ، لا بلوقامت في بعض المناطق بتوفير الحماية لهم . إن هذا التنحي سوف لن يجلب أي ضررللبلاد والعباد ، بل ان العكس هو الصحيح تماماً . وهذا هو ما نريده ، الإبتعاد عنالوباء الذي تنشره جراثيم أحزاب الإسلام السياسي على الشعب والوطن وتجنبه أوإنهاءه من خلال التخلص من هذه الجراثيم وإبعادها عن ربوع الوطن.أحزاب الإسلام السياسيبالعراق فشلت لأنها ، إضافة إلى عدم كفاءتها السياسية ، لا تمتلك بُعد النظر فيحركة التاريخ الذي وضع أمامها التجارب التي لم تستطع إستيعابها ودراستها بشكليمكنها من إستخلاص العبر والدروس من هذه التجارب ، ولو أنها قامت بذلك بجدية تنطلقمن ثوابتها فعلاً ، وليس من أهواءها الجانحة إلى السلطة والإثراء ، لما وجدت غيرالتنحي عن الحكم كوسيلة تضمن لها الحفاظ على ماء الوجه الذي تبدد بشكل لا تستطيعمعه بذكر أي حزب من أحزاب الإسلام السياسي بين المواطنين ، إلا وارتسمت علامات الإستفهامعلى وجوههم حول السرقات والرشاوي والمحسوبية والتهديد والتزوير والإكراه ومحاربةالرزق وفرض الأتاوات والتجارة بالفتاوى وإشغال الوظائف بدون تأهيل والممارساتاللااخلاقية وغير ذلك الكثير مما يجري بالعراق اليوم منذ أن تسلطت عليه أحزابالإسلام السياسي ولحد يومنا هذا. وقد يعجب المرء فعلاً لقدرة هذه الأحزاب التيتدعي التمسك بالثوابت الدينية إلا ان مريديها يمارسون اقبح الجرائم الأخلاقية التيتجلت مؤخراً بممارسات واحد من رموزهم صاحب ومدير صالات القمار والدعارة .إلا ان السؤال الذي يظليشغل اهل وطننا في العراق هو: هل ان احزاب الإسلام السياسي هذه تفكر جدياً بالوطنفترى ما هو عليه من بؤس وتأخر وفقر وتستخلص العبرة من كل الآلام والمآسي التيسببتها لهذا البلد واهله فتتخلى عن عنجهيتها وطمعها ولصوصيتها بتخليها عن السلطةالسياسية؟ الجواب الذي يحظر ابسط المواطنين هو لا ، ولا كبيرة جداً، بالنظر لماعرفه هذا المواطن عن هؤلاء اللصوص واستناداً إلى خبرة اكثر من ست عشرة سنة معهم. فماهو الحل إذن ؟كثيرون من اهل وطننايشاركون منذ عدة اعوام بالمظاهرات والإحتجاجات الشعبية التي طالت اغلب المحافظاتالعراقية منددة بكل ما صنعه اوباش الإسلام السياسي بهم وبوطنهم. وقد لاقى هذاالتحرك الجماهيري تأييداً واسعاً ليس داخلياً فقط، بل وخارجياً ايضاً وذلك من خلالتناول بعض وسائل الإعلام العالمية لهذا الحراك الجماهيري واستنتاجها لأن يشكل ذلكقاعدة صلبة للتغيير القادم في العراق بعد تجريد الساسة الحاليين من قيادتهم لأمورالناس وإرغامهم على التخلي عما هم عليه الآن وتقديمهم جميعاً إلى القضاء للإقتصاصمنهم وإعادة ما سرقوه من اموال وبالتعاون مع الإنتربول الذي سيلاحقهم ويلاحق كل ماهربوه من اموال خارج الوطن. لذلك فإن الإستمرار في هذا الحراك الجماهيري وتطويرهوإغناءه بمفاهيم جديدة ومطالب آنية سيشكل القاعدة الأساسية للتغيير وسيتكلل هذاالحراك بالنجاح المؤزر حتماً. اما ماهية هذه المفاهيم التي يجب ان يتبناها الحراكالشعبي فيمكن إختصارها بما يلي:اولاً: تبني سياسةالمواجهة الفكرية مع الإسلام السياسي ومن يسمون انفسهم بفقهائه، وما هم إلا جهلةحتى النخاع، وعدم السكوت عن فضح الإطروحات التي تروج لها هذه الأحزاب التي تسمينفسها دينية، وما هي إلا دنيوية صرفة، والتي تسعى من وراءها إلى استغباء الناس منخلال جعل الدين والمعتقدات الدينية، التي يجب ان تكون موضع احترام، مادة تجاريةيستغلها الإسلام السياسي لخلق البيئة الجاهلة التي لا يمكنه العيش إلى في ظلامها.ثانياً: فضحهم بالاسماءوعدم الإكتفاء بطرح الشعارات العامة ، كمحاربة الفساد والمفسدين مثلاً. لقد اصبحذلك من الضروري ، لا بل من الواجب اليوم، وخاصة بعد إعترافات بعضهم على بعضهم . هذابالإضافة لما يجري من نهب وسلب ولصوصية للمال العام في اقليم كوردستان والذي جاءعلى لسان قادة الإقليم انفسهم.ثالثاً: ان يطرح الحراكالجماهير بدائله، وهي كثيرة جداً، لكي تتعرف الجماهير عليها وعلى إمكانياتها فيإدارة الدولة، خاصة تلك القوى الوطنية التي لها جذور عميقة في ارض السياسة الوطنيةالعراقية والتي جربها الشعب العراقي وعرف إخلاصها ونزاهتها من الديمقراطيينالعراقيين حملة الفكر التقدمي والتوجه المدني.رابعاً: ان تضغط الجماهيرعلى مَن ” انتخبتهم ” من البرلمانيين لكي يمارسوا دورهم الرقابي للمحافظةعلى المال العالم وصيانته من سرقات احزاب الإسلام السياسي . وقد يعترض ، وبحق ،احد المعترضين على هذا المطلب الذي يطلب من بعض لصوص السلطة التشريعية بمقاضاة لصوص السلطة التنفيذية.خامساً: ولتحقيق ذلك كلهيجب تشكيل اللجان المؤهلة من القوى الديمقراطية المؤمنة بالحرية والعدالةوالمساواة ، لقيادة هذا الحراك وتوجيهه الوجهة البعيدة كل البعد عن تجار الدينوناشري الشعارات الزائفة والرافضين للتحضر والثقافة والسلام بين الشعوب والشعوبتنتصر في نهاية المطاف، طال زمن النضال او قصُر، وكل وقائع التاريخ تثبت ذلكإن شرف المرء يرتبطارتباطاً وثيقاً بجوانب من الهوية الوطنية، ويستقي منها عضويته في فئة اجتماعية مابطرق عديدة، وعليه فمنظومة الشرف من شأنها أن تضعك في موضع المساءلة حتى إذا لمتقترف ذنباً، أو لم يقترف أحد خطأ في حقك، فالشرف ليس بالأمر الشخصي بوجه خاص فيجماعة اجتماعية ما، ببساطة على المسؤول العراقي الحفاظ على ماء الوجه، أو عليه أنيخسره من خلال فشله في الحفاظ على العراق، أما النجاح فهو من خلال مشاركته فيالحفاظ على العراق واهله وعلى الهوية الوطنية، بعيداً عن الطائفية والعرقية .لذلك أقول كما قالشكسبير (أما إذا كان الطمع في الشرف خطيئة، فإن روحي أشد الأرواح إثماً)، فإذا كانالشرف وفق عرفكم خطيئة فأنا أشد إثماً للحفاظ عليه منكم سبحان من كرّم بني آدم وحملهم في البر والبحر، سبحان من جعلَماءَ الوجهِ أغلى من الذهبِ والألماس والجوهر، حياتنا مليئة بالمتناقضات والغرائب،لكن أكثرنا يتفق على أن ماء وجه الإنسان أغلى من الجواهر فلا قيمة للإنسان دونكرامة، ولا معنى لوجوده إن أريقت كرامته, وفي خضم معترك الحياة وتعرّض الناسللصعوبات تجد بعضهم يتناسى أو ينسى فأي نفس هذه التي تفقد كرامتها نظير متاع زائفومال تالف؟ إن مَن خسر ماء وجهه سيسهل عليه خسارة أي شيء, فتذكر يا مَن أسلت ماءوجهك بأن الدنيا تضيق على الجميع، وأن غيرك قد قاسى أكثر منك بل أن شعوبا كاملةحوصرت وقبائل كثيرة قوتلت فما وهنت،الدنيا ضيقة صغيرة ولا تطيب لمؤمن، لكن الصبرعلى الشدائد هي من أفضل شيم المؤمن، تذكر أن الوقت بيد الله يفرجه على من يشاء،تذكر أن المال أيضا مال الله و سيأتيك بكرامة إن أراد الله تعالى وصبرت:
ومن أعجب العجب أن تجد رجلا قويا يتذرع بحجج واهية فيسبيل الحصول على بضع اموال من هنا أو هناك، فلماذا لا تتوجه بالدعاء إلى اللهتعالى فهو الجواد الكريم المعطي الوهاب؟ هو من يزيل فقرك ويلبي حاجتك ويحفظ لككرامتك وتذكر أن من أعطى غيرك سيعطيك، فاطلب حاجتك منه مباشرة فالله تعالى أقربإلينا من حبل الوريد اطلب منه سيعطيك المزيد.لعلني أتساءل: هل من يفقدون ماءوجوههم على الناس للحصول على الرزق؟ أنا لا أسوق هذه الأسئلة جزافا بل عن تفكير،فالنفس السليمة تأبى الذلة و من يقبلها لابد و أن لديه مرض نفسي و إن كان مخفيا، ولعلي أجزم بأن من يكثر التذمر و الشكوى كيف يقبل دائما بأن يكون الأدنى؟ ورسالتيهي للأصحاء نفسيا لكم أنتم يا من تنخدعون بهؤلاء خاصة بالفئة الثالثة الذينيستترون خلف ستار الصدقات والزكاة..أقول: كلنا نطلب رضا الله تعالى وكلنا نحبالتصدق بالمال والحاجيات وكلنا بحمد الله نخرج زكاة لكن فلنبحث بحق عمن يستحق هذهالمساعدة ولا نضيعها ونضعها في يد من فقدوا ماء وجوههم