رحيم الخالدي
الطب مهنة إنسانية بمعناها الحقيقي، وهنالك شعار تضعه معظم المستشفيات “ملائكة الرحمة”! وهذا يجب رفعه من الجدران، لأنك عندما تدخل للمستشفيات تنصدم من التعامل من قبل بعض الأطباء! وهذا لا ينطبق على الكل، فمنهم أطباء مهنيين للنخاع، ومنهم من يضع إعلان في باب عيادته، ويكتب وكله ثقة “من لا يملك ثمن المراجعة فنحن بخدمته”! وهنا تتجلى الإنسانية عند البعض، ولكن هنالك لا تتناسب معه كلمة الإنسانية، بل صفة أخرى لا تنتمي لمهنة شريفة، وهي ليست مهنة لجمع الأموال من الفقراء، لان الأغنياء باستطاعتهم جلب “كادر طبي متكامل لبيته”!، وفتح صالة عمليات في المطبخ !.

ما يجري في بعض المستشفيات، وهذا ما شاهدته بأم عيني وللمرة الثانية! الأول في مستشفى اليرموك! والثاني في مستشفى المحمودية العام، ولنفس الغرض أعلاه “صالة الولادة”، وهنا أنت أمام خيارين لا ثالث لهما: إمّا أن تتماشا معهم وتدفع لقاء الحفاض على حياة المريض، أو لا تدفع وتنتظر رحمة الباري وتسلم أمرك للواحد القهار، وهنا المقصود لمن لا يملك المال، ولا يريد إدخال مريضه للجناح الخاص، لأنه فقير وبهذه الحالة وصلنا لأصل الموضوع، فهل من لا يملك المال، ليس له الحق بمطالبة هؤلاء بأبسط شيء، وتجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وتذهب الأرواح بسبب اؤلائك الذين يسمون أنفسهم أطباء؟ .

الجشع يسيطر على أنفس اؤلائك الأطباء الذين غادرت الإنسانية قلوبهم، والمواطن مخير في إختيار الجناح الذي يريده، ولا نريد أن نذكر اؤلائك أنهم موظفين، ويقبضون رواتب عالية من الدولة ولديهم عيادات خاصة، ونسوا أنفسهم أنهم خدم للمواطن، نعم خدم وليسوا أسياد؛ يتحكمون بحياة المواطنين، يحميهم القانون! والمراقبة المنعدمة؛ ولو كان اؤلائك في مستشفيات أوربا، لتم سحب الشهادة منهم وتسقيطها، ويحرم من ممارسة المهنة مدى الحياة، ونسوا أنهم درسوا في الكليات العراقية مجاناً! وكانوا يتمنون أن ينالوا الشهادة ليمارسوا أنبل مهنة، ومهمتهم إنقاذ حياة الناس مهما كانت ديانتهم وإنتمائهم .

الجناح الخاص يدر الأموال للأطباء، وإجبار المواطن على دخوله سيزيد مدخولات اؤلائك المقصودين، ومن يرفض عليه الإنتظار لمزاج من بيده الأمر، حتى لو تعرضت حياته للموت، فهل هي تعليمات تصدر من وزارة الصحة في إجبار المرضى على القبول؟ فلو كانت كذلك على الوزارة تحويل المستشفيات من مجانية إلى ريعية! وتكون كلها مستشفيات خاصة، حالها حال باقي المستشفيات الأهلية، ومن لا يملك المال عليه أن يتقبل الأمر الواقع، ويسلم أمره للباري، ويترك البلد ليهاجر إلى باقي الدول، التي ستهتم به وتحترمه لأنه إنسان، وليس سلعة يتداولها الأطباء فيما بينهم بغرض النفع المادي.

الحكومة العراقية وبكل مكوناتها، وعلى رأسهم رئاسة الوزراء، عليهم الإلتفات إلى الطبقة الفقيرة، وهي الوحيدة التي تراجع تلك المستشفيات، لان طبقة الأغنياء يذهبون إلى خارج العراق، ومنهم من يذهب على نفقة الحكومة! وهم معروفون، وتناولتهم مواقع التواصل وسخرت منهم أيّما سخرية، وأموال الشعب التي تم تسخيرها لهم فقط! والمواطن يعاني الفقر والحرمان، بينما هم يتنعمون بها ولأغراض تجميلية وشخصية وغير ضرورية، نائب وضع طقم أسنان بمبلغ عشرة آلاف دولار، وآخر عملية بواسير كلفت ميزانية الدولة خمسون ألف دولار، وأخرى عملية نسائية كلفت كذا مبلغ، وأخرى عملية تجميل وشد الوجه بكذا والقائمة تطول !..