ستتعاظم أحداث العراق!
تعليق هام كتبته قبل قليل على صفحة (البيت الفيلي الواعي) على الإنستكرام, حول الوضع في العراق والنظام المطلوب, و أحببت مشاركته معكم .. ليستفيد منه المثقفين, لأنّ التظاهرات ستتعاظم و ستمحي كل المقرّات الحزبيّة و المراكز الفاسدة بعد إستقالة السيد رئيس الوزراء و إعلان وذمّ المرجعية هذا اليوم للأحزاب:
هذه الأشارة من الأخ الشيخ أبو حسن؛ إشارة و تنبيه جميل طالما كرّره البعض للوقوف أمام الأنحراف و الطبقية و الظلم و الفوضى التي غطت كل آلأيجابيات .. لكن الكثير من أؤلئك المكرّرين لم يعطوا البديل الأمثل .. فقط الأكتفاء بآلنقد و بكون آلأسلام – و حصراً نهج أهل البيت – هو البديل بلا مصداق حتى لنسبة 1% من ذلك النهج على أرض الواقع!؟
و الحق يقال أنه لا بديل عن نهج أهل البيت(ع) و هذا ما لا يختلف عليه حتى المثقف الكافر .. لكن هل هذا النهج واضح و مبين خصوصا في مسألة تطبيقه عبر نظام سياسيّ – إقتصادي مقبول من قبل الشيعة ناهيك عن السنة و غيرهم من ا لأحزاب و المذاهب!؟ ولو كان واضحا على الأقل في ملامحه و مبادئه الأولية البنائية الأساسية؛ لما تجرّأ شخص أمي فكرياً – لا أبجديا – مثل برهم صالح و الحلبوسي و البارزاني و جوقته العصاة أن ينتقدوا بكل بساطة و كل يوم الوضع القائم الذي هم بأنفسهم أوجدوه .. و فوقها يعطون البدائل بشكل تستشف منها روح التعالى و التكبر ..

إشكالية عراق اليوم كانت و بدأت و تعاظمت هذه الأيام من هنا .. من تجرأ الأميين بطرح البدائل التي تصب لمنفعة دكاكينهم ولا يهمهم حتى لو ماتت الملايين و كما تموت الذباب في بركة آسنة عند صبّ المبيدات عليها!
و ليس هذا فقط .. بل تفاقمت الأوضاع بشكل مريب و رهيب و أكثر؛ حين إستغلت و أعلنت بعض الشخصيات بينهم حتى مراجع بكون الدين هو هذا الذي يقوله هو فقط .. و ما لا يقولونه يجب تجنبه, وما يقوله و يفعله الناس ليس بدين أو هو خارج عن الدين!
بينما حول و قوة الناس بيد الأحزاب و الأئتلافات و الكيانات و بآلأخص المليشيات التي لا يذكرون إسمها ولا حتى الأشارة لها.

و تلك الحالة تبدو و كأن مريدي أؤلئك المدّعين يحصرون الحق بأنفسهم من دون قوله صراحة!
هنا هي الطامة التي شتتت المجتمع و قطعت أوصاله و جعلت الناس شيعاً وأحزاب و قبائل و عشائر و قوميات و عوائل تتقاتل فيما بينها للأسف .. و أعتقد بأن حزب كحزب البعث لكن بمسمى آخر ونهج ألمع وشعار برّاق وجذّاب سيخلف نظام البعث الحاكم من جديد ليبدأ الفساد وآلظلم و الطبقية بشكل مشروع وكما رأيناه و تجسد بشكل مخيف قبل و بعد 2003م بحيث وصلت السرقات لأكثر من ترليون و نصف ترليون دولار و ليس دينار على أيدي المنتمين للأحزاب المختلفة ..
و ما زال بعض أؤلئك الفاسدون الذين ملؤوا بنوك لندن و سويسرا و وال ستريت بتلك الأموال ليصنع الغرب بها صواريخ و حاسبات لقهرنا و إذلالنا عبر أحزابهم المفضلة بمسميات مختلفة و بغطاء الديمقراطية اللعينة التي لا يعلم مثقفي العراق حتى تأريخها و أسبابها و نشأتها وواقعها و نتائجها و كيفية ظهورها و إفرازاتها حتى في أمريكا و أوربا مهد الديمقراطية الظالمة التي أفسدت أمم أوربا و أمريكا قبل غيرها لمصلحة طبقة خاصة تسمّى بـ (المنظمة الأقتصادية العالمية) التي تتحكم بجميع حكومات العالم إلّا دولة أو دولتين!

ختاماً : لقد فصلنا الكلام في مسألة المنهج الأمثل الذي علينا أستنباط الدستور منه و كذلك سنّ القوانين المطلوبة التي تضمن ضمور الطبقية في الحقوق أو على الأقل تقليل المسافات بينها و بآلمقابل تحقيق الرفاه و التوسعة الأقتصادية و الخدمية و التعليمية و آلصّحية المتخلفة جداً!

بل و بيّنا منهج تحقيق العدالة كهدف أسمى لنيل السعادة, فيرجى أن يكون تفكيرنا بهذا المستوى المطلوب والذي عمل به و طبّقه الأمام علي(ع) عبر الدولة الأسلامية و النظام العادل الوحيد في هذا الوجود و بشكل إنبهر له الجميع في كل العصور .. حتى الكفار في (هيئة الأمم المتحدة) بدليل البيان الذي أصدره ألمسيحي السيد كوفي عنان بوجوب إتّباع جميع حكومات العالم لذلك النهج العلويّ الكونيّ, و قد فصلنا الكلام في ذلك وقتها عام 2005 م في سلسلة تبعتها نشر فلسفة و مبادئ الفلسفة الكونية, و قد صدر البيان عام 2002م و وصلنا بعد سنتين من صدروه لأسباب قهرية متعمّدة تداخلت فيها إرادت ظالمة كبرى.

و لا ننسى بأن (الرأس) أي القائد المرجع أهم من (الجسد) أي الأمة في مسألة تطبيق تلك المبادئ الكونية, لأن الله يزع بآلسلطان ما لا يزعه بآلقرآن .. فآلمُدّعين(العلماء) و (السياسيون) و ممثليهم لو كانوا بحقّ مفكرين أو مثقفين و مخلصين و يُحبون أهل البيت(ع) عملياً و يريدون السعادة للناس؛ لهبوا بكلمة واحدة و بنية صادقة وبتواضع وإخلاص عليّ و الخميني لأعلان الحقيقة و تطبيقها عملياً لا قولها أو الأعلان عنها نظريا فقط في بعض وسائل الأعلام, بينما قصورهم و إرصدتهم ملأت الدنيا!

إن تطبيقها و الجهاد عملياً لتنفيذها .. يحتاج لتعليم و تربية الناس بتلك المبادئ العلوية ليحملها النخبة تحت راية العدالة التي ترفعها تلك الطبقة المثقفة التي تمّ بناؤوها و تحصينها وإعدادها لتلك المهمة الكونية.. و العدالة هي وحدها المطلوبة في يومنا هذا لدحر الظلم و الطبقية و فساد الأحزاب و الكيانات التي تسعى بآلمحاصصة لتحقيق خطوات الشيطان لمنفعة الرؤوساء .. لأنها أيّ(العدالة خصوصا في الفرص و الحقوق) هي الضامنة و المحققة لأحياء الناس وتوحيد المسلمين و حتى المستضعفين في الملل و الأديان الأخرى. و ستتعاظم أحداث العراق حتى ظهور الأمام المنقذ(ع) وشكراً لوعيكم و إخلاصكم و تواضعكم للحقّ.
ألفيلسوف الكونيّ