حيدر حسين سويري:
على ما جاء في تقرير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات: “ما إن قررت روسيا رفع مستوى دعمها نظام الرئيس السوري بشار الأسد – والذي بلغ حدّ التدخل العسكري المباشر – حتى طلبت إسرائيل عقد لقاء على أعلى مستوى مع القيادة الروسية، بغرض التنسيق العسكري بين الطرفين في سورية. واستجابت روسيا لهذا الطلب على الفور، وحُدِّد موعدٌ لزيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية موسكو في الحادي والعشرين من أيلول / سبتمبر 2015. رافق نتنياهو خلال الزيارة، وهي الخامسة له منذ تولّيه رئاسة الحكومة قبل ست سنوات، وفدٌ عسكري كبير شمل رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت، ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية هرتسي هاليفي، ورئيس “هيئة الأمن القومي” يوسي كوهين، والسكرتير العسكري للحكومة اليعيزر طوليدانو.
ومثّل التنسيق بين إسرائيل وروسيا بشأن تطورات الأوضاع في سورية في ضوء تصعيد الوجود العسكري الروسي فيها، الموضوع الرئيس للزيارة. وإلى جانب المحادثات التي ضمّت نتنياهو وبوتين لأكثر من ساعتين، عقد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي اجتماعًا مع نظيره الروسي فاليري غراسموف وبحث معه تبعات زيادة الوجود العسكري الروسي على إسرائيل. واتفق رئيسَا أركان الجيش الروسي والإسرائيلي على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة برئاسة نائبيهما للتنسيق بين الجيشين الروسي والإسرائيلي، لا سيّما في المجالات الجوية والبحرية والإلكترونية لمنع أيّ خطأ في التقديرات أو سوء فهم قد يؤدي إلى احتكاك غير مقصود بين قوات الطرفين، بخاصة في ما يتعلق بنشاط سلاح الجو الإسرائيلي في سورية. وبعد مشاورات بين الجانبين الروسي والإسرائيلي، تقرَّر عقد الاجتماع الأول لهذه اللجنة في الخامس من تشرين الأول / أكتوبر 2015.”
يكشف لنا هذا التقرير، أن روسيا التي جاءت كمنقذ لنظام الأسد في سوريا، والحكومة العراقية التي يعتبرها العرب السنة حكومة الشيعة، إتفقت مع العدو الأول لهما، والحليف الأكبر للإدارة الأمريكية! للقيام بعملياتها العسكرية في الشرق الأوسط، ولكن لماذا إسرائيل وليست تركيا؟!
كُلنا يعرف أن مَن سعى لإسقاط حكومة بغداد ودمشق هي تركيا والسعودية وقطر ومن خلفهم إسرائيل، فلماذا تم الإتفاق مع إسرائيل من قِبل الروس؟! ألأن هؤلاء مجرد بيادق في إسرائيل!؟ أم أن هناك تصفية حساب لدى الروس مع هذه الدول الثلاث؟!
سبق الإتفاق هذا لقاءات بين الرئيس الأمريكي والرئيس الروسي، ومن المؤكد إن هناك خطوط عريضة تم الإتفاق عليها، فيا تُرى ما هي تلك الخطوط؟! وأين إيران من هذا المخطط الكبير!؟ أسئلة سيكشف النقاب عنها بعد ساعات قليلة
بقي شئ…
الدول العظمى تسعى لحماية مصالحها، فلتعي الشعوب ذلك جيداً، ولتعي أيضاً: أن هذه الدول ليس لها دين ولا تمتلك أخلاق، سوى ما يعود عليها بالمنفعة!