رسالة ومناشدة إلى غبطة أبينا البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان .. وجب التنويه بها والإشارة إليها !
بِقلم :وسام موميكا-ألمانيا
” المخطئ أحياناً لا يشعر أنه مخطئ ، وإذا كان بهذه الحالة وتلك الصفة فمِن الصعوبة أن توجه له لوماً مباشراً وعتاباً قاسياً، وهو يرى نفسه أنه مصيب. إذن لابد أن يشعر أنه مخطئ أولاً حتى يبحث هو عن الصواب ، لذا لابد أن نزيل الغشاوة عن عينه ليبصر الخطأ. ” بالتالي هذا الكلام ليس بالضرورة أن أقصد بهِ شخص معين .
بالود والمحبة أتوجه بهذهِ الرسالة والمناشدة الى رأس الهرم الحالي لكنيستنا السريانية الكاثوليكية الإنطاكية ، الى غبطة أبينا البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان بِتحمل المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهِ لإنقاذ كنيستنا السريانية الكاثوليكية من حالة العبثية والفوضى الجارية داخل أروقة بعض الأبرشيات في العراق ، رغم أنني ومعي الكثيرين من المؤيدين من أبناء شعبنا السريان الآراميون يشككون بِقدراتك الشخصية في إدارة شؤون الكنيسة ومسك زمام الأمور ، وهذا ما نحذر من تداعياتهِ الخطيرة من خلال هذه الرسالة والمناشدة المُخلصة والنابعة بكل غيرة ومحبة من أحد أبناء الكنيسة السريانية المقدسة ، والآن حان الوقت يا غبطة أبينا البطريرك بالتدخل وتحَمل المسؤولية والأمانة التاريخية الملقاة على عاتقكم ان كنت قادراً بالفعل على ذلك وبخلافه نطالبك بالتنحي عن الكرسي وترك منصبك للرجل المناسب الذي يستحق هذا الكرسي والمنصب المقدس والعظيم في كنيستنا السريانية الكاثوليكية الإنطاكية والتي على مر التاريخ لم تشهد كنيستنا كهذهِ الفوضى والعبثية وبالتالي ما نَتج عن ذلك من خلافات خطيرة باتت تهدد الوضع الداخلي للكنيسة !!، وهذا ما إنعكس سلباً على كنيستنا السريانية الكاثوليكية ، وعندما تجرأت ما تسمى ب “الكنيسة الشرقية القديمة ” بِجذورها النسطورية الهرطقية ومن خلال خططها الشيطانية وعلى خطى قدوتهم نسطورس من إلحاق أحد الكهنة السريان الكاثوليك بِكنيستهم الهرطقية الشبه معدومة على أرض الواقع لِقلة الأفراد والعوائل التي تتبع تعاليم المهرطق نسطورس والمعتمدة داخل هذه الكنيسة والمعروفة أيضاً بجماعة ( 7 أپ ) وهذه حقيقة تاريخية وليست مزحة …!!
فكل هذه الخلافات والفوضى الجارية حالياً داخل الكنيسة السريانية هي من أتاحت الفرصة لهذهِ الثِلة الضالة بالتمادي على كنيستنا السريانية وإقتناص الفرص كعادتهم كما يروي لنا التاريخ الرصين وذلك لإلحاق الضرر والأذى الكبير والمؤلم بالكنيسة السريانية الكاثوليكية الإنطاكية (الجامعة -المقدسة -الرسولية ) …هذهِ كانت مآربهم ولاتزال باقية حتى يومنا هذا !!؟
إن كنيستنا السريانية بِشقيها الكاثوليكي والأرثوذكسي الممثلة بالأُمة الآرامية ، قد تلقت عبر التاريخ الكثير من طعنات الغدر والخيانة ، وبالذات من “النساطرة المتأشوريين ” والذين كانوا قبل فترة قد صرعوا رؤوسنا بِشعاراتهم القومية الفارغة ،الزائفة ، والكاذبة وكل هذا كان لتحقيق غايات وأجندات مغرضة ومشبوهة !!.. ويبقى التاريخ الرصين كلمة حق لِكشف المزورين ، كما وسيبقى خير شاهد ودليل على مجازر ومذابح السريان “الآراميين ” على يد النساطرة أسلاف الآشوريين والكلدان الحاليين ، وسيبقى التاريخ يكتب ويدون التاريخ بِسلبياته وإيجابياتهِ وما إقترفوه النساطرة المتأشورون بِحق أبناء شعبنا السريان الآراميين ، ولاننسى السيد “يونادم كنا ” بعد فوزهِ بِمنصب سكرتارية الحركة بالتزكية.. هذا القائد الكلاسيكي الأوحد في عام 2005 كان قد أخطأ وتجرأ على إلغاء إسم السريان من دستور العراق وهكذا تتوالى طعنات الغدر من هذهِ الثلة الضالة بِسبب الأحقاد التاريخية العالقة في أذهانهم ..!!!
والآن حان الوقت لإطلاق مثل هذه الدعوات والمناشدات عبر الرسائل المخلصة والشريفة من أبناء كنيستنا السريانية حصراً ولا مكان للغرباء والدخلاء بيننا ، وخاصة في هذهِ الظروف الحرجة والحساسة التي تمر بها كنيستنا وشعبنا ، فالذي يظهر لنا على الملأ هو أهون بِكثير من الأخطر والمخفي داخل أروقة وجدران غرف الإجتماعات المغلقة في بطريركيتنا وأبرشياتها ، هذا لايعني أن باقي الكنائس “الآثورية ” الغير شقيقة ليس فيها مشاكل وتخبطات وخلافات مشابهة لما يحدث لكنيستنا السريانية ..بل أن هذهِ الكنائس تمر بظروف أصعب بِكثير مما هي عليه حال وواقع الكنيسة السريانية الكاثوليكية وأبرشياتها وتحديداً في العراق .
فلنمضي إذن نحو الصلاة والمصالحة مع الذات أولاً ومن ثم من الآخرين وهذا ما يجب أن يحصل بين المطارنة والكهنة الأجلاء وخاصة الأبرشيات التي يرأسها عدد من المطارنة الذين يحملون أَفكاراً وعقليات دكتاتورية والتي لاتسمح للآخرين بأخذ الحرية في الإدلاء بآراءهم والدفاع عن أنفسهم في حالات ومواقف معينة ولأسباب مختلفة .!!
لذا أناشد غبطة أبينا البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان للبدء من نقطة الصفر والبحث عن المسببات التي أدت الى وصول كنيستنا الى هذا الحال المؤلم ، وإيجاد السبل الناجحة والحلول السريعة ووضع حد لمثل هذهِ الإشكاليات الحاصلة وعدم تكرارها مستقبلاً .
فالعديد من الأبرشيات وتوابعها كان ولايزال فيها فساد مالي وإداري ومشاكل كثيرة سواء كانت بين السادة المطارنة والكهنة الأجلاء وحتى مع الشعب المؤمن من أبناء الرعية ، وتفادياً لتكرار ما جرى من أخطاء فادحة في السابق وكيفية التعامل مع مشكلة الأب “سمير عطالله” وإهمالها لسنوات ماضية ، مما أدى ذلك لتطور المشاكل المتراكمة ، وهذا ما ألقت بضلالهِِ على أبناء الرعية الكنسية السريانية الكاثوليكية ، فإنقسم البعض منهم ذاهباً نحو التأييد والوقوف الى جانب الأب سمير عطالله في الظلم والإجحاف الذي وقع بِحقه وهذا حسب إعتقادهم وتصورهم للحالة ، وربما أخذتهم المحبة والعاطفة للوقوف مع الأب سمير وإن كان العديد منهم يعرف بأنه ما فعله هو خطأ لا يُغتفر ، ولايمكن أن يمر مرور الكرام !!
والذي فاقم المشكلة وزادها تعقيداً في قضية الأب سمير عطالله كانت مع سيادة المطران مار نثنائيل نزار سمعان عجم ، مطران أبرشية حدياب -أربيل للسريان الكاثوليك ، هذا ما وصلني من أخبار حول الموضوع !!
وهنا لابد من قول كلمة حق بالأب “سمير عطالله ” من خلال عمله سابقاً بِجد وإخلاص ومحبة لخدمة كنيسته السريانية الكاثوليكية وأبناء رعيته ، ولكن للأسف فالأب سمير عطالله أخطأ خطأً فادحاً في إختياره لطريقة معالجة الأخطاء بِمثلها ، ظناً منه أن الحل والوسيلة الوحيدة لإنتزاع الحقوق وإعادة الكرامة بالإنتقام من بعض القادة والأباء المترأسين لأبرشياتهم ، ولاشك بأن روح الشر والإنتقام ليست من عند الرب وبالتالي ليست من تعاليمنا المسيحية ، بل هي من صنع الشيطان !!..وإستمر الأب “سمير عطالله” في إرتكاب الأخطاء القاتلة و منها وصفه لرأس الكنيسة السريانية الكاثوليكية الحالي ب “رئيس العالم ” الذي هو الشيطان وهذا الأمر جداً خطير خصوصاً عندما يصدر مثل هذا الوصف والتشبيه من كاهن ورجل دين مسيحي !!..
كان يجب على الاب سمير أن ينتقي ألفاظه ويختار كلماتهٍ بِعناية ، وهذهِ كانت إحدى الأخطاء الفادحة التي جاءت كردة فعل سريعة لما لاقاه الأب سمير على مر السنين الماضية ، من محاربة وضغوطات وسلب للحقوق وإهانة لكرامتهِ وعدم منحه الحرية والفرصة الكافية في داخل الإطار الروحي الكنسي لممارسة حقوقهِ ومعرفة واجباتهِ والأسباب معروفة لغالبية أبناء الكنيسة السريانية الكاثوليكية الإنطاكية !!
وبالتالي فإن مثل هذه المشاكل التي تحصل داخل كنيستنا السريانية الكاثوليكية إن لم يتم إيجاد حلول ناجعة وسريعة لها ربما قد تؤدي الى إحداث إنقسامات وتكتلات داخل الكنيسة السريانية الكاثوليكية ونتائجها الخطيرة التي تؤثر سلباً على الكنيسة ، ولهذا أشدد على ضرورة الإسراع نحو العمل الجاد للإصلاح والتجديد لمواكبة التطور الحاصل في هذا العالم ، ففي زمننا الحالي لايمكن القبول بدكتاتوريات المؤسسات والأفراد والشخوص من خلال فرضها على جماعة وملل وفئات معينة وبِحجج واهية ومرفوضة ، فمن الجانب الديني والكنسي الذي يخص موضوع المقال ، فلا يمكن القبول بسياسة تكميم الأفواه وتجاهل آراء المعارضين من الآباء الكهنة ضد بعض المطارنة في أبرشياتهم وإن حدث ذلك ،فهذهِ قمة التخلف والجهل وهي بِمثابة العودة بالزمن الى الوراء والى التاريخ المظلم للكنيسة الكاثوليكية وسياساتها الدكتاتورية السابقة التي كانت تفرضها وتمارسها آنذاك في حقبتها المظلمة من تاريخ أوروبا !!
لذا علينا جميعاً السعي للحفاظ على إرث وتاريخ كنيستنا السريانية الكاثوليكية الإنطاكية ،فهذه المسؤولية دينية وأخلاقية وتاريخية تقع على عاتق الجميع من أبناء هذهِ الكنيسة ، وهذا واجب كل من ينتمي إلى هذهِ الكنيسة السريانية الجامعة ، المقدسة ، الرسولية وليس فَحسب الكاثوليك منهم بل حتى الأرثوذكس الذين كنا جزءاً من تاريخهم قبل كثلكتنا ..والمهم أننا معاً ننتمي الى الأُمة الآرامية التي لها تاريخ وحضارة ولغة عريقة ومقدسة .
وللتنويه فقط :
فيما يخص جميع مقالاتي الناقدة وحدتها ومايتم طرحه من قِبلي من الصراحة والجرأة والشجاعة ، هي ليست من أجل التسقيط بأشخاص معينيين وإنما هي إنتقاد لِعمل المسؤولين الذين يرون الظلم ويسكتون عنه ، بالإضافة الى الفساد المالي والإداري في كثير من المؤسسات الحكومية والسياسية والكنسية ، والأهم عندي هو التاريخ الرصين الذي لن أسمح لأحدٍ كائن من كان بتحريفه وتزيفه وإستغلاله لصالح مآربه السياسية والحزبية والقومية …فهذه تعتبر خط أحمر لايمكن السماح لأحد بتجاوزها ..ومن الرب التوفيق