رسالة على ورق الصبير لكل خرنكعي واكعيبرأتى من الطرق الخلفية في المهجر والغرب وبعد أن مسح الحذاء تشبه به وربطو له القيطان وأحكموه ,تلوث بهم وخان البلد ويسأل شكو بعد وفيت العهدوصديت الحذاء اللي ما انرد

عندما غزا التتر والمغول بغداد تعاون معهم عدد من المحسوبين على اهالي بغداد وأعانو المحتل على إحتلالها وقتل أهلها ودمار تراثها ونهب ثرواتها فوصفهم أشراف بغداد بنعت يليق بهم وهو أنهم (نقاع خراء المحتل) أي عصير نجاستهم ..
ولكون المحتل أعجمي (أي اجنبي) فأنه يقدم ويؤخر بكلام البلد المحتل ويبلع الحروف أحيانا، فقد سمى هؤلاء بنفس المسمى ولكن بصيغة (خره نقاع إنتي) وتحولت فيما بعد الى (خرنكعي).

أما كلمة (كعيبر) فجاءت عندما أصدر نوري السعيد رئيس الوزراء في العهد الملكي في العراق أمره بعدم دخول زوار العراق من الدول الاخرى الا بوثائق ثبوتية، فحصلت على اثر ذلك مشاكل كثيرة من الزوار على الحدود في ظل عدم إصدار بلدانهم التي لا زالت في تخلف وثائق لمواطنيهم، وعندها أصدر أمراً لاحقاً لذلك بأن يعتبر الزائر من هؤلاء كعابر سبيل، وشرطتنا في ذلك الوقت كانوا كلما أتى واحد من هؤلاء الى الحدود نادوا عليه بعبارة (كعابر) وتحولت فيما بعد باللهجة العراقية المستريحة الى كلمة (كعيبر) وعممت على كل من لاهوية له ولا انتماء.

وفي حاضرنا اليوم شواهد كثيرة في بلادنا على هؤلاء النفر من *الخرنكعية والكعيبر
لقد حفر التاريخ على صفحاته كثيراً من قصص الغدر والخيانة، ومن أشهر تلك القصص وأكثرها تداولاً قصة الغدر التي تعرَّض لها مؤسس الإمبراطورية الرومانية يوليوس قيصر من أحد أكثر المقرَّبين إليه وهو ماركوس بروتس الذي طعنه في ظهره، وحين رأى طاعنه قال كلمته الشهيرة: «حتى أنت يا بروتس» والتي أصبحت مثلاُ لغدر وخيانة القريب. أما بروتس فقد لقي مصير الخونة الحتمي وهو الخزي والهزيمة والانتحار
.قصص الغدر والخيانة كثيرة ولا يخلو منها أي زمان ومكان، ويروى عن الديكتاتور النازي هتلر وصفه للخونة الذين عاونوه بقوله: «أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتي هم أولئك الذين ساعدوني على احتلال أوطانهم»، في إشارة لقبح الخيانة واحتقار صاحبها حتى ممن ساعدهم
.ويُقال إن أول الخيانات العربية هي خيانة «أبو رغال» الذي عمل دليلاً لجيش أبرهة لهدم الكعبة، ويُشار إلى أبي رغال في كتب التاريخ باحتقار شديد، حيث لم يعرف عن العرب في ذلك الوقت من يخون قومه لأجل مصلحته الخاصة
.وبعد ظهور الإسلام سجَّل التاريخ خيانات عديدة أبرزها خيانة يهود خيبر وبني النضير وبني قريضة لعهدهم مع الرسول عليه الصلاة والسلام. ثم جاء دور المنافقين الذين تخاذلوا عن الدفاع عن المدينة وقال تعالى عنهم: (يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلا فِرَارًا)، وحين اشتدت الأزمة كشفوا سفور خيانتهم قائلين: (لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ)، فأذلهم الله وأخزاهم
إن كل من يتعاطف مع أعداء الوطن سرًا أو علانية هو خائن خيانة عظمى، يجب أن يحاسب ويعاقب بأشد العقوبات. من يمد الأعداء بمعلومات، أو مال، أو يحرض ضد وطنه، أو يخلع بيعة الحاكم ويلتحق بعدو كإسرائيل وإيران، أو يتعاطف وينضم لجماعات إرهابية حزبية وحركية مثل إخوان الشياطين، والقاعدة، والنصرة، و(دولة الخرافة الإسلامية)، وبوكو حرام وخلافها، هو خائن وطني بامتياز، وعدو صريح للوطن والمواطنين، وخصم خبيث للدولة والمجتمع، حتى لو تلبس بالدين، وتذرع بنواقض شرعية في زعمه. هؤلاء كلهم بما فيهم الجواسيس هم في سلة واحدة، وصف واحد، وفئة خائنة، لا مكان لها في البلد الذي تعيش وتعيث فيه فسادًا وإرهابًا.
* هل يوجد على وجه الأرض من هو أحقر وأنذل من إنسان؛ يأكل ويشرب معك؛ وهو يضمر الشر لك ليل نهار. سألوا (هتلر) قبل وفاته: من أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتك..؟ قال: (أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتي؛ هؤلاء الذين ساعدوني على احتلال أوطانهم)..!
* الوطن هو حبيب الإنسان، وابنه، وأبوه، وأمه؛ فمن يخون الوطن فقد خان كل هؤلاء..!! هذا الوطن الذي صورته منابر الصحوة غير المباركة، على أنه وثن، وهذه هي نتيجة كارثية واحدة؛ من نتائج الخطاب الديني المضلل والمتطرف، الذي هو فاسد في نفسه، ومفسد لغيره.
* خيانة الصديق أو الحبيب والقريب خيانة لفرد، أما خيانة الوطن فأثره على أمة بأكملها. ومن خان وطنه فقد عق أمّه، وخذل أمة. وصدق شاعرنا العربي الذي قال:
موطنُ الإِنسانِ أمٌ فإِذا
عقَّهُ الإِنسانُ يوماً عقَّ أمَّه
«إن الجاسوسية مهنة وضيعة، وخدمة خسيسة، يؤديها سفلة الناس لطغاة الناس، الذين لا يهتمون إلا بمصالحهم، ولا يتورعون عن البصق على عملائهم السفلة، والتخلص منهم بعد استنفادهم. إن سجلات التاريخ؛ تحفظ لنا الكثير من قصص الجواسيس، التي تصلح لأن تكون عبرة لمن يعتبر. ومنها على سبيل المثال: أن القائد العسكري الشهير (نابليون بونابرت)؛ عندما شعر بالانكسار نتيجة خسارته في معركة (اسبرن)، طلب من ضباطه أن تكون المعركة استخبارية، وبدأ ضباطه يبحثون عن جاسوس نمساوي يساعدهم على الدخول الى النمسا، من خلال نقطة ضعف في الجيش النمساوي، وبعد جهد جهيد، وسعي حثيث، عثروا على رجل نمساوي كان يعمل مهربًا بين الحدود، واتفقوا معه على مبلغ من المال إذا هم استفادوا من معلوماته. فدلهم الخائن على منطقة جبلية يوجد فيها جيش نمساوي قديم، لكون المنطقة شبه مستعصية .وبالفعل.. تمكن الجيش الفرنسي من اقتحام المنطقة واحتلالها، وبعد أن استقر الوضع لفرنسا؛ جاء الخائن النمساوي لمقابلة (نابليون بونابرت)، فأدخلوه على الإمبراطور وكان جالسًا في قاعة كبيرة، وما إن رأى (نابليون) ذلك الجاسوس النمساوي؛ حتى رمى له بقبضة من النقود في صرة على الأرض؛ ليأخذها ثمن خيانته وجزاء أتعابه، فقال الجاسوس- كعادة أمثاله: سيدي العظيم؛ يشرفني أن أصافح قائدًا عظيمًا مثلك. فرد عليه نابليون: أما أنا فلا يشرفني أن أصافح خائنًا لوطنه مثلك. وانصرف الجاسوس، وبصق عليه نابليون من وراء ظهره..!! وكان كبار القادة جالسون عنده، فتعجبوا من تعامل نابليون مع الجاسوس؛ على الرغم من أهمية الأخبار التي نقلها لهم؛ وكانت سبباً في انتصارهم. وسألوه عن السبب فأجاب (نابليون) بعبارة هي من أروع عبارات التاريخ الحديث عن الخائن والخيانة. ماذا قال..؟ قال: (إن الخائن لوطنه، هو كمثل السارق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه، ولا اللصوص تشكره)!!
* كم بصقة تنتظرها جباه الخونة لوطنهم وأهلهم، من ملالي إيران، وعسكريي الموساد، ومن زعماء الإرهاب في داعش، والقاعدة، وجفش، وقادة التحريض، وشيوخ التأليب باسم الجهاد الإسلامي المفترى عليه..؟!
ومن لم يكن في قومهِ ناصحًا لهم***فما هو إِلا خائنٌ يتسترُ
ومن كانَ في أوطانهِ حاميًا لها***فذكراهُ مسكٌ في الأنامِ وعنبرُ
ومن لم يكنْ من دونِ أوطانهِ حمًى***فذاك جبانٌ.. بل أَخَسُّ وأحقرُ

د.كرار حيدر الموسوي