يبدو أن الرئيس التونسي ” منصف المرزوقي” قد أصابه نفس نوع الهوس بالشأن المصري الذي أصاب من قبل رئيس الوزراء التركي” أردوغان” عقب ثورة 30 يونيو المجيدة حيث واصل الـ ” مرزوقي” أحاديثه المستفزة و تدخله السافر في أمور مصرية خالصة لا تعني أحد سوي المصريين أنفسهم و كأن اختار لنفسه أن يلعب دور الإنسان الـ ” حشري” الذي طالما رأيناه في الأفلام يتدخل فيما لا يعنيه ويجبر الآخرين علي أن يسمعوه مالا يرضيه!! هذا الـ ” مرزوقي” ربما يكون بحاجه للحصول علي دروس تقوية في مادة” الدبلوماسية” ليتعلم كيفية إتباع القواعد البروتوكولية عندما يتحدث عن الدول الأخرى لكي لا يتسبب في أزمات دبلوماسية بين بلاده وبلاد تعمد أن يتحدث عنها بصفاقة وعدم لياقة متناسياً كل الأصول و الأعراف التي تحكم العلاقات بين الشعوب .. وكان أخر هذه التصريحات ما أدلي به الرئيس التونسي لقناة الجزيرة في برنامج ” بلا حدود” يوم الأربعاء الماضي حيث ورد في حديثه الكثير من العبارات التي يجب علينا كـ كتاب و صحفيين و مثقفين مصريين الرد عليها بعيدا عن الرئاسة و الحكومة التي اتخذت إجراءاتها و استدعت سفيرها للتشاور!! اعتراضاً علي كلام الـ” مرزوقي” بالأمم المتحدة في أواخر الشهر الماضي ,لكن يبدو كما ذكرت سلفا أنه ضعيف في مادة الدبلوماسية و يعاني أيضا بطئاً في الإستيعاب و فهم ما ينم عنه مثل هذا الإجراء الذي اتخذته الحكومة المصرية فـ عاد و كرر هرتلاته و مغالطاته التي سوف اذكر بعضها و أرد عليها.
فقد أوضح الأخ الـ ” مرزوقي”
“أنه متفاجئ بل ومصدوم، من حقيقة أن هناك ليبراليين و نشطاء حقوق الإنسان يدعمون عزل رئيس تم انتخابه ديمقراطيا، وقبول هذا الحجم من العنف ضد الشعب.. هذه الأمور صادمة لي ولكل ديمقراطي، والأمر المهم حول هؤلاء الليبراليين أنهم خانوا الديمقراطية.”
******
أولاً:عن أي ديمقراطية تتحدث؟ وما هو مفهوم الديمقراطية من وجهة نظرك؟ هل هي ديمقراطية تمزيق الأوطان كما يحدث في ليبيا أم ديمقراطية تفكيك و تدمير الجيوش كما في سوريا وكلاهما من الدول التي اصطلح عليها دول الربيع العربي الذي لم نري منه سوي رياح خماسينية أصابت الجهاز التنفسي للوطن العربي بـ التهاب رئوي حاد و عطب حجب الهواء النقي عن منطقتنا ولوث الأجواء بالنفايات الإخوانية المخلّقة جينياً في معامل الـ” CIA” الأمريكية!.
كما أن الانتخابات في حد ذاتها ليست هي الديمقراطية إنما هي مظهر من مظاهرها وإحدي أدواتها ومع ذلك ليس معني أن” مرسي العياط ” أنتخب ديمقراطيا أن نبقي عليه ونحن نراه ينجرف بمصر نحو الهاوية , أليس هتلر نازي ألمانيا جاء بانتخابات ديمقراطية؟ فماذا قدم لـ بلاده و للعالم سوي الحرب الضروس التي قضت علي الأخضر و اليابس , فالديمقراطية يا سيد ” مرزوقي” ليست إلهاً يعبد, وسحقا لها من ديمقراطية إذا كانت ستستخدم كمعول لهدم مصر.
ثانياً: نعم هناك عنف ضد الشعب ولكن ليس كما تقصد بكلمة شعب التي نعلم يقيناً أنك تعني بها ” الإخوان” أو كما تصور لكم قناة العهر و الفجر و الكذب الإعلامي”الجزيرة” العنف يمارس بحق و لكن بيد جماعة الإخوان الإرهابيين ضد الشعب المصري الأبي وضد الجيش و الشرطة فكل يوم نشيع فلذة من فلذات أكبادنا نالت منه يد الجماعات الإجرامية سواء في سيناء أو القاهرة و بعض المحافظات الأخرى .. ألم تسمع أيها الـ ” مرزوقي” الباكي المتباكي علي أطلال الجماعة عن حوادث تفجير السيارات المفخخة و القنابل التي يتم زرعها في الميادين و أسفل الكباري لقتل الأبرياء ألم تسمع اعترافات البلتاجي برعايته للإرهاب في سيناء و تحريض دعاة الفتنة لقتل المصريين و تكفيرهم وحرق الكنائس و المساجد و ترويع المواطنين ونشر العنف بالجامعات و المدارس ألم تسمع عن كل هذا الإرهاب أم أنك تعاني من بعض الصمم في أذنيك؟!
ثالثاً:أنت أخرمن يحق له الحديث عن المعارضين و النشطاء ليبراليين كانوا أو غير ذلك فعلي الأقل ليبرالي مصر انحازوا إلي الشعب بعد اكتشافهم ا زيف إدعاءات تيارات التأسلم السياسي ورأوا بأم أعينهم الكوارث التي تسبب فيها مرسي منذ الإعلان الدستوري المشئوم حتى وقت رحيله.. ليبرالي تونس ومعارضيها من النشطاء هم الأولي بحديثك عنهم و البحث عن سبل لحمايتهم من القتل و الاغتيالات كما حدث مع “شكري بلعيد” و البرهمي و غيرهم .. ثم أنني لم افهم معني كلمتك” أنهم خانوا الديمقراطية.” ده علي أساس أنهم متزوجين الديمقراطية و راحوا مشوا مع ” الديكتاتورية” في الحرام مثلا ولا أيه؟!.
“شدد “المرزوقي” على أن الشعب المصري سيعلم من صديقهم الحقيقي، وأنه من باب مصلحة مصر وحقناً للدماء طالب بالإفراج عن الرئيس محمد مرسي وجميع المعتقلين السياسيين.”
**********
سيدي الفاضل نحن بالفعل نعلم من هو صديقنا الذي وقف معنا في محنتنا و أيد إرادة الشعب و وقف بجوارنا ومد يد العون و دعمنا و تصدي معنا لكل محاولات التدخل الأجنبي لفرض نظام مجرم أسقطناه .. نعلم جيدا من هو الأصيل الذي ظهر معدنه وقت الشدائد ولنا في الإمارات و السعودية و الكويت المثل .. كما نعلم جيدا من المتآمر الذي قامر و غامر بمستقبل بلاده و منطقته من أجل سلطة أو مال أو نفوذ وأمثالهم معروف للقاصي و الداني .. مصلحة مصر يعرفها المصريون فقط ولا دخل لك أو لغيرك في ذلك ليتك أنت تعرف مصلحة بلادك و تنقذها من المصير المحتوم القادم علي يد المتأسلمين رعاة التطرف و الإرهاب .. دع مصر و شأنها ولا تتدخل فيما لا يعنيك فليس من حقك أن تطالب بالإفراج عن أي مجرم حتى و لو كان برتبه رئيس سابق .. فلا معتقلين لدينا بل مجرمين اخطأوا في حق مصر و المصريين و أمرهم بيد قضاؤنا الشامخ و أدلة إدانتهم موجودة و البركة في قناة الجزيرة التي وثقت دون قصد لهذه الجرائم .. أما عن حقن دماء المصريين سيحدث قريبا بعد أن تتطهر مصر من العصابات الإجرامية و مرتزقة السياسة وحرميه الأوطان و تجار الدين.
“المرزوقي: تصريحاتي عن مصر من باب المحبة”
********
هل تصريحاتك المسمومة في الأمم المتحدة و تحريض المجتمع الدولي ضد مصر تسميها محبه؟ أمال لو بتكرهها كنت هتقول عنها أيه؟! علي أي حال نحن في غني عنك وعن محبتك ليتك تصمت فنحن لا نريد منك “باب” محبه و لا حتى “شباك”!! نتمنى أن تلتفت لمشاكل بلدك و تهتم بحلها بدلاً من أن تدس أنفك في الشأن المصري .. ولتعلم أننا قادرون أيضاً علي التدخل في شأن بلادك و أن نتحدث و نملأ الدنيا صخباً و ضجيجاً و ننظم الحملات الصحفية لنتحدث عن أموركم الداخلية و نطالبك بالإفراج عن شباب المعتقلين في تونس و تلبيه مطالب المعارضة و حل مشكلات التونسيات العائدات من جهاد النكاح في سوريا و القضاء علي هذه الظاهرة التي باتت سبه في جبينكم!!.. لكن نحن كمصريين تعودنا علي احترام الآخرين و إرادة الشعوب وعدم التدخل في أمورهم.
كلمتي الأخيرة للشعب التونسي العزيز نحن إلي الآن لازلنا نحتفظ لكم بمشاعر الود و نتمنى لكم كل الخير.. لكن ربما و جود مثل هذه القيادات علي رأس دولتكم سيتسبب في حدوث فتور و نفور بين الشعبين إذا استمر هذا الـ ” مرزوقي” في التعرض لمصر بمثل هذه السفاهات لذا نرجوكم أن تسكتوه أو تجعلوه يحتفظ بآراءه لنفسه هذا أن كنتم تريدون للصفاء و المحبة بيننا و بينكم أن تدوم و لتعلموا أشقائنا الأعزاء أن صبر المصريين علي الـ” مرزوقي” قد قارب علي النفاذ ووقتها لا تلومونا إن صدر عنا ما قد يتسبب لكم في بعضاً الأوجاع و كثيرا من الإحراج!!.