كلنا نفتخر بمعركة ذي قار التي كبدت الفرس خسائر الى اليوم يئنون منها انين الثكلى ، وظل حقدهم على العرب منذ ذلك الوقت وما ان سقط نظام البعث 2003 حتى جاء اذناب الفرس لينزلوا قول النبي (ص) (هذا يوم انتصفت فيه العرب من العجم، وبي نصروا) من على بوابة مدينة الناصرية وهذه الحادثة كل اهل ذي قار يعرفونها .

 

ومعركة ذي قار تشابه واقعنا اليوم وهي معركة من اجل ترسيخ النفوذ الفارسي آنذاك على العراق وتوسيع الامبراطورية وسحق كل من يعارضها في العراق بالخصوص ، وهناك كان الحشد الشعبي موجود في معركة ذي قار من  مليشيا قبائل تغلب والنمر بن قاسط وقضاعة وإياد، وهناك كانوا زعماء الحشد الطائفي من الفرس والعرب امثال إياس بن قبيصة الطائي والفرس امثال الهامرز و جلابزين مثلما اليوم عندنا قاسم سليماني وابو مهدي المهندس والعامري وغيرهم .

 

وحتى (الا طحين) كانت موجودة آنذاك اذ بقول الاعشى

وخيل بكر فما تنفك تطحنهم  …  حتى تولوا وكاد اليوم ينتصف

 

اذن التاريخ يعيد نفسه ومعركة ذي قار هي معركة اثبات وجود لكلا الطرفين لذا اشار الرسول العربي (ص)  ان العرب انتصفت من العجم ، لأن منهج الرسول وما جاء به لا يتماشى مع منهج الامبراطورية الفارسية فمشروع رسول الله وكما قال المرجع العربي السيد الصرخي”على منهج النبي الخاتم وآله الأطهار وصحبه الأخيار – عليهم الصلاة والسلام – وسيرتهم العطرة نسير في المشروع الرسالي الفكري العقائدي الاجتماعي الأخلاقي، وهذا المنهج والمسير لا يناسب منهج الإمبراطوريات الفاسدة والانتهازيين والطغاة وأهل التسلط والنزوات والمنافع الدنيوية واللذات “

 

فالفرس دائما في معاركهم يختبئون وراء العرب فيجعلون حطبا لمعاركهم كما حصل في القادسية فقد تم اعلان ولائهم للدولة الفارسية فكل حرب كانت بين العرب والفرس هي معركة وجود بالنسبة للفرس فهم لا ينفكون عن ضم العراق لامبراطوريتهم الهالكة ، ففي عصرنا اليوم يعيد التاريخ تلك الادوار ، فمن هنا رفع المرجع الصرخي شعار (العراقي العربي) لما رأى حتى الدين والمرجعية اصبحت ادارة بيد الامبراطورية الفارسية حيث يرد السيد الصرخي ” لقد اتضحت معالم الإجابة عليه وفشل كل من انتقدنا وأخذ علينا مما قلناه في مناسبات عديدة، فها هي التصريحات الواضحة الجلية تأتي لتخرس الجميع في إشارتها إلى أن العراق جزء وعاصمة لإمبراطورية إيران المزعومة، هل فهم الأغبياء اللعبة ؟! وهل فهم العرب اللعبة؟! وهل فهم حكام العرب اللعبة.؟! ..وهل فهم العراقيون اللعبة؟؟!!! “

وبما ان المعركة معركة امبراطورية فلابد من تجنيد من يدافع عن ذلك الحلم فلم يكن بد عن زج المغرر بهم في تلك المعارك الخاسرة وخداعهم بشماعة المذهب والمقدسات ليكون العراقيون هم حطب تلك المعارك ، وكل هذا الذي يجري سواء في الماضي السحيق او في يومنا هذا بسبب ابتعاد العراقيون عن القيادة الحقيقية حيث يقول المرجع الصرخي  “من البلاء الذي يمر على العراق وأهل العراق.. لا يوجد قائد ولا يوجد قيادة في العراق، من فيه الخير وأراد أن يقود العراق غدره أهل العراق، علينا أن نثبت هذه الحقيقة”  

 

يبقى العراقيون كالامواج المتلاطمة شرقا وغربا يضعون زمام  امورهم بيد الوحوش الكاسرة وهم يكون حطب النار فيقول المرجع “لا يوجد قيادة في العراق، أهل العراق لا يريدون القائد، دائما شرق وغرب والعراق في الوسط وهو موضع الصراع”

 

اذن البديل في معركة ذي قار الجديدة للامبراطورية الفارسية هو الحشد الطائفي الذي لم يجلب الا السمعة السيئة للعراق والمذهب ، وما داموا يحبون ان يبقوا تبعية للامبراطوريات الهالكة فلا ضير انهم حطب النار و حطب المعركة وزاد المعركة ، فيقول المرجع عن ديدن العراقيين بين قوى الامبراطوريات المتحاربة ” أين الصراع؟ في العراق! من الذي يقاتل؟ أهل العراق!

من حطب النار؟ أهل العراق! من حطب المعركة وزاد المعركة؟ أهل العراق! من في جهنم؟ أيضا أهل العراق”

 

نسال الله تعالى ان يعي العراقيون قيادتهم الحقيقية وان يتركوا الوحشين الكاسرين امريكا وايران فهما يستنزفانهم ويجعلانهم حطب المعركة ، وان الحل في العراق ومن العراق وبيد اهل العراق .