لقاء اجراه زين النقشبندي
يعتبر الحاج محمد الخشالي  صاحب مقهى الشابندر في شارع المتنبي من أقدم من سكن وعمل في هذه المنطقة ، فهو من مواليد (1932) ، وقد كنا نلتقي به كل يوم تقريبا وما زلنا لا يمر يوم لا نراه فيه بحكم جلوسنا في المقهى الذي يديره الذي هو بحق يعتبر اهم واكبرواشهر صالون او تجمع ثقافي بغدادي  ومما حدثنا عنه حول أقدم الدوائر التي شغلت القشلة ،قال  ان الدوائر التي شغلت القشلة(هي الثكنه الشتائية للجيش العثماني، وهي مرطز القيادة للدولة العثماني في بغداد)

في العهد التركي تبدأ بوزارة العدل والمحاكم والاستئناف وجميع المحاكم الجزائية والبدائية والطابو المديرية العامة ثم وزارة المالية ووزارة الأشغال والمواصلات والمديريات والدوائر التابعة لها ومديرية المعارف التي هي تمثل حالياً وزارة التربية وفي القشلة كانت وزارة الداخلية ومديرية الشرطة العامة ، وانك عندما تدخل من الباب الخلفية من قرب الشط التي تقع أمام المحاكم أول وزارة كانت وزارة العدل والمالية والأشغال والمواصلات على الشط مع كافة توابعها من مديرية الطرق والمواصلات  ثم مجلس الوزراء ووزارة المعارف أخرها وكانت وزارة الداخلية تقع داخل القشلة وبابها الخارجي أمام جامع السراي أما وزارة الخارجية فقد كانت في باب المعظم والدفاع كانت في نفس مكانه (في القلعة) ، وهناك دائرتين في  الساحة الميطة ببرج القشلة هما الإطفاء النهري حيث كانت هناك زوارق تابعة لها ومركب في النهر ، ومديرية أخرى تابعة للري فيها غرفة خاصة بها مقاييس قديمة لقياس مستوى النهر وكان البغداديون كل يوم يزورون هذه الغرفة لمعرفة كم بلغ منسوب لمياه ايام الفيضان (اشكد مستو النهر صار) ومقابيلها في الجانب الثاني كان التفتيش العدلي ،وذكر لنا ايضاً ان مجلس الخدمة الذي كان الجهة المسوولة عن ،قضايا الاعتراضية للمتقاعدين (مجلس قضايا المتقاعدين)يقع في المدخل، مثل واحد يعطوه تقاعد يعترض عليه وإذا لم يتم الاتفاق عليه من قبل الطرفين فإن المتقاعد أو (صندوق التقاعد يميز القرار لدى محكمة التمييز العراقي ،وكان مكان أمانة العاصمة أمام القشلة (حالياً مجمع الأدباء) ، ومكان بلديات المحافظة يقع بالمحافظة أمام أقسام البلديات الموزعة (قسم أول) و (قسم ثاني) و (قسم ثالث) ،و كانت مديرية الأشغال تقع بالقشلة وتتيع لها مديرية الطرق والمواصلات ، أما السياحة فلم تكن هناك مديرية بهذا الاسم وانما كانت مديرية الارشاد تقع بالطابق الثاني من القشلة والتي هي مديرية الإذاعة والتلفزيون حالياً ،
– اما عن اهم المطابع والصحف التي كانت تصدر في المنطقة خلال الثلاثينات والاربعينات قال  :-
– هناك الكثير ، منها جريدة الحوادث لعادل عوني ، جريدة العراق ، الفجر الجديد لطه الفياض ومجلة الصياد وبعض الصحف المسائية ، والصحف في تلك الأيام كانت تحصر الخبر ثم ينطلقون انطلاقة واحدة في توزيع الصحف أيام زمان ،وهي كثيرة واستطيع ان اقول ان جميع الصحف تقريباً كانت تصدر من هذا المنطقة وكذلك كانت مقر مطابع الاحزاب التي كانت في ذلك الوقت مثل الحزب الديمقراطي وحزب الاستقلال وحزب الامة
– وعن ذكرياته عن اهم الاشياء التي كانت تجري في القشلة قال:-
–  من ذكرياتيً عن الأمور التي كانت دائماً تحصل فيها مثلاً تسويق الخدمة العسكرية ، تأتي المواليد وأحسن مكان يجمعون فيه المواليد المطلوبة للخدمة هي القشلة،ويأتون بوق موسيقي ويقرأ المرسوم الملكي ،كذا بتسويقهم ويحصل احتفال كبير يحضره الأباء والأمهات والأخوات ويحصل اجتماع شعبي رهيب مؤنس لدرجة وتساق المواليد الجديد برتل وهم  بملابسهم العادية الى وحدات التدريب ،ومن هنك يستلمون البدلة العسكرية،اما مناسبة الاحتفالات الدينة مثل احتفالات المولد النبوي الشريف كانت تزاد ارزاق الجيش ، فيخرج الجوق الموسيقي من باب المعظم بموكب إلى القشلة ، ويوزعون الحلوى و يقدمون الخدمات للمواطنين والتي كانت تسمى الحلاوة المستكية وأشياء أخرى توزع على الناس ، وكذلك في حالة تشكيل وزارة جديدة يقام احتفال حيث تصدر الارادة الملكية ويجتمع الناس ويتم القاء الخطب، والكلمات بهذا المناسبة ، وكذلك المظاهرات عندما كانت تحصل لاسباب سياسية كانت تتجمع امام مجلس الوزراء في القشلة، وعندما حولت دوائر القشلة أصبحت فيها حدائق يقوم على العناية بهذه الحدائق مجموعة من الفلاحين ، وفي أيام الفيضان كان أهالي بغداد كلهم يأتون إلى القشلة يسألون عن منسوب المياه صاعد أم نازل ، كم منسوب المياه ؟ وصل كذا ، وكل يوم ليل نهار يراجعون ، هذا من الأشياء المهمة التي كانت تحصل بالقشلة ، وساعة القشلة كان يشرف عليها واحد يسمى لطيف الشايب وهذا الرجل كان يقوم بالعناية بهذه الساعة وتوقيتها وكان حولها سور من الأسلاك وهي اضبط ساعة ببغداد في حينها
– وذكر لنا ايضاً ان شارع المتنبي في البداية كما تعلمون كان يسمى الاكمخانة ، وفي بدايته صيدليتان ، صيدلية عبد الله دابورة تقع عند الدخول من شارع الرشيد على الجانب الأيمن وحالياً قرطاسية ، والركن الثاني صيدلية نوري  حيث كانت قبل ذلك مقهى اسماعيل الخشالي وهو مقهى صغير ،وبعدها صيدلية كاكا حلت محلها ، وأول طبيب جراح هو سلمان فايق كان يقع مكانه جوار حمام الرافدين في شقق ضيقة قصيرة ، لا تبلغ (80م2) ،كان يقوم بها بالعمليات الصعبة صغيرة وكبيرة، ويحضر لوكسن (عدد أثنين تعمل بالنفط خوفا من انقطاع الكهرباء وهو داخل غرفة العمليات وهذا الرجل الله يعطيه العافية لحد الآن حي يرزق ، ظريف إنسان بمعنى الكلمة بغدادي اصيل له يد في مساعدة الفقراء والمحتاجين ومن صفاته ان لاياخذ الاجور من الفقراء والمحتاجين ، وله مواقف كثيرة منها إن المكان الذي يجري فيه العمليات كان ضيق جداً 
– كما ذكرنا وفي يوم  من الأيام كان هناك امرأة يجري لها عملية الغدة الدرقية ومعها أمها تلوب وتصيح على ابنتها فسألها (اشبيج شنو القصة بنيك ما بيها شيء) ، فقالت له بنتي عندها عملية و … الخ فأجابها أنا أيضاً مثلك دايخ  إذا ماتت أو صار بيها شيء منين ننزلها والمكان ضيق ،  وبعد د. فائق يأتي الدكتور صائب شوكت وهو أيضاً دكتور جراح وبعده الدكتور مكس ، مكانه في مكان مطبعة العاني حالياً ، مجاور بيت الشهربلي التي هي حالياً مكتبة المثنى اذكره، شاهدته رجل بدين ، داخل المحل عنده سرداب يعالج فيه مرضاه واختصاصه الأمراض النفسية ، وهو أجنبي يقال أصله يهودي الماني وبجوار مطبعة العاني كان منزل الشهربلي وقد شغلته في تلك الفترة مديرية نفوس بغداد وبجانبها مباشرة على الجانب الأيسر داخل الدربونة كانت تقع مستشفى الرمد والعيون ، داخل الزقاق الذي تقع عند رأسه مكتبه المثنى الدنكجية، ولما كثر الرمد فتح مستشفى ثاني بالجانب الثاني خلف جامع السراي، تسمى أيضاً مستشفى رمد ،وهناك اطباء اخرين منهم الدكتور علي البير الذي تقع عيادة امام عيادة مكس  مجاور جريدة العراق وختصاصه امراض المجاري البولية ، وهناك ايضاً مضمدين لهم محلات على الشارع المتنبي يمارسون اعمال الجراحة البسيطة وزرق الابر،
– وعن تسمية الشارع سابقاً باسم شارع المستشفى حيث اننا وجدنا هذا الاسم مثبت على احد الكتب فذكر لنا : –
–   إذا كان كما ذكرتم الكتاب القديم الذي وجدتموه فيه إشارة قبل العشرين فهذا يعني أنشأت مستشفيات اثنان أثناء الحرب العالمية الأولى ، فالمحكمة الحالية كانت مستشفى عسكري شغلت بعدها مكتب إعدادي عسكري ، ثم أصبحت محاكم  وكانت مقر وزير العدلية أيضاً قبل ان تنتقل الوزارة للقشلة يداوم فيها أيضاً وبسبب كثرة الجرحى في الحرب العالمية الأولى ، وربما سمي شارع المستشفى لهذا السبب ، والمستشفى الثانية هو مستشفى الرمد وكانت تقع مقابل مقهى الشابندر الاكمخانة وهو المخبز العسكري وكانت جميع الوحدات العسكرية داخل بغداد ، تأخذ أرزاقها صباحاً من لحم وخضروات وصمون وفاكهة من هذا المكان وكانوا يأتون بالسيارات أو بالبريشقات يحملونها الارزاق،
– وعن الأطباء في هذه المنطقة أو الذين يمتهنون الطب من الملالي والحلاقين ذكر لنا  :-
– ان الملالي كانوا يعتبرون أنفسهم كالاطباء أو هكذا يعتقد الناس على سذاجتهم ، كانت المرأة تأتي بطفلها المحرور ؟ للملا ليقرأ عليه ، وكان الملا جواد قد انتقل من منطقة ذاك لصوب (الكرخ) وكان محله قرب مستشفى الرمد التي تقع خلف مكتبة المثنى حالياً عندما تدخل من الفرع الذي في رأسه مكتبة المثنى وعند ملتقى المفرق المؤدي إلى جامع عثمان افندي والذي يخرج على الدنكجية أو على المتحف البغدادي في هذا المفرك هناك خان أزيل حيث كان هناك (خان للتتن) والملا جواد كان في باب هذا الخان (المدخل) حيث كان المدخل مكون من دكتين على شكل  شبه غرفة [كليدور] ، وعنده ميز والنسوان يحيطون به ، هذه يكتب لها دعاء وهذه يشرب طفلها شراب ، وكان الناس يعتبرونها مستشفى شعبية على معتقدهم يكون كطب بالإيحاء النفسي ولم يكن غيره من الملالي في هذه المنطقة ،
–  اما بالنسبة للحلاقين الذين يمتهنون الطب قال:-
– كان يوجد حلاق واحد من مدخل شارع المتنبي على جهة اليمين بعد عبد الله داكورا هو ، الحاج ناجي من أهالي باب الشيخ ، وهو حلاق يقلع السن ويفجر الدمامل ويحجم ، محله يقع مقابل دار حسين فوزي الذي يقع بجوار حمام الرافدين وهو دكان مستخرج من دار عباس حلمي المقاول، وكان يقوم بفتح  الدنبلة بالموس ، أما الحجامة يشطر قليلاً من رأسه أو من ظهره ، وتقوم هذه الدودة العلك السوداء بمص لدم ثم يرفعها ويرميها بالرماد حتى تتخلص  من دمها ثم يعيدها إلى مكانها لتمتص الدم ، وكانت تباع  في كل مكان ، وهي معروفة بدودة العلك والحجامة، وكان مكانه حالياً بالضبط يقع أمام مطعم الإخلاص أو المكتبة ياسر، وكان هذا الحلاق يقوم بالعمليات الصغرى والختان ايضاً .