ذكرى شهادة ألأحبّة ألأعزّاء:
أمير شهداء العراق سمير غلام نور علي الفيلي(1)؛ حسين جلوغان؛ محمد؛ سعدي؛ موسى؛ بديع؛ كريم؛ فؤآد؛ وافي؛ قاسم و جمال؛ خليل؛ كريم وعلاء؛ جميل ومحسن؛ وفوقهم أمام التقوى و الفقه و الفلسفة محمد باقر الصدر (قدس) وجمع لا تسعهم الأرض و السماء إلا القلوب الطاهرة التي هي الأخرى تعاني الأمرّيين لشهادتهم الكونيّة التي بسببها تركوا فراغا كبيراً و لم يبق من بعدهم سوى النطيحة و المتردية .. لذا أقدّم لكم هذه الأبيات لمواساتهم:
ألنّاس مِن تُفكَدله واحد تحزن إسنيّن ..
و إحنـه إعزازنه كُلّهم فكَـــدناهم ..
طيّبيين و عِطرهم عِطر آلوُرود ..
نِنْسه إرواحنه وما يوم ننســاهم ..
تواضعي لِمُحبّي ألشهداء ومُبغضي قاتليهم, لقد فسد العراق بفقدهم و خلا مكانهم و نسوا ذكراهم بعد ما حلّ بدلهم الفاسدون, فحين رجعت للعراق و مررتُ ببغداد و غيرها, لم أشهد ذكرهم و صورهم أو موقفاً للشهداء و كأن آلناس كآلبعث كانوا غاضبين عليهم, لهذا جرى المسخ رويدا .. رويداً على العراقيين حتى رأيت آلدّعاة أنفسهم كذلك بعد ما كانوا أشرف وأتقى الناس؛ و باتوا يشمئزون لمجرّد تذكيرهم بآلشهداء و حتى بمواقف إمامهم عليّ(ع) و كأنّهم أعلنوا البراءة منه و منهم بشكل خفيّ لإمتلاء بطونهم بآلمال الحرام و إختلاف نهجهم عن نهج الشهداء ألذين كانوا يبيتون جوعى و عطاشى ليشبع جارهم!
شهادة هؤلاء العظام لم يبق له أثر فعلي و عملي في واقع الناس, و حتى في سلوك و حياة (الدُّعاة) ألذين بدؤوا يكرهون ذكراهم لأنها تُذكّرهم بآلآخرة و حساب يوم القيامة لأنهم مدينيين حتى للأجيال التي لم تلد بعد .. لذلك لا يتغيير الوضع خصوصاً مع بقاء السياسيين الحاليين الذين لا يعرفون و مراجعهم(2) أصل الأسلام و روح القرآن و جوهر الدّين, لهذا فمأساتنا مستمرة خصوصا و إن العراقيّ ألمثقف لم يعد يقرأ و يعجز عن إكمال قراءة صفحة لا تتعدى دقيقتين إلا ما يعجبه, فكيف بعوام الناس!؟
حكمة كونيّة: [مَنْ لا يقرأ .. إلّا ما يُعجبهُ ؛ لن يتعلّم].
العارف ألحكيم عزيز حميد مجيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جميع شهدائنا المظلومين تمّت شهادتهم بعد أن ساقوهم من مكاتبهم و بيوتهم حيث المعتقلات ثمّ المشانق, بإستثناء أخي (سمير نور علي), الذي تقدّم بنفسه حاملاً قلبه على كفّه ليُفجّر النظام و يكسر هيبته بقلب بغداد فهزمهم شرّ هزيمة.
(2) بعد ورودنا لأسئلة عديدة من مختلف المستويات بينهم دعاة ما زالوا يملكون قلوبهم, عن دور المرجعية؛ سأكتب لاحقاً عن حقيقة الأسلام المجهول لدى حتى مدّعي الدّين, و سبب فشلهم في تشكيل حكومة عادلة أو حتى شبه إسلاميّة بإذن الله .. فترقبوا ذلك يرحمكم الله.