
أما عن قواعد اللعبة ، فهى بسيطة جدا ، فلكل فرد الحق بالتظاهر وليس بالضرورة أن تكون مدعومة من قبل جهة معينة أو حزب أو منظمة . فيكفي اخبار دائرة الشرطة قبيل موعدها بواسطة البريد الالكتروني ، أو الفاكس او برسالة بسيطة تدون فيها أسماء3 أشخاص يقومون بتنظيمها كي تستطيع الشرطة توظيف الوسائل والموارد المادية والبشرية من أجل الحفاظ على الأمن وتجنب وقوع الحوادث .
ولإعطاء فكرة عن طبيعة المظاهرات التي تعم شوارع العاصمة ، نذكر منها التي وقعت لادانة ما يحدث في سوريا أو لموظفي المطارات من أجل زيادة رواتبهم أو التي تندد بالاصلاح في نظام التقاعد الحالي أو مظاهرة قراصنة الانترنت من أجل تحميل البرامج مجانا .. الخ ، ومن الجدير بالذكر ان معظمها تحدث حول ساحة باستيل بسبب أهمية هذا الموقع تاريخيا .
ولايضاح المدى الذي يمكن أن تصل إليه هذه المظاهرات ، تحولت إحداها الى إنتفاضة بل وثورة عارمة غيرت وجه فرنسا ومسار تأريخها وهى ثورة مايس من عام 1968 ، التي أخذت بعدا خطيرا أرعبت الجنرال ديكول ولاذ بالفرار من موقعه في قصر ألاليزيه الى جهة مجهولة واختفى عن الانظار لمدة ثمان وأربعين ساعة دون ان يعرف حتى رئيس الوزراء أين هو . أموركثيرة دعت الى القيام بهذه الثورة ، ففي ذلك الوقت كان المجتمع الفرنسي مجتمعا محافظا من الناحية الاخلاقية والجنسية والسياسية ، ونظامه الرأسمالي كان نظاما ظالما لطبقات الشعب العمالية والفلاحية والطلابية . ولهذا ابتدأت الثورة بحركة إحتجاجية طلابية عنيفة أدت لاحقا إلى تحرك العمال ونتج عنها إضراب شامل شل البلاد بشكل تام وأدى بدوره الى أزمة سياسية كبيرة . وهذا ما لم يحصل في أي بلد غربي اخرولكن فرنسا خرجت اكثر قوة وشبابا بعد تلك ألازمة الرهيبة التي هزتها في اعماقها .والمؤيدون لها يعتبرونها اكبر نسمة حرية هبت عليهم في العصرالحديث إذا ما استثنينا الثورة الفرنسية.بقيت كلمة أخيرة حول عدد المظاهرات التي منعت من قبل شرطة باريس ، فمن بين العدد الهائل والتي حدثت في عام 20 11 تم منع 3 منها فقط وهذه حالة إستثنائية قد يعود سببها الى تهديد الأمن العام أوأن أجهزة الشرطة غير مستعدة لاحتواءها لسبب او لاخر .