اعتقد ان الكل يتفق معي على ان وسائل الاعلام البريطانية والامريكية بصفة خاصة والاوربية بصفة عامة ( لاتنطق عن الهوى ) لأن هذه الوسائل تدار من خلال جهاز المخابرات لكل بلد وكل حسب مقتضيات المصلحة (الأسرائيلية)،لذلك فأنه عندما يتم الترويج الى هكذا امور بخصوص دول وامارات الخليج فأن الترويج هذا لم ولن يأت من فراغ ، بل هو حقيقة حتمية ، ولكن وكما يبدو ان النعامة الملكية والاميرية لم ولن تتعلم من النعامة الأصلية التي دائما ماتضع رأسها في الرمال عند الخطر ، مع التذكير ان النعامة الأصلية تضع رأسها في الرمال بأرادتها ، ولكن النعامة الملكية والاميرية فأن هناك من سيقوم بقطع راسها على الرمال العربية .
دول الخليج او على الأصح ( دول ملوك وامراء الخليج ) أخذت تهرول بسرعة نحو نهايتها ، من خلال سياسات تنظر الى الامور (بعين عوراء) ، حيث تكون نصف الحقيقة محجوبة ، وحتى النصف الثاني للحقيقة المفترض ان تراه العين السليمة فأنه مشوه ومشلول ، وهذا ما دفع صحيفة الغارديان البريطانية الى ان تتوقع أنهيار انظمة دول الخليج ،بعدما وصفتها بانها اصبحت أنظمة استبدادية، خارج الزمان والمكان.
قالت العرب قديما (ازرع تحصد) ، وبما ان وملوك وامراء دول الخليج يفترض ان يكونوا عرب ، فلذلك يجب بل يحتم عليهم ان يؤمنوا بهذه المقولة وان حصادهم الذي سوف يأتي موسمه لامحال سوف يكون ناتج زرعهم ، وكلنا نعلم ماهو زرع ملوك وامراء دول الخليج ، ولا بأس ان نذكر بعض ما زرعوا ، ولننطلق من ثمانينات القرن الماضي عندما زرعوا وأشعلوا حربا ضروس بين العراق وايران ، حيث قتل مئات الالاف من شباب العراق ،ومن هم شباب العراق ؟ انهم ابناء عمومتهم ، ولكن ملوك وامراء الخليج أوغلوا بقتل ابناء عمومتهم ، من خلال تنفيذهم لمخطط (صهيون) القاضي بأشعال منطقة الخليج ، وكالعادة فأن ابناء العراق هم كبش فداء الملوك والامراء فيما يسمى بحرب الخليج الثانية التي ما زالت مستمرة وثمنها مدفوع وما يزال يدفع من دماء شباب ونساء واطفال وشيوخ وعجائز العراق ، ويستمر زرع ملوك وامراء الخليج ليشمل تونس وليبيا ومصر وسورية .
الكاتب البريطاني كريستوفر ديفيدسون، قدم في كتابه الذي حمل عنوان “الانهيار القادم لملوك الخليج” قدّم الادلة على ان ممالك وإمارات الخليج من السعودية إلى جيرانها الصغار الخمسة، الإمارات، الكويت، قطر، عمان، البحرين وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، محكومة من قبل أنظمة استبدادية للغاية”. وتابع الكاتب القول :”لكن التحديات الدموية هي الان عند عتبات منازلهم، كما ان العولمة تغزو مجتمعاتهم المحافظة، على رغم ان تلك الأنظمة تسعى الى امتصاص المتغيرات عبر ابداء مرونة فائقة”). وياليت اكتفى الكاتب البريطاني بهذا القول بل ذكر ما هو أخطر عندما قال بالحرف الواحد (ان”هذه الممالك والامارات النفطية ستسقط خلال سنتين الى خمس سنوات) ، ويضيف ديفيدسون (ان دول الخليج التي لم تتأثر بأحداث الربيع العربي، لكن مسألة سقوطها تتعلق بعامل الوقت، بمعنى ان السؤال اليوم هو “متى ستسقط؟”، وليس “هل ستسقط؟”). ان ما يعزز من مصداقية نبوءات الكاتب ديفيدسون انه كان اول من توقّع الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم وأصابت دبي عام 2009.