لا اعتقد إن أحدا يحسد الرئيس مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان على ارثه الثقيل الذي ورثه من والده الزعيم الكوردي الكبير مصطفى بارزاني والمهام التي حملها تاريخيا أمام شعب كوردستان، ليس هنا في جزئه الجنوبي بل في أجزائه الثلاثة الأخرى، فقد أورثه الراحل الكبير مشروع نهوض امة واستقلال شعب مجزأ بين أربع كيانات، لا تتحمل شعوبها وزر هذه التجزئة وإن كانت مستفيدة ومصرة على تكريسها.
مسعود بارزاني الذي ترك قصر الرئاسة الذي لا يهتم به إطلاقا، وعاد إلى وظيفته الأساسية كما كان يبشر لها دائما، فهو لم يخلق ليكون موظفا أو إداريا لسبب بسيط هو انه حامل أختام مشروع تاريخي كبير أوكله إياه والده عبر عقود من الزمان، كاكا مسعود ترك قصره وبروتوكلاته وارتحل إلى حيث تقاتل بيشمه ركة والده من اجل ذات الأهداف التي ما اختلفت، والعدو الذي بقي هو هو وان تغير زيه واسمه.
كاكا مسعود لم يرضَ أن يكون لوحده مع البيشمه ركة في جبهات القتال مع العدو التاريخي لشعب كوردستان، فاصطحب معه أولاده وإخوته وأولادهم ليكون الجميع بمستو واحد في القتال والشهادة من اجل الشعب والوطن.
من أقصى شمال غرب كوردستان، ومن على قمة جبل سنجار، أعلن البارزاني مسعود بأنه وبيشمه ركته لن يتركوا شعبهم ووطنهم أسرى لمنظمة همجية مجرمة، استباحت الأرض والعرض بشعارات دينية ابعد ما تكون عن عقيدة الإسلام ومبادئه، من هناك وحتى تخوم كركوك الجنوبية والغربية الملتهبة بنيران الشوفينية والهمجية، يتنقل ابن مصطفى البارزاني وحامل أختامه في مشروع النهضة وهو يمسح بدموعه عرق جبينه في حضرة عوائل الشهداء الأبطال الذين اقسموا أن لا يكون لهم مثيلا في تاريخنا المعاصر.
في حضرة أم فقدت ثلاث من أولادها، شهداء في جبهات الحرب مع داعش انهمرت دموعه وهي تقول له كاكا مسعود ما زال لدي أبناء آخرين خذهم معك من اجل كوردستان ومن اجل عينيك!
دموع وقطرات من عرق جبينه تنهمر أمام بطل أبى إلا أن ينقذ رفاقه وشرف وطنه فاندفع بدبابته إلى شاحنة مفخخة ليفجرها ويحمي بها حياة رفاقه وسمعة وطنه!
في الأمس كان كاكا مسعود في كركوك من اجل أولئك الشهداء الأبطال ومن اجل أولئك الذين وقعوا في اسر منظمة جبانة لا أخلاق لها ولا قيم، ففي الوقت الذي ينعم أسراهم بالرعاية والاحترام الإنساني في كنف امة الأخلاق والوفاء، يعرضون أسرانا في أقفاص ليذكروا الأهالي بحريق شهيد الأردن البار معاذ الكساسبة؟
البارزاني مسعود جلس مع عوائل وذوي الأسرى واستمع لهم واغرورقت عيناه بالبكاء حزنا في واحد من أروع المشاهد الإنسانية لفارس صلب ومقاتل عنيد لكنه ارق من نسائم نوروز وحنان حروف كوردستان، انهمرت دموعه وهو يبكي بصمت قائلا إن قتلهم يعني أشياء كثيرة وكبيرة وعليهم أن يدركوا إن غضب الكوردي لا حدود له للعدو إلا الجحيم!
في كركوك قال البارزاني نحن نحميها وأهليها وحينما نحتاج أحدا سندعوه، لكننا نرفض أن يتدخل أي كان في هذه المدينة إلا من خلال حراسها الأمناء النجباء الذين رسموا حدود أمنها وسلامها الاجتماعيين بدمائهم الزكية.
وخلاصة المشهد مزيج من دموع عينيك وعرق جبينك ودماء الشهداء الأحياء وفرشاة البيشمه ركة الأبطال سترسم خارطة الوطن وحدوده!