أعجبني كثيرا الإجراء الذي اتخذه معارضون غاضبون في أوكرانيا بإلقاء نائب في البرلمان الأوكراني في حاوية الزبالة حيث استغل هؤلاء فرصة خروجه للنزهة من البرلمان وهاجمه غاضبون على سياسته المعادية لإرادة الشعب وقبضوا عليه ولكنهم لم يضربوه ولم يعتدوا عليه بتاتا سوى انهم قذفوا به في حاوية الزبالة والقوا عليه النفايات وطافوا به الشوارع قبل ان تحرره الشرطة من أيديهم.
أرى هذا الإجراء حقا انه عمل حضاري لانهم لم يغتالوه كما يفعل المتطرفون ولم يؤذوه او ينهالوا عليه بالضرب كما هو سلوك المأجورين من من قوى الأمن ولم يفعلوا به أي عمل مخل بالأخلاق والشرف كمايفعل رجال المخابرات أسوء خلق الله ، حتى ان هذا النائب اسقط حقه ورفض تقديم شكوى ضد الذين القوا به في حاوية الزبالة لانه أدرك خطئه السابق وتطاوله على إرادة الناس.
أليس حقا ان مجتمعاتنا بحاجة لمثل هذه الإجراءات الحضارية لتنبيه وتحذير النواب والمسئولين وحتى القادة والحكام من سلوكياتهم المستبدة وأفعالهم الدكتاتورية و إجراءاتهم المعادية لإرادة الجماهير؟.
لذا ادعوا كافة المعارضين والغاضبين والذين لهم حقوق واعتراضات على المسئولين تنفيذ مثل هذه الإجراءات والبدء أولا مع صغار المسئولين مثل مسئولي البلديات او ضباط الشرطة او نواب في البرلمان او حتى مسئولين هامشيين في الحكومة وأركان الأنظمة من العسكريين وغير العسكريين ليكونوا عبرة للحكام وكبار المسئولين وإلا فان مصيرهم سيكون هكذا أي إلقائهم في حاويات الزبالة وقذفهم بالنفايات قريبا
طبعا ان مثل هذا الإجراء يتطلب الشجاعة والجرأة ولكن قسما بالله اذا قام بذلك 100 او 200 شخصا خاصة من الشباب المتحمسين فسوف تنتشر هذه الظاهرة وتعم كافة البلدان العربية والإسلامية حيث ان 99% من حكامها ومسئوليها يستحقون ليس إلقائهم بالمزبلة بل وتعليق المشانق لهم لما اقترفوه من عمليات نهب وسرقة للمال العام وأذلوا الشعوب طيلة العقود الماضية ولازالوا يتمسكون بكراسي الحكم لما الحياة، وأكثر سخرية في هذا السياق انه يطلق على أنظمتهم حكومات جمهورية و تجري فيها انتخابات حرة ونزيهة ! لكن اقل مسئول فيها يحكم مدى الحياة ان لم ينقل السلطة والحكم من بعده الى ابنه و نجله!
وعلى هذا نثير هذا السؤال وهو ياترى من برأيكم يستحق أولا إلقائه في حاوية الزبالة واللف والدوران به في الشوارع والأزقة ليرى حاله الجميع ويقذفوه بالنفايات و يبصق عليه الناس بملأ فمهم؟!
هل هم:
أصحاب قول فاذهب أنت وربكفقاتلا إِنا هاهنا قاعدون، أي فئة (الهات هات وعند الشدة تقول لك اذهب لوحد انا هنا مرتاحون!
ام: الحكام المستبدون والذين فرضوا أنفسهم علينا حكاما منذ ان ولدنا وحتى الان مع تغيير الأشكال والوجوه في الصورة فقط!
ام: القادة العسكريون والامنيون الذين اشترينا لهم السلاح من دمائنا وقطعنا لقمة عيش أطفالنا ليشهروا السلاح بعد ذلك علينا وقاموا بالانقلابات العسكرية ضدنا، وأشرف ما فيهم هو ابن شوارع او لا يعرف أصله من فصله او عميل للأجانب!
ام: فئة كبار المسئولين في السلطات الثلاث من الذين يزعمون فقط استقلال هذه السلطات عن بعضها البعض وكل سلطة تراقب السلطة الأخرى لكي لا ترتكب الأخطاء ضد إرادة وحقوق الناس لكن جميع هؤلاء في الواقع شركاء مع بعضهم البعض و يتسامرون في الليل معا ويأكلون من طبق واحد ويضحكون عاليا على خدع الرأي العام ونهب المال العام تحت يافطة الدفاع عن الحقوق الوطنية وسيادة البلاد؟!
ام: فئة نواب البرلمانات والمجالس الوطنية او ما يسمون بنواب الشعب الذين فرضوا علينا قسرا وعنوة وأكثرهم من اكبر ناهبي المال العام ومن ابرز اللصوص والمنافقين والذين يوعدون الناخبين بسلة بل بجبل من الوعود لكنهم لا يطبقوا أي منها بتاتا بل يخدمون أنفسهم وذويهم ومن يدفع لهم رشاوى اكبر ، واذا نظرت وقرأت ماضيهم تراهم من الحفاة والجربانين والمعدومين ماليا الا انهم أضحوا اليوم من أصحاب الثراء اللا مشروع بفعل هالة النفاق والتصفيق والركوع لمن يخدم مصالحهم المادية والفئوية فقط ، وإذا اعترض أي نائب وطني مدافعا عن حقوق الشعب لطمه رئيس البرلمان على فمه مدعيا ان هذا النائب لن يلتزم بنقطة نظام!
ام: فئة مافيا النظام والسلطة المختبئة وراء الستار والتي تمتص دماء الشعب وتنهب خيرات البلاد دون ان يعلم أي احد من قادتها ورموزها من السراق والحرامية؟
ام: فئة الذين يحرقون جباههم بالنار لتبان على انها من كثر السجود ولكنهم في السر والعلن يفعلون أفعالا لا يمارسها إبليس و لم يتعلمها ملك الجان!
ام: فئة زعماء العشائر والقبائل والمسئولين من الذين باعوا أرواح الاف من خيرة الشباب في هذا البلد وذاك للعصابات الإرهابية التي قامت بقتلهم بأبشع صورة دون السماح لاسر القتلى الشهداء حتى الاطلاع على الحقيقة بل ولازال البعض يصف عصابات العشائر بالشرفاء وذي الغيرة والشرف، يا عديمو الشرف!
ام: فئة الإعلاميين من الطبالين للأنظمة والمهرجين للحكومات ولاعبو الخفة والسيرك للقادة العسكريين والأمنيين ومن يدفع أكثر من الدرهم والدولار!
ام: فئة التجار المحتكرين ومصاصي دماء الناس الذين لا يملأ عيونهم وجيوبهم الا تراب القبور
ام: فئة الذين يصورون جميع الناس سذج وأغبياء ويصفقون دوما لما يقوله الحكام من جمل وعبارات مكررة ومثقلة على أذاننا في حين ان الله يعلم انهم اغبى الناس وأكثرهم حمقى!
ام: فئة سماسرة الأنظمة وكتاب التقارير الأمنية المفتعلة والمخبرين زيفا الذين يبيعون شرفهم وضمائرهم من اجل حفنة مال الدنيا!
و….
اعتقد ان الوقت قد حان لنبدأ بحث الناس على فعل أي شيء للدفاع عن حقوقنا وحقوق غيرنا وليمسحوا لنا على الأقل ان نظهر ونحرق غضبنا على المختلسين والمخطئين والناهبين والمهرجين من السياسيين والإعلاميين ولو فقط بقذفهم في حاويات الزبالة والطواف بهم في الشوارع وان لا نكتفي بما خدعونا به لقرون مضت بان ندعي عليهم بالموت وقصف ظهرهم، لان دعواتنا لم تعد تصل حتى باب السماء الأولى لكثرة ذنوب وآثام حكامنا من الأغبياء والمفسدين، وان لا نختزل اعتراضنا عليهم بالدعاء والقبول بالواقع انصياعا وضعفا منا و ان هذا هو مصيرنا لا تغيير فيه وهذه هي الحياة والمسيرة التي قررها لنا الرب و يجب ان لا يكون هناك أي اعتراض على مصيرنا المحتوم الذي قرره لنا في الواقع حكامنا وليس سواهم!