ثلاث قضايا دمّرت وجدان ألبشر:
أهم ثلاث قضايا؛ تسبّبت في مسخ البشرية بعد تدمير وجدانها .. وكشفتْ بآلضّمن؛ عن فقدان الحاكمين عبر التأريخ للثقافة والفكر والعدالة كناتج طبيعي لتلك القضايا الثلاثة التي دمّرت وجود البشر والتي تداخلت فيها الاقدار الكونيّة والذّوات ألإنّيّة، وهي:
– حرق المكتبة المركزية للبلاط الملكي(1) بعد فتح بلاد فارس بامر (الخليفة) الذي إستفتاهُ قائد الجيش الاسلامي في امر تلك المكتبة العظيمة؛ فأجابهُ الخليفة عمر (رض): (الكتب إمّا تُوافق قراننا او تخالفه؟ فلو كانت توافقهُ فحسبنا كتاب الله، وإن كانت تخالفهُ فلا شأن لنا بها، وفي الحالتين يجب حرقها).
– الثانية: حرق المكتبة الفاطمية في القاهرة بأمر القائد صلاح الدِّين الأيوبي بعد مذبحة الفاطميين وتأئيد الخليفة .. ليستفيدوا من جلودها – جلود الكتب – لصناعة الاحذية والاغمدة.
– الثالثة؛ حرق مكتبة بغداد التي كانت تضم عشرات الالاف من المصادر الشيعية أيضاً بأمر السلطان العثماني (سليم) مباشرة, تلك المكتبة العظيمة التي لم يجرّأ على حرقها حتى المغول و التتار على وحشيّتهم.
إنّ أمّة (تحرق الكتب لصناعة الاحذية تعادي الفلاسفة لا بد ان تتبدّل وتُمسخ)، وهذا هو حال كلّ الامم التي تعادي وتُشرّد وتقتل الفلاسفة.
حكمة كونية: (لا قيمة للحياة مهما إرتقت وإغْتَنَتْ وتمدّنت اذا كان آلوجدان مفقوداً).
الفيلسوف الكونيّ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إختيار الله تعالى (للجزيرة العربية) مهد الجاهلية و التخلف وقتها كان فيه حكمة بالغة, عرضناها في مباحث سابقة, فالغرب(ألرّوم) كان متطوراً للغاية كما الشرق في فارس ضمن إمبراطورية تسيّدت الموقف و بدرجات أعلى؛ و شبه الجزيرة المتخلفة كان هو الحل والمكان الوحيد لأنطلاقة الرسالة الخاتمة, حيث كانت العقول بسيطة و مهيأة لملأها بعكس الغرب و الشرق اللذان لم يكن فيهما المجال مفتوحاً لقبولها بلا ممانعة و في وقت قياسي جداً لم تتجاوز العقدين, لأن بلاد فارس كانت تضم كلّ أسس المدنية والحضارة الزرادشتية و قواعد العلوم المتطورة التي عجز حتى الغرب وللآن من معرفتها كأسرار مسجد و حمام إصفهان وغيرها, كان يمكن أن تكون منطلقا لدمج الحضارة الأسلاميّة مع المدنية الفارسية لترتقى إلى أعلى قمم التطور والسعداة .. لكن حدث ما حدث و كما أشرنا في المتن, بحيث كان يمكن لو لم تحترق المكتبات ليس فقط حفظ الحالة البشرية بل وإنتقالها إلى الحالة الأنسانية ثم آلآدمية كهدف في الفلسفة الكونية.