اختطاف النساء التشرينيات المنظم
بقلم فوزية موسى غانم

في العرف العشائري العراقي وهذا ما سمعناه من (اهل البخت) كما يسموهم أفراد العشيرة حيث لما يعتدى على مرأة او ياخذ حقها او يتم التجاوز عليها فيكون هناك من ينتفضوا ويردوا حقها المسلوب. ولما تختفي مرأة من العشيرة فالعشيرة لن تسكت حتى تخرجها من تحت الارض. هذا الفكر العشائري الغيور على العرض والنفس. وحاليا نحن بناتنا تخطف فقط لانهن يعبرن عن اراءهن بصدق وبقوة وبسلمية واضحة. ويبقى سؤالي الازلي لماذا لا تخرج العشائر وتطالب ببنات العراق باكمله؟أين ثقل العشائر التي تتباهي بمسمياتها؟ وهنا تقع عليها مسؤولية الحفاظ على ألقابها وهيبتها بالعمل والموقف الجادين وليس فقط بالتسميات والهوسات والازاجير والولائم. يبقى السؤال مطروحا إلى (اهل البخت) كبار العشائر أين هم من كل مايحصل للمرأة في العراق؟ ابتدا من سبي الايزيديات والى قانون الاختطاف الجديد. وبعدها اتجه لرجال الدين ولكل مرجعيات العراق بشيعيتها وسنيتها ومسبحيتها والاديان الأخرى، انتم أين موقفكم والبنات الشابات تختطف بسهولة وبلا مبرر للخطف وكأنهن لسن عراقيات وعلينا مسؤولية كبيرة لحمايتهن ومساندتهن. ونتجه بعدها الى الحكومة الكريمة التي حكمت ستة عشر عاما، ولم تستطع بناء دولة امنة محترمة وبسيادة تامة، زجتنا جميعا في اخطاءها وسوء إدارتها وأصبح الشعب هو الهدف الرئيس للدمار والحرب والموت والخراب والأمراض. مالذي ممكن ان يجيب عليه رئيس الوزراء او اي عضو في هذه الحكومة المباركة لما تقول له ما ذنب البنات تختطف؟ سيقول لك هناك مجاميع منفلته وخارجة عن القانون! وسارد عليهم ماذا لو كانت واحدة من هؤلاء ابنتكم فهل سيكون الجواب نفسه ام ستتحرك كل قواتكم واسلحتكم ومخابراتكم بحثا عنها. بناتنا أمانة الحكومة والمؤسسة الدينية والعشائرية والمجتمع المدني. إن احتطافئهن يشكل منعطف خطر في تاريخ العراق بعد سبي بناتنا وأخواتنا الايزيديات وتهجير وتهديد البعض الاخر. القضية كبيرة وجوهرية و مخطط لها لانه المختطفات لسن نساء عاديات بل كل من كانت لها بصمة في احتجاجات تشرين تزامنا مع اختطاف الشباب الناشطين والمؤثرين قي ساحة الاحتجاج. اذا لم يوجد الجناة ويحاسبوا على أفعالهم سيظل الوضع اكثر سوءا وستظل المرأة العراقية في خطر كبير ويطاردها هاجس حقيقي هو انها ممكن ان تكون الضحية التالية. من منبر الإعلام ارفع صوتي مخاطبة الجهات الأمنية أبناءنا وأخواتنا الابطال الذين يجب أن يكون لهم دور بارز وحاسم وشجاع في البحث عن الجناة الحقيقين وإطلاق سراح العراقيات المختطفات. وهنا سينتصروا لتاريخهم الحقيقي ودورهم الأمني الجاد. فنحن امام مصير مجهول للمختطفات ومعاناة اهاليهن الكبيرة والمؤلمة وخسائرهم الفادحة نفسيا وجسديا واجتماعيا. من المحرج والمعيب والمشين ان تختطف مرأة في أرضها وأهلها ومدينتها وفي وطنها ولا يعرف من خاطفوها وعار على عيون الرجال ان تنام هادئة وبناتنا يختطفن في وضح النهار لا لشيء الا لانهن أصوات حرية وحق وحياة. عار علينا كل غفوة ننام بها بسلام وانتن في قبضة من لا نعرف من هم؟! وما هدفهم من وراء الاختطاف؟ وفي مكان انتن الان؟ وماذا يصنعون بكن؟ وقائمة الأسئلة تطول ويبقى النداء (كل مرأة تختطف هي العراق كله مختطف). والذي يخطفها بهذا البرود والانتهاك والاستهتار كأنما ينتهك بيوتنا وعشائرنا وجوامعنا وكنائسنا ومراكز الأمن والتحريات. ويشرعن لقانون الغاب كقانون اساس في البلاد.