بقلم: شلال الشمري
لقد أسَّس السيد والأستاذ(وجيه عباس) قواعد ومنطلقات للخطاب الشيعي عبر قناة العهد في برنامجه (كلام وجيه) يجب علينا جميعاً أن نشدَّ على يديه، ولا نجعله وحيداً في هذا المضمار يتصدى لتلسُّن الآخرين.
ــ كلما وجد شركاؤنا في الوطن أننا شديدو الحرص على الوحدة الوطنية، كلما تمادوا بالانفصال، وعليه يجب أن لا نكون ملكيين أكثر من الملك، فمن ضاق عليه الحق، فالباطل عليه أضيق , ولا محبة بالإكراه . ونذكِّر أنَّ المجلس الأعلى عندما طالب بالفدرالية بعد سقوط النظام أقاموا الدنيا عليه ولم يقعدوها.
ــ يجب أن نتصدى للآخرين بخطاب شيعي فصيح اللسان؛ لأنه خلاف ذلك سوف لن يضعونا في خانة الوطنية كما نتوهم، بل سيضعوننا ــ وكما هم عليه الآن ــ بخانة الصفوية والفرس والمجوس؛ لأننا مرفوضون بالنوع وليس بالمذهب، أي أننا حتى لو تحولنا إلى المذهب السني (وافتراض المحال ليس بالمحال) سنبقى مرفوضين؛ لأننا هنود ومجوس وفرس!! بل سيلاحقوننا باللون؛ لأن سمارنا أطوخ . فالوضع الذي يريحهم هو أن يتعاملوا معنا كما تتعامل الإمارات ودول الخليج مع العمالة الآسيوية الوافدة.
ــ كشف الحقائق التاريخية أمام الآخرين؛ كون الشيعة بناة دول وحضارة وثقافة وعلوم، كما هي الشواهد جلية في الكوفة والبصرة وبغداد والدولة الفاطمية في مصر والدولة الحمدانية في بلاد الشام والعراق والدولة الصفوية في إيران والجمهورية الإسلامية الإيرانية وباكستان الحديثة والإمامة الزيدية في اليمن والأدارسة في تونس .وأن الآخرين يتصيدون (السقائف) منذ وفاة النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) إلى يومنا هذا، وينسبون لهم كل منجزنا الحضاري العلمي والثقافي والعمراني والجهادي .
ــ إن الآخرين استحلوا دماءنا ويعتلون منابر في مساجد أنشئت من خيراتنا؛ ليوصمونا بقذارات ألسنتهم، أما الخيرون منهم فبقوا يلتزمون الصمت، والساكت عن الحق شيطان أخرس، واستضعفونا ويهددوننا بالساحق والماحق والبلاء اللاحق، وإزاء ذلك لا بأس أن نوقظهم حتى يصحوا على حقيقة أن للشيعة أوتاداً في الشرق الأوسط (العراق وإيران ولبنان واليمن وتركيا وسوريا والسعودية والبحرين والكويت) وان بأسهم تخشاه إسرائيل وأمريكا، وهم لا يستأسدون على أبناء جلدتهم؛ لأنهم يستمدون الخلق من نبيهم محمد وآل بيته الأطهار عليهم السلام.
ــ ليس المقصود مما ورد أعلاه أن نؤسس لخطاب طائفي، بل التصدي للمشروع الوهابي الذي ينبح دعاته ليل نهار بتشويه عقائد الشيعة، ويفتي بحلية دمائهم وأموالهم وأعراضهم بدعم أمريكي إسرائيلي؛ لإشاعة الفرقة بين المسلمين، هذا النداء هو لكل المثقفين من كافة المذاهب، بل هو من مسؤوليتهم بالدرجة الأولى .
ــ إن أحد أسباب إطالة الحرب من قبل أمريكا وأوربا هو توفير السقف الزمني اللازم للتخلص من هذه(الزبالة) المتطرفة مذهبياً، والتي هي عبارة عن قنابل انتحارية موجودة في أوربا وأميركا، و تسير عكس تيار المجتمعات الغربية التي قد تنقلب إلى خلايا سرطانية في أي لحظه وتصديرها إلى الشرق الأوسط لتلاقي حتفها، إذ إن مبادئ حقوق الإنسان وحرية المعتقد والتعبير عن الرأي تحول دون التخلص من عقولهم العفنة في الغرب .
ــ تسلل إلى أعلى الهرم السياسي الشيعي عناصر حديثو الولادة ممن يفتقدون للبناء الشخصي، وليس لهم من المكانة الاجتماعية التي تجعلهم متحصنين إزاء مغريات السلطة يستمدون الغطاء الشرعي من انتماءاتهم العشائرية، ويلوحون ب (الكوامة) لكل من (يندﮔ ابتيلهم) أو لانتماءاتهم للأحزاب ذات الأجنحة العسكرية و (حديدتها الحارة) أما الانتماء الوطني، فهو ما يتحسسونه ويفهمونه من إيحاءات المسئولين الأمريكان وما يمليه عليهم قادتهم من مجاهدي الخارج الذين فصَّلوا الديمقراطية على مقاساتهم، وانحازوا إلى مفاصل الدولة الدسمة التي تؤمن لهم غطاءً وبحبوحة دولارية عندما تلفظهم العملية السياسية فيعودون إلى حواضنهم الأوربية ولأنهم جاؤوا لهذا الغرض، واختبروا بأنفسهم في الخارج أن الشرف والأخلاق والأمانة والبطولة والشجاعة والكرم والنخوة والصدق والنزاهة والعز والكرامة والشهامة والزهد والقناعة والشهادة والعبادات والدين برمته، هي من قيم العبيد والمفلسين، أما السادة فقيمهم ترتبط بما موجود في جيوبهم من دفاتر الدولارات بغض النظر عن مصدرها وأن الصواب والخطأ مرتبطان بالربح والخسارة .