في تطور جديد.. للحرب التي تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية.. ضد الإرهاب، وضد تنظيم داعش بالتحديد، بدأ الجيش الأمريكي ضرباته الجوية في سورية ضد التنظيم، وبمشاركة أطراف دولية.. منها أطراف عربية، ولكن المهم هذه المرة أن شبكة CNN الأمريكية، أعلنت أن هذه الضربات التي نفذت عبر سفن حربية أمريكية في البحر الأحمر وشمال الخليج العربي، بجانب طائرات ضمن القيادة الأمريكية الوسطي، أدت لضرب مواقع شبكة خراسان الإرهابية التي تعتبرها المخابرات الأمريكية.. أخطر من داعش ذاتها!
الأمر الذي يطرح سؤالا: هل انتهي دور داعش ليبدأ الأمريكان في شغل العالم من جديد بتنظيم جديد اسمه: «شبكة خراسان»؟..
بيان الجيش الأمريكي الذي أذاعته CNN، قال إن الضربات العسكرية، أدت لإلحاق أضرار بالغة بمواقع داعش في مناطق سورية عدة منها: الرقة، والبوكمال، والحسكة، ودير الزور، ولكن الأهم كان استهداف مواقع لخراسان، وأصحاب الرايات السود، كما يطلقون علي أنفسهم.. بل استهداف زعيمهم كويتي الأصل «محسن الفضلي» 33عاما، الذي ارتبط منذ سنوات شبابه الأولي، بالتنظيم الأم «القاعدة»..
وأدت الضربات لإجهاد الحركة وشل التنظيم بصورة كبيرة، الذي كان قد اتخذ مؤخرا من سورية مركزا لعملياته العسكرية ضد المصالح الغربية والأمريكية بصفة خاصة.
وكانت الشبكة ـ حسب البيان ـ تعد لهجمات خارجية بالعبوات الناسفة، والمتفجرات، وأن مراكز عملياتها كانت في غرب مدينة حلب السورية، وفي معسكرات للتدريب، ومراكز للقيادة والسيطرة، وصنع القنابل والمتفجرات، وتخزين الذخائر، وأن الضربات قد قضت عليها فعليا بـ 8 ضربات عسكرية دقيقة..
وأثار البيان للجيش الأمريكي التساؤلات حول خراسان، التنظيم الجديد، الذي عده مسئولو المخابرات الأمريكية الـCiA، بأنه أخطر من داعش نفسها، علي أمريكا وأوروبا، وأنه كان يستهدف مصالح تلك الدول في عقر دارها بعمليات تخريبية منظمة مخططا لها بدقة.
وكان مدير جهاز الأمن القومي الأمريكي جيمس كلابر، قد أعلن منذ أيام أمام مؤتمر لقادة المخابرات، أن خراسان تمثل تهديدا إضافيا مع داعش خاصة في العراق وسورية، ومن هنا بدأت الأضواء تنحسر تدريجيا.. عن داعش.. لتسلط من جديد.. علي خراسان..
ولكن ما هو «تنظيم خراسان»؟
ـ حسب الـCNN، فإن مؤسسها هو «محسن الفضلي» 33عاما، وهو كويتي الجنسية، ارتبط بالقاعدة، وتدرب منذ شبابه المبكر، علي عملياتها، بالإضافة لارتباطه فكريا وعقائديا بها، وكان الهدف من تكوين تنظيمه هو استهداف وضرب أمريكا وأوربا.
وكان الرجل قد وصل لسورية في منتصف عام 2013، وعمل في البداية مع جبهة النصرة السورية ضد النظام هناك إلي أن انفصل عنها ـ لشكوك راودت قادتها، من علاقات الفضلي، بإيران التي كان يتردد عليها بين الحين والآخر، بالإضافة لتكشف معلومات أخري عن طريق أحد مساعديه من خططه لاستهداف أمريكا بالذات، والقيام بتفجيرات داخلها أسوة بما كانت تقوم به القاعدة في السابق.
وحسب الـ CNN أيضا فإن الفضلي استغل علاقاته بتنظيمي جبهة النصرة وداعش في سوريا بالذات في تجنيد العديد من العناصر لتجهيزهم لهذه العمليات وشن عمليات إرهابية ضد أمريكا والغرب وكان من ضمن رسائله لتجنيدهم استغلاله لشبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر والفيس بوك وهي ذات الوسائل التي يستخدمها قادة داعش منذ فترة للترويج للتنظيم حول العالم واستقطاب المتعاطفين معه وتجنيد آخرين للقتال معه في العراق وسورية.
والفضلي الذي وضعته السعودية ضمن الـ 74 المطلوبين لديها كان يخطط لإسقاط طائرات مدنية أوروبية وأمريكية حسب تصريح لرئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي «مايك روجرز».. وأنه وجماعته، كانوا قد قصدوا سورية للتخطيط لذلك وضمن أنشطة إرهابية كانوا ينوون القيام بها.
وبالإضافة لذلك كما يقول روجرز تورط الفضلي عام 2002 في تمويل الهجوم علي ناقلة النفط لامبرج MV في البحر الأحمر أمام مدينة تعز اليمنية بالإضافة للتخطيط للهجوم علي فندق بالعاصمة صنعاء كما صدر حكم غيابي في السعودية ضده، كما أنه سبق له القتال مع طالبان والقاعدة في أفغانستان كما وضعته أمريكا علي قوائم الإرهاب منذ عام 5002.
وكان قد اختفي إلي أن عاد للظهور مرة أخري، في إيران قبل أن يستقر أخيرا في سورية وتتم تصفيته هناك، وكان متهما دائما بأنه وراء تجنيد العشرات وإرسالهم للجهاد في سورية والعراق عبر باكستان وإيران وتركيا