خاطرة: لا مناص من يوم الخلاص ‏

علي الكاش

فاتحة الدعاء
يارب، أنت مخلصنا يا مقتدر، من هذا الحزن والعهر، جملة نرددها بحزن وقهر، تارة سرا وأخرى ‏جهر، يا اللهي، حكامنا سفلة، عملاء وجهلة، فقدوا الشرف الضئيل، وبرعوا بالخداع والتمثيل، وبلا ‏ثورة عارمة لا يوجد سبيل، نميل الى الحق يا ربٌ، لكن الباطل الينا يميل، أقول والدمع يسيل: هل ‏من شيمة الثوار ان يتزعمهم عميل؟ ‏

دعاء يا ربٌ
يا رب، لا يحجب الدخان طلائع النور. ولا يخفي الظلام ضوء البدور، ولا تخفي الحقيقة خفايا ‏الدهور. قطع الله دابر الفاسدين، وأذاقهم الشر المبين، ليكونوا عبرة للمعتبرين، ودرسا بليغا ‏للناظرين. أللهم قلم اظافرهم، وزدهم عارا على عارهم، عاثوا في الفساد، وسرقوا البلاد، وسبٌوا ‏العباد، الا يُستوجب رفع راية الجهاد؟

إعلموا يا فراعين العصر
سييسر الله لثورتنا الفتح الكبير، وببركته يَسهل الأمر العسير. لنستذكر تأريخنا بفخر ووقار، ‏وماضي اجدادنا في معركة ذي قار، ومذاق طيب ذاك الإنتصار، سبحانك كيف تغيرت الأقدار، ‏وتحولت المآثر الى إنكسار، وصرنا عبيدا، بعد أن كنا سادة وأحرار، واليوم تتلاعب بنا الأهواء ‏بين مجرور وجار. ‏

إعلموا يا طغاة العصر
ملئتم جيوبكم بالغنائم وصاحب المال الحقيقي نائم، الحكام والنواب إرتقوا الغنى بلا سلالم، والشعب ‏لا هو ملوم ولا هو لائم، لكم اشهى الموائد، وتقتصر عليكم الفوائد، وللشعب فتات الولائم، وحتى ‏على الفتات تجد لهم من يزاحم.‏

إعلموا يا دجاجلة
كثرت في بحر الدجل اساطيلكم، وتزاحمت فيه مراكب اباطيلكم، سيلحق اولادكم واحفادكم العار، ‏غير مؤمّل العتق بشفاعة من النّار، وعدتم بالآمال والرفاه وأخلفتم، وحلفتم بالإصلاح ولم توفوا بما ‏حلفتم.‏
سيماكم الدجل، ولا نرتجي منكم أمل.‏

إعلموا يا مستبدين
قلوب العراقيين كسيرة، واحدهم يجهل مصيره، فقد رضوا باللقمة اليسيرة، حتى اللقمة صارت ‏عليهم عسيرة، ارتضوا النوم على الحصيرة، ومصيبتهم مبعثها الجيرة، جار لم تفارقه النار، يدعي ‏الاسلام وهو على الاسلام عار، بسببهم ضاع العدل والحق، وصار العراق عبدا مسترق، وقيمة ‏العراقي عندهم كقيمة حيوان نفق.‏

اعلموا يا عراقيين
ضاع الأمل والرجاء الأسنى، وصرنا عبيدا وأسرى، لبني الروم وكسرى. سددوا الى رؤسنا ‏السهام، فعصى علينا الإفهام ، وصار الخنوع شوق وإلهام، فوي عقل الوطني ألف علامة إستفهام. ‏
تاجروا الدجاجيل في سوق الأئمه، وعاثوا فسادا بالأمه، وصار لكل عراقي همٌه. ‏
إن موج الفساد عالي يا سائل، وما أبعد الغريق عن الساحل. سرقونا أمام أعيننا بعقوقنا، وبصمتنا ‏الرهيب ضيعنا حقوقنا. ‏
للحق ربٌ يُعليه، وللوطن شرفاء تفديه، وللفساد شيطان يحميه، والغلبة للحق يا عاقل، ومهما طال ‏الأمد سيزهق الباطل، ويجر ورائه ذيول الخيبة، وكل ما حواه من فسساد وريبة.‏

علي الكاش