خسرت هيلاري في اللحظة التي كنا نتوقع فيها إعلان النتيجة النهائية بفوز ساحق على الجمهوري دونالد ترامب المرشح الذي لايمتلك الكثير من الحظوظ، وكان طوال حملته الإنتخابية للرئاسة الأمريكية يوزع الهدايا المجانية على مرشحة لم تحسن الإستفادة من تلك الهدايا ورمتها جميعا الى جانب الطريق وإعتمدت على إبتسامة لم يعد الشعب الأمريكي راغبا فيها بعد كم المشاكل والفشل في الإدارة البيضاوية التي بقيت لثماني سنين في عهدة الديمقراطيين الذين أرادوا من الأمريكيين تجاهل كل ماجرى من أزمات وتراجع إقتصادي وتخبط سياسي على المستوى الداخلي، وفي العلاقة مع الدول الكبرى، وعلى مستوى الأحداث في سوريا والعراق وليبيا واليمن، وبعد إنكشاف اللعبة القذرة التي لعبتها الإدارة المنتهية في محاولاتها تأهيل الإسلام السياسي عبر حركة الإخوان المسلمين بدعوى ضرب تنظيم داعش الإرهابي الذي هو نتاج تفاهم أمريكي تركي سعودي قطري..
خذلتنا هيلاري كلنتون نحن مجموعات النساء الطامحات الى تغيير في الواقع السياسي والمجتمعي، ومحاولة تفكيك منظومة الهيمنة الذكورية علينا التي مازلنا ندفع أثمانا باهظة جراءها خاصة وإن الهيمنة الذكورية لاتترك للنساء فرصا كبيرة ومتساوية للمشاركة في صناعة القرار، وظل مركز القرار السياسي بيد الرجل، وإنتقلت السيطرة على بنية المجتمع في أوجهها المختلفة، وهذا سبب تراجعا في قدرة النساء على مقاومة السيطرة المتنامية التي تغلف في الغالب بعبارات وكتابات وقوانين لاتنتج تغييرا حقيقيا في واقع المرأة التي تحتاج أن تكون حاكمة لامحكومة كما هو الحال معها عبر التاريخ.
خسرت هيلاري كلنتون التي كانت فائزة الى ماقبل التصويت بساعات قليلة، فقد كذبت علينا حين إبتسمت كثيرا، وكذبت حين جعلت من بعض الصحف ووسائل الإعلام بوقا غير محايد لصالحها، وحين أغرتنا بإستطلاعات رأي مزيفة كنا نظنها شملت أمريكا بأسرها، بينما كان المواطنون الأمريكيون يتأملون وهم بالفعل الأغلبية الصامتة التي إنتفضت فجأة وغيرت مجرى التاريخ، وجعلت من دونالد ترامب رئيسا لأمريكا لنفقد الحلم، ولنفكر مليا في طموحاتنا السابقة ورغباتنا وأن نسعى لتفكيك بعض العقليات والأفكار ونعيد صياغة الأمل فالأمل قد لايكون معقودا على إمرأة بعينها.