حوارعاشقين عن ماهية الحب

علي الكاش

أتعبنا حديث السياسية، وصار اصغر وأجهل فتى عربي يمكنه أن يحلل الأوضاع السياسية في بلده ‏بعمق ودراية تامة ويستشف منها مصير ومستقبل بلده، وهو مصير ليست له بشائر خير على ‏الإطلاق في الدويلات الخاضعة لولاية الفقيه، بل نذير سوء لا محالة، فأحببنا ان نغير سيمفونية ‏العذاب والشقاء الى سيمفونية الهوى والرجاء، عسى أن نخفف من حرارة الجو السياسي والمناخي ‏اللاهب، ونبرد قلوب البعض بهذا الحوار بين عاشقين:‏

قلت لها: انتِ القمر المنير
قالت: لكنه يكسف أيها أمير. ‏
قلت ليكن! فأنتِ الشمس الجميلة.‏
فقالت: لكنها تخسف، ليوم عسير.‏
قلت: أنتِ إذن الزهرة اليانعة. ‏
فقالت: لكنها تذبل وتموت فبئس المصير. ‏
قلت! فأنتِ اذن القلب الجميل. ‏
فقالت: لكنه يخفق في الخوف فييعتل كسير. ‏
‏….‏
قلت لها: أنتِ العقل الأسنى. ‏
فقالت: لكنه ينسى، وغالبا ما يأسى. ‏
قلت: إذن انتِ الروح الخالدة.‏
قالت: هي سر ولغز مكنون، وشيء لا تراه العيون! ‏
قلت انتِ الجمال الرائع، ونغمة السامع. ‏
قالت: ليس للجمال مقياس، وأمره مختلف عند الناس. ‏
قلت: انتِ المقدس عندي.‏
فقالت: لا تدور بفكرك ولا تلف، فعمائم مقدسة لا تساوي خف. ‏
فقلت: انتِ النجوم المتلألئة المثيرة. ‏
فقالت: لكنها بعيدة وكثيرة، وتنتابني منها الغيرة. ‏
قلت: في قريك الحياة، وفي بعدك الممات.‏
قالت: لكن الحياة قصيرة، ولا يعرف الانسان مصيره.‏
‏….‏
قلت لها: انتِ البحر بعمقه وهدوئه.‏
قالت: لكنه يُزبد وفي العواصف يعربد.‏
قلت: انتِ الأمل والرجاء.‏
قالت: ان لم يتحقق يبدأ الأعباء، ويتحول الى داء.‏
قلت: انتِ الحلم الجميل.‏
قالت: الحلم حلم، أمره عسير على الفهم
قلت: انتِ النسيم العليل.‏
قالت: امره جميل، ولكنه مع إتجاه الريح يميل
‏…‏
قلت لها: انتِ فصل الربيع.‏
قالت: فصل ممتع وبديع، ولكنه متاح للجميع. ‏
قلت: أنتِ الطيور الطائره
قلت: لكن منها المتوطنه، ومنها المهاجره. ‏
قلت: انتِ الخيال الخصيب والفضاء الرحيب.‏
قالت: مجرد خيال تابع، لا متكلم ولا ناظر ولا سامع.‏
قلت: انت النخلة الرشيقة الباسقة.‏
قالت: كلا يا أميري! انا فتاة عاشقة، ‏
أنا روح تطوف في سماء رائقة، انا زهرة زكية عابقة، انا نسمة في الجو عالقة، انا علامتك ‏الفارقة، لائق أنت لجوارحي، وانا لجوارحك لائقة. ‏
انا يا أميري الجمال المصفى، انا غصن من زلال حبك إرتوى، انا النجوم تتلألأ في الثرى، انا ‏بشارة الضحى اذا الليل انجلى، أنا قارب العشق ومرفأ الهوى، انا شمس الظهيرة، وهلال الدجى، ‏انا العين التي بها ترى، انا ظلك المرافق يا فتى، انا قوت القلوب وقطر الندى، انا عز الطلب وغاية ‏المنى، انا الماء والخضراء والهواء واللظى، انا قلب بنار الحب اكتوى، انا النجوم تطرز السما، انا ‏الماء الرائق في الجداول ان جرى. ‏
انا أميري عين تقدح وتأرق، وعقل راجح يتمنطق، وقلب بعشقك يخفق، وحلم جميل يتحقق، انا ‏عطر بأنفاسك يعبق، وجمال يتألق ويعشق، انا غصن ببراعم يورق، وقمر في السما علا واشرق، ‏انا رياض مزهرة ورونق، ونسيم عليل يستنشق.‏
‏ انا يا أميري ظل خفيف لاحق، وعطاء سخي غادق، وجمال دافيء دافق، واعصار هوى ماحق، ‏وزلزال عشق فالق.‏
أنا يا أميري المصباح التي يضيء حياتك، وان حِدت عني، ياويلك من جحيم فيها هلاكك.‏
هل عرفت من اكون أيها الحبيب؟
اترك لسانك صامتا، ودع عينيك تجيب.‏
ملاحظة
اطلع الأستاذ الصديق اللواء الركن فؤاد حسين علي على هذا الحوار وأضاف المقطع التالي ‏اللطيف:‏
قال: متى يكون ليل فيه وصل.‏‎
قالت: لذلك نحن والليل على موعد ،وأنت موعدي مع القدر‎
قال: ما أجمل هذه اللغة‎
قالت: هي لغة القلب وصدى الحب في أعماقنا.‏‎
قال: هو دائما يحيى في أعماقنا.‏‎
قالت: نعم لكنه يصاب بدوار البعد أحيانا‎
قال: أخاف أن يجف قلبي فخذيني إليك أرتوي ياسيدة الغيم.‏‎
قالت: ليتني أستطيع ،فالغيوم دائمة السفر وأنا أخاف أن أسافر بك بعيدا فلا أستطيع أن أعود بك ‏حيث بدأنا.‏‎
قال: أذا فخذيني معك حيث تذهبين ،فالبداية أنت ،وأنت النهاية وأنا معك لن أندم أبدا.‏

علي الكاش