لست خبيرة أكاديمية في شؤون الأسرة لكن خبيرة في واقع الحياة بتربية الأبناء والأسرة لأني بحمد الله أم وأنجبت أطفالا وعندي خمسة بنات إناث وولدين ذكور أصبحوا الآن في مراكز متنوعة في هذه الحياة ،البنات بشكل خاص الذين يحتجن كل الحب والحنان والعواطف الجياشة التي تدخر لهم في جميع الظروف والأحوال والتحديات التي يحتاجونها في حياتهن ،ويعتبر التدليل الزائد للبنت مفسدة لمستقبلها أحيانا ، و لأن مسؤولية التربية تقع في معظمها على عاتق الأم أكثر من الأب ، فتسعى الأم دائما لتربية الأبناء خاصة الإناث منهم على المحبة والحنان والإيمان بمعنى أن ملاذ الفتاة الأول والأخير هو البيت والأسرة فهو ملجأها ودرعها الواقي من عثرات الزمن .
كانوا يقولون دائما أن الفتاة أما صغيرة نتيجة إحساسها بأمها وبحب أخوتها، وقد تجدها منذ الصغر تهتم بدميتها كأنتها أبنتها وتقلد أمها في طريقة تربيتها وتعاملها
وأحيانا يلعب التدليل المبالغ فيه وإن كان مدفوعاً بالحب والعواطف الطيبة من قبل الأم إلا أنه كثيراً ما ينقلب على مستقبلها وحياتها ، فيكون التدليل الزائد للفتاة أحيانا مؤثرا على شخصيتها وبناء مستقبلها وقد تكون مزعجة لمن حولها خاصة للأسرة.
يحذر رجال التربية الأسرة من العاطفة الفياضة التي تجعل الطفل أو الطفلة يشكل حاجزاً بينه وبين الارتباط بأقرانه لا سيما و إنه يشعر بتشبع شديد من عاطفة الأسرة فلا يميل إلى الآخرين وذلك ينمي داخله الوحدة والانطواء أحيانا وتصطدم الفتاة بالواقع حين تغادر أسرتها فتتزوج وترتبط بزوج لا يملك العواطف التي كانت تحصل عليها في البيت خاصة من الأم فتلجأ لأمها تشكو وتتذمر وتطالب بأمور فوق العادة منها لتعديل وضعها في بيت الزوجية ، وتحدث المشكلة بينها وبين زوجها حين تلاحق الأم أبنتها إلى بيت الزوجية، وتتدخل بسلوك الزوج مع أبنتها ، وهذا يؤدي في معظم الأحيان إلى الطلاق من زوجها بسبب الأم من حيث لا تدري ؟
تعتبر مرحلة الطفولة المرحلة الأساسية و الحاسمة من حياة الإنسان وتكوين شخصيته ؛ لأنها الفترة التي يتم فيها وضع البذور الأولى للشخصية، والتي تتبلور ملامحها في مستقبل حياة الطفل وهي الفترة التي يكوّن فيها الطفل فكرة واضحة وسليمة عن نفسه، ومفهوما محددا لذاته الجسمية والنفسية والاجتماعية مما يمكنه من التكيّف السليم مع نفسه خاصة إذا تعرض الطفل أو الطفلة الابنة إلى حادث عارض في مرحلة الطفولة وأغدق عليها وابل من الحب والحنان والعواطف الزائدة فبلا شك سيؤدي إلى تلبية رغباتها ويؤدي بها إلى الإلحاح في الحصول على ما تريد من والديها خاصة الأم التي تدفع الضريبة الكبرى لإنها حريصة على أن تصنع منها سيدة وأم تنجب أجيالا متجددة بطريق سليمة
وهنا تواجه الأم مشاكل عدة كي تحقق التوازن لكن بعد فوات الأوان فقد تعودت الابنة على التمرد والحصول على ما تريد فيأت سؤال ليطرح نفسه ماذا لو كانت جرعة الدلال زائدة، هل ستؤدي إلى تأسيس الابنة على أن لا تتحمل المسؤولية وتقف الأم في مفترق طرق تعاني من الدلال الزائد والميوعة التي تكون جسرا لتحصل الفتاة على ما تريد من أمها التي تحتاج لأن تطالب بأن يفتح باب الحوار مع المختصين وذوي الخبرات في هذا المجال تبحث عن حلول لتسوية سلوك أبنتها المفرطة في دلالها لا سيما وأن البنت المدللة تتسم بالعناد وتحتاج لتلبية الرغبات فماذا ينتظرها بمنزل الزوجية مستقبلا إن لم يتم إعدادها جيدا من المنزل ومن الأم المعلمة الأولى لأجيال المستقبل.