حمامة الشهيد التي فضحت”الطرف الثالث ” قبل تشريق الولاء وتعريق الدم !

احمد الحاج
يقولون أن في العراق مذهبين ” سنة ، شيعة ” ويقولون أن هناك توجهين فكريين بالعموم ” ليبرالي ، راديكالي ” ويؤكدون أن هناك في العراق ثلاث قوميات رئيسة ” عرب ، كرد ، تركمان ” بينهم علمانيون ، ومنهم دينيون كل واحد منهم يريد أن يحقق مطالبه ويثبت وجوده ، الا أن من يتابع الواقع العراقي عن كثب يكتشف وجود مسخ مسلح مزدوج الجنس والجنسية بكل ما تعني الكلمة من معنى ” مذهبي قومي ، يميني يساري ، ديني علماني ” يغير ثيابه بحسب ما تقتضيه مصلحته هو المسيطر على المشهد السياسي برمته ممثلا للدولة العميقة ولا قيمة لكل شخوص العملية السياسية وكتلها من دونه بتاتا ، مسخ ولاؤه لغير العراق كليا وأهدافه لا تمت لبناء الوطن وتعزيز المواطنة بصلة ،مسخ نجح حتى الآن بتشريق الولاء وتغريبه وتعريق الدم أشتهر في وسائل الإعلام بـ”الطرف الثالث “هذا الطرف الذي يختطف النشطاء ويغتال الصحفيين ويروع الآمنين ويهاجم الساحات والميادين ساعة بالخناجر على طريقة ” الحشاشين ” الاسماعيلية وهي أول حركة إرهابية في التأريخ ،كما حدث في التحرير مؤخرا ما أسفر عن إصابة العشرات إضافة الى مقتل المصور احمد المهنا ، بإحدى تلك الطعنات الغادرة في ساحة الخلاني،وساعة بالرصاص الحي كما حدث في السنك وتسبب بمقتل وإصابة العشرات بدم بارد كل ذلك بعد أن جرب هذا المسخ الثالث سلاح القناص وقنابل الغاز المسيل للدموع التي تستهدف الرؤوس والصدور العارية منذ بداية الثورة العراقية من أعلى أسطح البنايات والحواجز وعلى ما يبدو أن هذا “المسخ ” قد أصيب بحالة من السُعار والذعر الشديد بعد تطورالتظاهرات السلمية واتساع رقعتها وإرتفاع سقف مطالبها وعودة العراقيين الى تكاتفهم وتلاحمهم بالتزامن مع زيادة وتيرة المشاعر الوطنية بما يجهض كل مخططاته هناك وهو الذي لا يعتاش الا على الفرقة وتشرذم الطوائف وتناحرها فيما بينها لإضعافها كي يتسنى له سرقة البلاد وتفتيتها وإضعافها بالتتابع ،فبدأ يضرب يمينا وشمالا حيث تم إختطاف وإغتيال الطالبة في الجامعة العراقية زهراء علي سلمان ، بعد تعذيبها بالكهرباء وتعرضها للطعن بالسكاكين في اجزاء مختلفة من جسدها خلال ساعات بسبب دعمها للتظاهرات وتقديمها مع والدها الدعم اللوجستي للمتظاهرين السلميين في ساحة التحرير ، سبقها إختطاف المسعفة صبا المهداوي، في منطقة البياع بعد خروجها من ساحة التحرير قبل إطلاق سراحها وتقديمها تعهدا بعدم المشاركة في الاسعافات ثانية ،كذلك اختطاف الناشطة المدنية ماري محمد،لمدة 11 يوماً، ومن ثم إطلاق سراحها مقابل عدم مشاركتها في التظاهرات مجددا،أعقبها إختطاف المصور زيد الخفاجي، من منزله بعد عودته من ساحة التحريروالحبل على الجرار .
في خضم ذلك كله لفت إنتباهي الصورة المشرقة التي تقف على النقيض مما يقوم به الطرف أو المسخ الثالث مزدوج الولاء والجنسية التقطتها عدسة المصور الاعظمي لحمامة عراقية جميلة وهي تقف على كتف نصب الشهيد بإذن الله الشاب” عثمان العبيدي ” السني الذي جسد اللحمة الوطنية بأبهى صورها والذي كان قد ضحى بحياته ذات يوم لإنقاذ ستة غرقى كلهم من الشيعة في نهر دجلة كانوا قد سقطوا من أعلى جسر الائمة بسبب التدافع قبل أن يغرق أخيرا مع المرأة التي كان يروم إنقاذها في المحاولة السابعة، ولعل الحمامة غير الطائفية كانت تتأمل ووجهها تجاه القبلة بالضبط بواقع العرب عموما والعراق على وجه الخصوص وأخالها تسأل نفسها وتتساءل “ما بال هؤلاء القوم يعانون من الفقر المدقع وعندهم من النفط ما يكفي لبناء دول بأسرها من الصفر..ما بالهم يصدرون 3 ملايين و( 447) الف برميل يوميا ، بواردات شهرية تبلغ اكثر من (6) مليارات و( 107) مليونا و (315 ) الف دولار فيما يقبع اكثر من 10 ملايين عراقي منهم تحت خط الفقر ؟!

ما بالهم بلا ماء صالح للشرب ولا كهرباء وطنية ثابتة ولا خدمات – مثل الأوادم – ولا وظائف ولا عدالة إجتماعية ولا طرق ولا جسور ولا أمن ولا أمان ؟
ما بال المئات من مدارسهم طينية ، ومئات مثلها كرفانية تصدقت بها المنظمات الانسانية ، والاف سواها مكتظة بدوام ثلاثي ورباعي ..صبحي وظهري مقاعدها معروفة بين العراقيين بـ” أم المسامير” ، سبوراتها عبارة عن نفايات خشبية مصبوغة بالطباشير ، مرافقها الصحية لا تصلح حظيرة للخنازير ، ممراتها وساحاتها وصفوفها مرتع للنكاف والحصبة والجدري المائي ، للجرذان والصراصير ، منتجعات لأنفلونزا الحمائم والصقور ، أما عن خزانات مياهها – التانكيات – فمقبرة لأنواع الطيور والعصافير !
ما بالهم علموا البشرية القراءة والكتابة وبينهم اليوم 7 ملايين أمي ، ما بالهم سنوا للخليقة من القوانين ما سنوا لعل مسلة حمورابي أبرزها ، ليس بوسعهم اليوم صياغة دستور خال من الالغام ، قانون مفوضية وانتخابات عادل بعيد كل البعد عن الأفلام ، قانون نفط وغاز ،قانون أحزاب ، قانون من اين لك هذا ؟ قوانين انسانية وحقيقية تحقق للشعب العراقي الحد الادنى من الاحلام ، تنقذه من الإعدام ، تخلصه من الأصنام ، تعيد إعلاء شأنه ، رفع إسمه وعلمه وجواز سفره بين الدول والأعلام ؟!

ما بال بلاد الطب و- المستشفيات – أيام زمان بشهادة المستشرقين ليس فيها ما يستطب به اليوم كسائر بلاد المعمورة ، أدوية تالفة ، أجهزة طبية عاطلة ، مختبرات ومعدات صحية غير صالحة ، مياه مالحة ، يورانيوم منضب ، فسفور أبيض ، بقايا نفايات نووية وكيماوية والغام مطمورة ؟!
ايها الطرف الثالث ياسارق البشر، ياعابد النار والحجر ، يا آفة الزروع والشجر ، ياراعي الفكر الضال والبقر لاشك ان قيامتك باتت قريبة بإذن الله تعالى فما ثار شعب بوجه الممسوخين يوما وإندحر ، كل ما إستوردته طيلة 16 عاما كان تالفا وغير صالح للاستخدام البشري بما فيها الأدوية والأغذية ،بأستثناء قنابل الغازات المسيلة للدموع فقد كانت فاعلة جدا و10 اضعاف وزنها المعتاد ، وحقا ما قاله احدهم (( ضميركم ميت ..الا أن رصاصكم حي )) !
شكرا للمصور والشكر موصول للحمامة الجميلة ولعثمان الشهيد البطل صاحب الغيرة والصورة في بلاد باتت كلمة الحق فيها محظورة ، الصحافة الحرة مغدورة ،الكرامة الانسانية مهدورة وتظلي دايما فوق وعلى عناد ” الطرف والمسخ الثالث ” يا بغداد العز منصورة ! اودعناكم اغاتي
Inline image