شيء غريب يحدث في هذا العالم… نعم هناك مصائب ومصاعب في كل دول العالم آخرها ماحصل في باريس مدينة النور والذي هزّ العالم لان الاعلام لازال هناك يرصد كل شاردة وواردة ويلاحق إنطفاء جمال كاترين دينوف وغروب أو ذوبان براقيّة برجيت باردو… وماحصل في باريس قامت له الدنيا كلها مع إن ساحة عراقية واحدة شهدت مجزرة في وطني الذبيح العراق إسمها سبايكر لم تنل من صولة الإعلام المريض والصامت والمتردد واللاخجول….أي ما تستحقه الجريمة الشنعاء لتكون عارا وشنارا في جبين الانسانية جمعاء… وفي العراق هناك قتل مبرمج غريب الفحوى والمحتوى الغرابة فيه أنه يحددّ كل عام! وفي نفس التوقيت ومنذ 1400 سنة!!! ياللهول!!! هناك عند الشيعة في العراق الامام الحسين ع مقتول ذبحا ضد مسار الانسانية كلها منذ مايقارب 1400 سنة هو وعياله واخوانه واصحابه في معركة شهيرة في بطون التاريخ خلودها غريب!! لان كل المعارك في المدار الانساني للتاريخ والذكريات تنساها العيون والوجوه والذاكرات إلا هذه المعركة!!! كل سنة يهبّ الملايين لتخليدها… وإحياء ذكراها والنهل من مآثرها وماقدمته للانسانية على طبق من ذ هب…والغريب أن الملايين التي جيلا بعد جيل ، تزداد تعلّقا بهذه المعركة خاصة في العراق ولكن الاروع!! والانقى والانصع والابرق والاشهق هو إمتداد النور الحسيني بهذه المعركة الى كل دول العالم صغيرة أو كبيرة ليس بالمساحات الجفرافية أو بطوبغرافية مناطقية.. بل كل من عرف الحسين ع يُنير زاويته!! ويخلّد ذكراه بكيفية تلقائية هو يختار مكانها لان زمانها محدد ومعلوم…. فتجد في اريزونا وميونيخ وبروكسل وبرن وكلكتا وكابول ومليون مدينة غيرها… هناك تخليد لمباديء الثور الحسينية يمنع خمودها كما خمدت من الذاكرة معارك واترلو والعلمين وووووو… الاغرب؟ الاعجب؟؟؟ ان الموت منذ 1400 سنة يلازم من يقوم بإحياء هذه الشعائر الانسانية الساطعة! لم يتوقف بأشكال تعجز الانامل عن التوصيف وكل الاعلام صامت على النكبة المصاحبة للاحتفال التراجيدي بمقتل الحسين جيلا على جيل! بينما تقوم الدنيا ولاتقعد للحفاظ على البيئة أو الفقمة او الباندا من الانقراض او ظاهرة الاحتباس الحراري او تشقق طبقة الاوزون بينما في كل البلدان التي تحتفي بذكرى مقتل الحسين الشهيد تتشقق ملايين طبقات الاوزن ويقتلون البروتون والفوتون والنيوترون ولا؟؟؟ يأبه آحدا!!!! ففي مصر قتلوهم وفي افغانستان وفي الباكستان ووووو وطبعا قمة افرست القتل هي في العراق موطن جسد الحسين… ولكن هذه السنوات دخلت أفريقيا على خط القتل المنسي!!!!
شخصيا … أعرف نايجيريا دولة أفريقية ولكن لاابحث عن دياناتها وعن النسيج الاجتماعي فيها… اعرفها من جيل ذهبي لكرة القدم قدّم للعالم لاعبون افذاذا… ولكني لم اعلم ان براّقية النهضة الحسينية الخالدة وصلت هناك!!! لم أعلم قطعا ويقينا أن هناك مواكبا تنهض بذكرى سيد الشهداء الحسين بن علي لمليون سبب وسبب.. للاعلام دور في العتمة!!! واليوم أسمع أن هناك بلدة في شمال نايجيريا إسمها.. كانو… وفي قرية صامتة الذكر,,,, خالدة الفحوى والمحتوى إسمها داكاسوي…أنطلق موكب حسيني…للمسلمين الشيعة من نايجيريا من هذه القرية المجهولة…الى ولاية كادونا المجاورة ليدخل عليهم إنتحاري ويفجّر جسده النتن ويقتل 21 شخصا متيّما بحب الحسين الحضاري وثورته الناهضة بمفاهيمها الخلودية السطوع….الغريب إن أحد منظمي الاحتفالية الذين يبعدون آلاف الكيلومترات عن كربلاء … كعبة المجد الحسيني
والقريبون حد الشغاف من حب الناس لعشاق الثورة الحسينية قال((لن يوقفنا عن ممارسة شعائرنا الدينية. وحتى لو قتلنا جميعا في تفجير، فإن آخر شخص يبقى سيؤدي هذا الواجب))
وهكذا كتبت الاقدار منذ الاف السنين القتل والموت على من يسير في خطى الخط الحسيني الطاهر النقاء… في كل مكان في هذا الكون الذي يلتقط معركة قتل الدببة والفراء ويخصص مليون دقيقة لها ويتغافل؟؟ عن جرائم بهذا الحجم بغرابة أجدها مدروسة في خضم إعلامي عالمي متخبط الخطى.
ستبقى القيم الحسينية منارا واقعيا لمتبعيّها في كل ارض… اليوم صارت أرض في نايجيريا هي بقعة من ارض العراق ولكن؟ اين الاعلام الحقيقي والرسالة الهادفة التي تعطي للانسانية حقوقها في معرفة الجميع بهذه الجرائم؟ هنا تسكب…..العبرات.