“عراقبلا عراقة”!!!
جواد أبو رغيف
“هونك كونك” المدينة التي تتمتع باستقلاليةعالية ونظاماً سياسياً مختلفاً عن ذاك في البر الصيني،وفق مبدأ بلد واحد ـ نظامانمختلفان.الذي يمنح المدينة حكمها الذاتي.
للمدية استقلال قضائي يتبع هيكله القانونالعام،كما ان لديها قانوناً أساسيا مستقلاً.ينص دستورها  على أنها ستحوز استقلاليتها في كل جوانب الدولة،بأستثناء العلاقات الدبلوماسية الدولية البنية العسكرية. لدى المدينة نظام سياسيتعددي، وتتولى اختيار رئيس حكومتها لجنة انتخابية من (400 ـ 1200 ) عضو،وسيظل هذاالنظام قائم طوال السنوات العشرين الأولى من الحكم الصيني .
هذا النظام  وضع عقب نقل ملكيتها من بريطانيا إلى الصين،بعدنهاية الحرب العالمية الثانية،ومفاوضات دامت أربع سنوات تم التوقيع على الاتفاقيةسنة “1949 ” ،حيث تم الاتفاق بين الطرفين على تسليم بريطانيا مدينة هونككونك الى الصين بعد خمسين سنة،وتم تسليمها إلى الصين باحتفال رسمي عام “1999”.
احد الصحفيين سأل القائم بالإعمال  البريطاني بمدينة هونك كونك في ستينيات القرنالمنصرم : (ماذا لو هاجمتكم الصين لاستعادة المدينة،هل ستصمدون ؟. فأجاب لا حاجةلذلك مجرد ان تطلب الصين منا الرحيل،فسوف نرحل،لكنها لم تفعل ذلك!!!).
فعلا لم تهاجم الصين البريطانيين طيلة خمسين سنة(زمن الاتفاقية)،حتى تسلمتها عام “1999 ” وجلاء البريطانيين منها.
السوال ما الذي جعل القائم بالإعمال البريطانيمطمئن بعدم الهجوم الصيني؟.لأنه يدرك ان الاتفاقات الدولية تتم بإطار “الشرعةالدولية”،وتحت خيمة “الأمم المتحدة”،والصين تعي تماماً ماذا يعنيخرق تلك البنود،وان هناك نظاماً عالمياً يقود العالم،بغض النظر عن عدالته منعدمها،القوي فيه من يستطيع أن يقنع الآخرين بعدالة قضيته،وقدرنا أننا جزء من تلكالمنظومة العالمية.
ردود الأفعال التي انتشرت على مواقع التواصلالاجتماعي حول لقاء الرئيس العراقي “برهم صالح” مع الرئيس الأمريكي،علىخلفية مؤتمر “دافوس”،تشير إلى أننا سنضع أيدينا في  الجحر الذي لدغنا منه مرة أخرى.
البعض يعتقد أن خطوة البرلمان العراقي،وطلبالحكومة الشجاع،بالتصويت على خروج القوات الأجنبية من العراق هو نهاية الأمر،علىالعكس فهو بداية الطريق إلى الألف ميل،وتحتاج منا شعباً وقيادة الى التمتع بـ” النفس الطويل”.
هناك حقيقة يجب أن يدركها الوسط الشيعي مواطنينوساسة، أن قرار أخراج المحتل سيسجله التأريخ، بأسم الشيعة حصراً.
ما يعني أن مكونات مهمة تمثل الجسد العراقي، لها وجهةنظر أخرى،يجب الاستماع لها،وبذل الجهد في بناء الثقة،التي هدمتها السياساتالسابقة، بفعل الإدارة المركزية، وتهميش وإقصاء الآخرين،فلم يعد مهم لدى الوسطالشيعي “أن يكسب الوطنية ويخسر الوطن”.
لذا فأن على “القوى المجتمعية” أن تعي مسؤوليتهاالتاريخية وترتقي الى مستوى الأحداث الكبيرة والمفصلية في حفظ حقوق مكون أساس لعبدور كبير في تاريخ العراق الحديث، لكنه لا يجيد حصد النتائج!،وطالما عاد من المولدبلا حمص!.
على الجانب الآخر القوى السياسية الشيعية بشتىتوجهاتها،عليها تحمل مسؤوليتها،والتخلي عن صراعاتها الجانبية،وإيجاد أرضية لقاءللجميع لحفظ الوطن،مستثمرين موقفكم الأخير في التصويت على أخراج القوات الأجنبيةمن العراق،الذي قوبل برضا كبير من أطراف شعبية كردية وعربية سنية ومكونات أخرى،رافضةلبقاء القوات الأجنبية،ومستهجنة لمواقف القوى السياسية التي تمثلها في البرلمان.
عدم تراكمية التجارب واختمار القيادات،أورثناعراق بلا عراقة!!!.
aburkeif@yahoo.com