فى الذكرى الثالثة لتنازل الامير الوالد حمد بن خليفه عن العرش لابنه الامير تميم نرى مشاهد تطرح العديد من التساؤلات و علامات الاستفهام، فبأي صفة رسمية تتحرك الشيخة موزة بنت ناصر المسند فى زيارتها الخارجية و تقابل رئيس الحكومة الايطالية ماتيو رينزي و تعقد معه اتفاقات بين البلدين قبل زيارتها لبابا الفاتيكان ؟ و لماذا تلك الزيارة فى هذا التوقيت بذلك الحضور اللافت للاميرة التى ترى فى نفسها سيدة العرب الاولى و نموذج مختلف عن باقى القطريين جمعاء ؟ و لماذا روما تحديدا و هل توجد مرحلة اخرى بعد روما ؟
عفوا لا اتصور ان منصب الشيخة موزة كرئيس مجلس إدارة مؤسسة “التعليم فوق الجميع” التى لا يسمع عنها أحد بما فيها القطريين أنفسهم هو من جعلها تقابل رؤساء حكومات اوربا و بابا الفاتيكان .
عفوا لست مقتنع بأن هدف زيارة الشيخة موزة لروما كما قيل هو قلقها على اللاجئين العرب، اللاجئن العرب الذين يلقون حتفهم فى البحر المتوسط بفضل الثورات الملونة التى كان قناة الجزيرة القطرية صاحبة الحقوق الحصرية فى نقل و تصوير تلك الثورات المزعومة من بلد لاخر، و الراعى الرسمى و الاعلامي لكافة الفصائل الارهابية بالمنطقة، و صاحبة البث الحصري و المباشر لكافة معارك تلك المليشيات الارهابية .
اما فيما يخص التساؤلات التى طرحتها تحركات زوجة الحاكم السابق و والدة الحاكم الحالي فعلينا أن نتسأل اذا كان الحاكم السابق حمد بن خليفة اكتفى بلقب الامير الوالد و المكوث فى لندن و قضاء العطلات بأوربا الشرقية ؟ فهل نفس الامر ينطبق على الوزير المفوض حمد بن جاسم ؟ أم ان هناك رحلة جديدة لحمد بن جاسم قد تكون نحو منصب الامين العام للامم المتحدة بعد مغادرة بان كيمون لمنصبه بسبتمبر القادم ؟
فبعد أن غاب رجل قطر الاول فعليا حمد بن جاسم عن الاضواء تماما بدأ يعود للصورة مجددا بداية من نوفمبر الماضي عبر محاضرته بالمعهد الملكي للدرسات الاستراتيجية تشاتام هاوس و الذى امتدح فيها التدخل الروسي بسوريا، مرورا بحديث كاشف للحقائق لصحيفة الفايننشال تايمز منذ شهر و نصف تقريبا، و الذى اكد فيه دعم قطر لاحد الفصائل المسلحة بليبيا و شرح فيه كيف اخذت السعودية منها المقعد الامامي فى ادارة ملف الفصائل المسلحة بسوريا قبل ان يمتدح تعامل اوباما مع الملف السوري، وصولا لتصريحاته الاخيرة لوكالة رويترز للانباء بصفته واحد من اكبر المستثمرين في لندن و التى طالب فيها البريطانيون بالتصويت للبقاء في الاتحاد الاوروبي في الاستفتاء الذي سيجري في 23 يونيو الحالي .
حقيقة الامر الدوحة تشهد الان موسم تغيير جلدها الخارجي، اما ما بداخلها من سموم فتاكة لا أعتقد أنه قد يتغير أبدا، و لعل الشهور القادمة تتضح لنا فيها لون جلد الدوحة الجديد فى ظل تأنقها بالعاصمة الايطالية روما .