ثمانية شباط كانت الجريمة الكبرى بحق الشعب العراقي وجمهوريته الاولى تذكرنا بسقوط بغداد عام 1258 بيد قوات المغول الغازية التي استباحت بغداد سفكا للدماء وتحليلا للحرمات وحرقا للافكار والكتب والمخطوطات , الفرق بين الاثنين ان القوات المغولية كانت هي الاجنبية الغازية وثمانية شباط كانت بامر من الاحتكارات النفطية العالمية والمنفذ كان حزب البعث العربي الاشتراكي كما قال احد زعمائه المقبور علي صالح السعدي لقد وصلنا الى السلطة بقطار امريكي, لقد كانت جمهورية الرابع عشر من تموز شوكة في عين الامبريالية العالمية وخاصة الاحتكارات النفطية وحكام الدول العربية الرجعيين وحكام دول الجوار الذين خافوا من انتشار شرارة الثورة العارمة التي هزت عروشهم , لقد نست قيادة البعثيين جنسيتها وقوميتها وتصرفت كما يتصرف احقر واقذر مجرم في العالم في عمليات القتل وسفك دماء الابرياء الطاهرين وتحولت الساحات المخصصة للرياضة والنوادي الرياضية والمدارس والكليات وقصر النهاية بالاضافة الى مقرات الشرطة الى مقرات تحقيق وقتل لغرض انتزاع الاعترافات بقوة السلاح والاغتصاب وتم في البداية قتل قادة الثورة في مقر الاذاعة خلال عشرين دقيقة وتم نشر صور اجرامهم وساديتهم بالتلفزيون لغرض انهاء المقاومة الشعبية في باب الشيخ والكاظمية ومناطق اخرى ,وقد رفع الجبناء صور الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم والمناضل فاضل عباس المهداوي رئيس محكمة الشعب في واجهة الدبابات وبعد اختراقهم حشود الجماهير التي خرجت للدفاع عن الجمهورية فتحوا عليها النار . لقد استباح الخونة الانقلابيون الاعراض والاموال والاعراف والعادات والتقاليد العراقية وظهروا على حقيقتهم وهناك عددا من بقايا الحرس الوطني لا زالوا مختبئين باسم الدين بعد ان نزعوا اللباس الزيتوني واطلقوا لحاهم وقد احتلوا مناصب ادارية مثلهم مثل الحرباء تتلون كيفما كانت الحاجة بلا مباديئ وبلا اخلاق دينهم دنانيرهم وسوف تكشف عوراتهم قريبا بعملية التغيير التي لا زالت في بداياتها وسوف تحقق أمال ألشعب ألعراقي ولا تحتاج الا لتغيير سرعتها الانجازية بتعاون الجميع لترك عملية المحاصصة وكسر اعمدة وقوائم النظام السابق وكسر العصي التي يستعملها لايقاف الزخم الايجابي لاصلاح الفساد المالي والاداري من اجل تحقيق مجتمع المواطنة قبل الطائفية والقومية .لا للمحاصصة الطائفية ونعم لبناء دولة مدنية ديمقراطية لتسود المحبة وألأخاء بين كل مكونات الشعب العراقي بفسيفسائه الرائع .