خالد حسين سلطان
تحت عنوان (( أثوره كانت ام انقلابا عسكريا ؟ )) الوارد في صفحة 57 وما يليها من كتاب جاسم الحلواىي المعنون ( موضوعات سياسية وفكرية معاصرة )، يلاحظ القارئ الكريم ان النص ادناه هو كامل ما ورد في الصفحة 57 الى نهاية المقطع الأول في صفحة 58 – ولم نغير أي شيء سوى وضع علامات ( أ . ب . ج . د . هـ . و ) الى المقاطع في سياق الفصل لتسهيل العودة لها :-
أ – ( ان الخلاف حول تسمية ما حصل في يوم 14 تموز 1958 في العراق ليس امرا شكليا، بل هو نابع من الخلاف حول طبيعة الحدث ) .
ب – ( فهذا الحدث اجرى تغييرا جذريا في النظام وعلى مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك تغير طبيعة علاقات الطبقات الاجتماعية. فقد قرر هذا الحدث مصائر بعض الطبقات ومستقبلها، بحيث صار بعضها جزءا من تراث الماضي ) .
ج – ( وكان ذلك لصالح نمو وتطور طبقات وفئات أخرى. ولهذا أنصاره وخصومه ) .
أ – مكرر – ان عدم اطلاق صفة الثورة على ما حصل يوم 14 تموز 1958، من شأنه ان ينتزع عنها مشروعيتها التاريخية، وهذا ما يسعى اليه خصومها وفلولهم، ولكن والحق يقال ليس الخصوم وحدهم من يعترض على تسميتها ثورة، بل ان هنالك وسطا غيرهم ومن ابناءها الذين ساندوها وضحوا من اجل تحقيق أهدافها، يشاركهم هذا الرأي .
د – والسبب في ذلك يعود الى شكل الحدث الذي اخذ شكل انقلاب عسكري، وتحول الى ثورة شعبية في لحظة تاريخية واحدة، ومنذ اليوم الأول لوقوع الحدث، اثار ولا يزال يثير جدلا حول طبيعته، ومما زاد من هذا الجدل وعمقه هي مسيرة الثورة المتذبذبة ونهايتها .
هـ – فهناك من لا يكتفي بتحميلها مسؤولية الحكم العسكري الفردي الذي انتهى بانقلاب شباط الفاشي في عام 1963 فحسب، بل ويحملها ظلما كل ما اعقبها من انقلابات وأنظمة دكتاتورية، وما رافقها ونتج عنها من عنف وحروب وكوارث مختلفة حتى يومنا هذا .
و – ان الخلاف الرئيسي حول تسمية الحدث، او بعبارة ادق تحديد طبيعته ينحصر في مفهومين هما (( الثورة )) و (( الانقلاب العسكري )) وهذا الخلاف ليس شكليا، وكما اسلفنا، وانما جوهريا، فالثورات عبر مراحل التاريخ البشري لعبت دورا في تغيير مجرى التاريخ وتقدمه وهي تكتسب مشروعيتها من ضروريتها التاريخية، خلافا للانقلاب العسكري الذي لا مشروعية له، فما هي الثورة وما هو الانقلاب العسكري ؟؟
هذا هو نص ما ورد في صفحة 57 بالكامل والجزء الأول من صفحة 58 ، ثم ناتي على بقية المقال – كل ما يرد بين قوسين لاحقا هو من الآراء الواردة في المقال أعلاه .
لقد ورد في – أ – أعلاه (ما حصل في يوم 14 تموز 1958 في العراق ليس امرا شكليا ) ثم في – أ – مكرر – ( ان عدم اطلاق صفة الثورة على ما حصل يوم 14 تموز 1958، من شأنه ان ينتزع عنها مشروعيتها التاريخية )
– يلاحظ ان الحلوائي استخدم في الحالة الثانية مذهب الجبر، حتى يفرض ما حدث في يوم 14 تموز 1958 (( ثورة ))، واستخدم أيضا القسر مثل ( ان عدم اطلاق صفة الثورة ) وهذا يمتد الى كل من لم يطلق عليها صفة الثورة – وصنفهم في خانة ( الخصوم وفلولهم ) الجبري من يتبع مذهب الجبر وليس الجدل، والجدل هو تحليل الحقائق التاريخية الملموسة – فهل تخلى الحلوائي عن الجدلية – الماركسية واصبح جبريا ؟
نعود الى الفقرة – أ – مكرر – ( من شأنه ان ينتزع عنها مشروعيتها التاريخية )، الحلوائي لم يوضح لنا ( المشروعية التاريخية ) او يشرحها بالتفصيل، وما هي ماهيتها ؟ وعمقها التاريخي ؟ هل هي تتطابق مع التاريخ او تتنافر معه ” مع التاريخ ” ؟ ما هو وجه التطابق او النفور ؟ مثلا (( التطابق والنفور )) بين 14 تموز 1958 ( الحدث ، الثورة ) وبين الثورة الامريكية او الثورة الفرنسية 1789 او ثورة أكتوبر 1917 الروسية التي اقامت الاتحاد السوفيتي السابق وروسيا الحالية، او الثورة الصينية 1949 التي اقامت جمهورية الصين الحالية، وان كان هناك اختلاف بينها وبين هذه الثورات فما هو وجه الخلاف ؟ وهل تحقق للعراق يوم 14 تموز 1958 ما حققته الثورات المذكورة لبلدانها ؟
خلاصة القول ان الحلوائي يلخص لنا ( المشروعية التاريخية ) بتفسيره الوراد في – و – من موضوعاته وكالاتي :- ( فالثورات عبر مراحل التاريخ البشري لعبت دورا في تغيير مجرى التاريخ وتقدمه، وهي تكتسب مشروعيتها من ضروريتها التاريخية ) .
فهل لاحد من القراء ان يقتنع بهذا التفسير ؟ الم يفسر الحلوائي بعد اللف والدوران – التاريخ بعد الجهد بالتاريخ – على نمط وفسر الماء بعد الجهد بالماء – .
نعود الى – أ – مكرر – (من شأنه ان ينتزع عنها مشروعيتها التاريخية، وهذا ما يسعى اليه خصومها وفلولهم )، لنرجع الى – ب – ( فقد قرر هذا الحدث مصائر بعض الطبقات ومستقبلها، بحيث صار بعضها جزءا من تراث الماضي ) ثم في – ج – ( وكان ذلك لصالح نمو وتطور طبقات وفئات أخرى )
ننبه القارى الكريم ان الحلوائي كتب هذا الموضوع عام 2014 واحداث 14 تموز في 1958 بمضي المدة الزمنية 56 عاما فمن أي مقبرة جاء الحلوائي ( بالخصوم وفلولهم ) بعد ان جعلهم ( بحيث صار بعضها جزءا من تراث الماضي ) ثم جاءت طبقات وفئات جديدة كما جاء في – ج – أعلاه ، اليس هذا منطق متناقض في كلام الحلوائي ليحيي الأموات ويخرجهم من مقابرهم ليجعل منهم ( خصوم وفلولهم )
لنعود الى – أ – مكرر – ونرى (ولكن والحق يقال ليس الخصوم وحدهم من يعترض على تسميتها ثورة ، بل ان هنالك وسطا غيرهم ومن ابناءها الذين ساندوها وضحوا من اجل تحقيق أهدافها ، يشاركهم هذا الرأي )
– ليلاحظ القارئ الكريم ان الحلوائي حشر ( الخصوم مع الأبناء ) في سلة واحدة – وهم يشاركونهم هذا الراي .
فقط للتذكير، من رفع شعار ( كفاح – تضامن – كفاح )؟ أليست قيادة الحزب الشيوعي العراقي آنذاك – أي من ابناءها وانت احد كوادر هذا الحزب ومسؤول لواء – محافظة حاليا –
في أي سلة تضع الحزب الشيوعي الذي رفع هذا الشعار ؟
سيقول الحلوائي ضد الدكتاتورية العسكرية، في وقت لاحق او يسكت ولا يجيب .
ولكن انت يا حلوائي لم تذكر – الدكتاتورية العسكرية في كل مقالك كصفة للنظام الذي حل بعد 14 تموز 1958 .
لكن الحزب الشيوعي العراقي شخصها كالاتي :-
كل ما يرد ادناه قامت بنقله السيدة ثمينة ناجي يوسف في كتابها سلام عادل – الجزء الثاني – 2 –
صفحة 107 :- وهي تعلم (( جماهير كردستان )) جيدا بان حقوقها القومية هي جزء من الحقوق الديمقراطية المهضومة للشعب العراقي بأجمعه، ولا يمكن تحقيقها دون كفاح مشترك وثيق ضد الاستعمار وضد الاقطاع وضد السياسة الدكتاتورية التي تفرض الان على البلاد، وهي تعلم كذلك بان الازمة الراهنة في كردستان هي جزء من الازمة السياسية والاقتصادية العامة للبلاد .
– فاين التغيير الجذري الذي اجراه الحدث وعلى مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية – كما في – ب – من مقالتك العتيدة ؟
هل الحزب كان على صواب عام 1962 ام انت عام 2014 ؟
بغداد / 11 ــ 6 ــ 2016