20– و”حزب” الصامتين هم الفائزون !
بين متعالٍ هنا، ولاجئ للتبرير المبتسر هناك، أوصامت بحجة “الغضب” على الدنيا، تتنوع جحافل الصامتين عن كربة البلاد العراقية وأهلها… وأغلب أولئك هم الفائزون بالاخير. فاما ينتظرون النتائج ويقفزون لركوب الموجة التالية، وإما ليتجنبوا “الجهد” والحرج، والخوف، الذي يتطلبه أوسط الايمان، واعني الادلاء برأي ما، قولا او كتابة او اجابة، وما الى ذلك.. وبالمناسبة، أما سمعتم ببيت شعر للجواهري يطال تلكم الحال، حالة الصامتين، حين يقول: وأذلّ خلقِ الله في بلدٍ طغتْ فيه الرزايا من يكون محايدا ..
21- سؤال الى الـ”رعاة” وليس لغيرهم
بالغ متبنو ومؤيدو الحراك الجماهيري الاخير في العراق فأوصلوا عدده الى الملايين، وسموه وثبة وانتفاضة، بل وثورة حتى … وبالمقابل، راح المعارضون له، والغاضبون منه، فقالوا ان عدد المشاركين كانوا بالمئات، وربما بالالاف، وعابوا بعض شعاراته، والغايات المبتغاة منه، بل وشطوا اكثر فأكثر …
وحول ذلك الشأن طرحت ازيد من ثلاثين تساؤلاً، نشرت في جمعٍ من وسائل الاعلام، وباربع حلقات، ولا اريد أن اكرر هنا ما شملته تلكم التساؤلات، باستثناء واحد وحسب، ألا وهو عن بعض “محركي” و”نشطاء” و”وقيادي” ذلك النشاط، الذين لم يفتونا الى اليوم، مأجورين، او غير مأجورين- ولا فرق!- باية استنتاجات صحيحة، او غيرها، حول ما آلت اليه التظاهرات، وخاصة أذا ما كان توقيتها محسوباً، وتحريكها ناجحاُ، وادارتها فالحة؟؟ … ترى هل يصح هنا ان نتمثل بحكمة شعرية تصرخ: “ما أقبحَ الدُّنيا إذا ضَلَّ الرُّعَـاةُ، وما أَضَـلاَّ” !
22- فقُلْ أنتَ بالأخبثِ المُزدرى
صال وجال، واستعرض وتفيّقه وتنطع، وكاد ان يُبكي الحاضرين جميعا، وهو يتحدث عن حال المهاجرين والنازحين العراقيين، وضرورة التضامن معهم.. بل وهدد بانه لن يسكت، مع بضعة كلمات مكرورة عن نضاله العريق، المديد !!!.
ثم ولانه انفعل جدا، بعد ان تصدى له بعض الحضور، ولانه راح “يختنق” من آلامه على اللاجئين والمهاجرين والنازحين من ابناء جلدته، خرج – صاحبنا- مسرعاً بعد ان ترك ما يعادل عشرة دولارات تبرعاً ومساعدة لاولئك المعذبين، مع شتم سوقي، وطائفي بغيض للمسؤولين المزعومين عن تلك الكوارث … وثم، ايضاً، سمعنا انه غادر بنفس الليلة الى احدى اجمل المدن الاوربية – الاستعمارية – مع عائلته، ليطفئ بعض لهيب حرقته على الوطن والمواطنين!! … أنه نموذج من “أطيب الاخبثين، فقل انتَ بالاخبثِ المزدرى”..
23- أنتبهوا لهؤلاء… وأحذروا من أولئك.
“يستأسدون أذا مُدّ العنانُ لهم، فأن يُشدّ، تردوا بزة الحمل” …. هكذا رأينا بالامس مثل أولئك في مجاميع السياسيين العراقيين، او الذين ارتدوا جلباب السياسة والوطنية . ولكن اضرابهم اليوم راحوا يتناسلون بلا مدى، فكل ارضية ومتطلبات اغتنام الفرص، ولا نقول انتهازها، قائم على قدمين وساقين.
أنقل ذلك وقد شيئ لي ان أُبتلى عبر نصف قرن، في “دروب” السياسة، بنماذج تتبارى في الخنوع غير الضروري! … ثم تستأسدُ، بل وتستذئبُ، مع اول هزال يلوح في أفق الكفاح المطلوب، وسواء عملاً كان، أو حتى قولاً… وجنبتكم الحياة والدنيا امثال من نعني من النهازين بأمتياز …