تهدد الولايات المتحدة الامريكية بتوجيه ضربات صاروخية من البحر والجو لسوريا وقد حركت بالفعل بعض حاملات الطائرات وسفن حربية في المتوسط قبالة الساحل السوري ولمح وزير الدفاع الامريكي الى إستعداد قواته لأي تدخل عسكري محتمل بمجرد موافقة الرئيس باراك أوباما الذي يبدو مترددا للغاية في مواجهة الإعصار الجمهوري الذي يقوده النائب المتطرف جون ماكين الداعي الى تدخل حاسم وتغيير النظام السوري بالقوة ، وبينما تأخذ بعض الاطراف الدولية موقفا متشددا للغاية فإن أخرى تركز على المفاوضات وتظهر المزيد من الشدة في تعاطيها مع الوضع الراهن وتجاه موقف الولايات المتحدة ولديها الرغبة الدائمة في تعطيل أي مشروع يستهدف الحكومة السورية كما هو واضح ومعلن في موقف الرئيس فلاديمير بوتين الذين يحقق تقدما في الموقف الروسي المعارض للتدخل الامريكي والرافض لأي خيار يرتبط بالقوة والتدخل الاجنبي ومثل ذلك يتوفر لدى الصين التي لاتخفي أبدا عزمها على المواجهة وتمتين الجبهة المعارضة للغرب وعلى مستويات عدة .
هذه ليست المرة الاولى التي تثار فيها قضية إستخدام أسلحة محرمة في الصراع السوري وكانت الاتهامات وجهت لدمشق بإستخدام السلاح الكيمياوي ضد مقاتلين معارضين غير إن المجتمع الدولي المرتبط بالولايات المتحدة يركز هذه المرة على جريمة ضرب الأطفال والنساء بسلاح محرم في إحدى مناطق دمشق الشهيرة ويركز على الجيش النظامي باعتباره من قام بعملية الهجوم التي اودت بحياة 1300 غنسان برئ وكأن النظام فقد عقله ليضرب بالكيمياوي بينما المفتشين الدوليين على بعد أمتار من المكان المستهدف رفقة عشرات المسؤولين والموظفين الرسميين بينما تدل التقارير والمعطيات والأخبار التي بثت قبل الحادثة المروعة على تجهيز الامر وتهيئة الاجواء ليكون الموضوع برمته مفبركا حيث ضربت المجموعات المسلحة مكانا في دمشق بإتفاق مع الولايات المتحدة والدول العربية المساندة للجيش الحر في مناطق حساسة بدمشق ليتم إلصاق التهمة للجيش العربي السوري ويكون هناك مبرر واضح للتدخل وهو ماورد في تصريحات القيادي في الائتلاف السوري المعارضي وأحد نشطاء تنظيم الأخوان المسلمين محمد طيفور الذي طالب بوضع سوريا تحت طائلة البند السابع وتحت الوصاية الامريكية المباشرة ليضمن حماية مقبلة ويتجنب ماحصل لإخوان مصر بعد ان انقلب عليهم الشعب وجعل الحكم بيد العسكر.
يمكن لامريكا ان تضرب بصواريخ من البحر اهدافا في مواقع محددة ولن تجد ردا روسيا عنيفا وتكون قد ارضت غرورها وخففت الضغط على اوباما من خصومه الجمهوريين وحركت ساكن العالم والمنطقة حيث تتضارب النوايا والمصالح والاهداف بين جهات مختلفة حول العالم وتجعل من سوريا ساحتها الرئيسة ولايمكن لها ان تتفق الا على ضمان مصالحها وكل يريد الذهاب الى جنيف وقد حقق كسبا على الارض ولهذا فالمؤتمر يتاخر عقده شهرا بعد اخر ولانعلم متى سيعقد ..والواضح ان واشنطن تريد فعل شئ لكنها غير واثقة من النتائج.