حيدر حسين سويري:

 

   مقولةٌ نسمعها كثيراً:” إنظر إلى ما قيل وليس مَنْ قال”، وكذلك المقولة التي لا تختلف عنها كثيراً: ” إنظر إلى الفعل ودعكَ من الفاعل”.
   هنا سنرد رواية تنافي المقولتين، وبغض النظر عن صحة الرواية، فمضمونها هو ما إعتاد عليه المواطن العربي بصورة عامة وإن كنا نكتب في الشأن العراقي بشكلٍ خاص، تقول الرواية: سئل رسول الله(ص) أبا ذرٍ الغفاري: ماذا تقول لو رأيت علياً(ويقصد علي بن أبي طالب) يشربُ خمراً؟ فأجاب أبو ذر: أقول أنها ليست خمراً، فالتفت رسول الله إلى سلمان الفارسي وسألهُ: فماذا تقولُ يا سلمان؟ فأجاب سلمان قائلاً: أقولُ بأن الخمرة حلال.
   بالنسبة لي لا أختلفت مع موقف أبو ذر، وكل مواقفهِ جميلة، ولكني أتفقُ مع سلمان، فأبو ذر يعتقد بعصمة علي، وأنهُ لا يخالف التشريعات، ولكن سلمان يعتقد بأن علياً فوق التشريعات، ولستُ هنا في بحثٍ عقائديٍ، ولكني رُمتُ الوقوف مع مَن يختلف مع المقولتين أعلاه، فالنظر إلى القائل وإلى الفاعل، يُنبئنا بما بعد القول والفعل، أي يُنبئنا بما هو المُراد من الفعل والقول، ولذلك قيل ” الإعمال بالنيات “.
   عندما يقول السيد الحكيم في كلمتهِ بمناسبة المبعث النبوي، يوم الأربعاء 4/5/2016:” لقد حذرنا من اننا سنتخذ خطوات من جانب واحد بهذا الشأن مالم تتدارك قوى التحالف الوطني حالة الضعف التي يعيشها وان تكون على مستوى المسؤولية التاريخية والتحديات المصيرية التي تواجه الوطن.”
   كلام قوي جداً! يُصدر عن مكون سياسيٍ قوي جداً، وشخص لهُ ولعائلتهِ مكانة وقوة كبيرة، ومؤثرة في الساحة السياسية العراقية والعربية والإسلامية، يجب أن نقف عند الكلام وعند المتكلم، كلاهما معاً، فمن غير الممكن هنا، فصل الكلام عن المتكلم، والسؤال: المطروح ماذا يقصد ويريد الحكيم بهذا الكلام؟ وبشكل أدق: ماذا سيفعل في ظل هذه الأزمة وما بعدها؟
وللإجابة عن هذا السؤال سنركز على فقرة((من جانب واحد)) يمكننا القول: نتوقع أن تكون هناك حركة سيقوم بها المجلس الأعلى بإتجاهين: الإتجاه الأول سياسياً: سيقوم المجلس بتشكيل تحالف عابر للطائفية، ونتوقع بأنهُ سينجح في ذلك، لأن لديه القبول عند كافة الأطراف، وأما الأتجاه الثاني فعسكرياً: حيث يمتلك المجلس الأعلى تشكيلات منضوية تحت راية الحشد الشعبي، تبلغ(20000 عشرون ألف متطوع)، يُمكنهُ من خلالها إسكات التشكيلات الأخرى، التي يتكأ عليها البعض، لتحقيق مصالح شخصية، ونتمنى أن لا تصل الأمور إلى الخيار العسكري، فهذا ما تتمناه “داعش” ومن خلفها “إسرائيل”.
بقي شئ…
نفرح بمجيئ كل قوي أمين، يستطيع الوصول بنا إلى بر الأمان.