كتبت مقالات في سنوات خلت، أستنكر فيها منح الكتاب كهدية للمتفوق الأخير، وحرمان المتفوق الأول من الكتاب كهدية. ومازلت أطالب بمنح الفائزين جميعا كتابا، سواء الذي تحصل على المرتبة الأولى، أو الذين جاؤوا من بعده، مع تفضيل الأول يهدية إضافية، ونوعية الكتاب الذي يتماشى والمجتمع.
البارحة يدخل إبني البيت وهما محملين بجائزة نهاية السنة، كانت الهدية عبارة عن مصحف للقرآن الكريم برواية حفص، وكتب على المصحف “مصحف المسجد الحرام”.
والسؤال لماذا لايمنح مصحف برواية ورش عن نافع للطلبة الجزائريين المميزين؟. والمعروف أن أهل المغرب العربي يحفظون القرآن الكريم منذ 14 قرنا برواية ورش عن نافع، ويحفظون كذلك القراءات العشر، بل قالي أحد الأئمة أن هناك 14 قراءة.
والسؤال الثاني، هل قرأتم يوما وهل سمعتم يوما، أن المملكة السعودية أهدت أبناءها المتميّزين مصحفا برواية ورش عن نافع؟. ويحمل طبعة جزائرية.
لا أحد ينكر رواية حفص، ولا أحد يرد مصحف شريف برواية حفص، لكن كان الأولى تقديم رواية ورش لأبنائنا، وتدريبهم على رواية نقلها القراء إلينا بسلسلة ذهبية تمتد إلى سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى سيّدنا جبريل عليه السلام، إلى رب العزةّ منزل الكتاب وحافظ الكتاب. وبهذا نخدم القرآن الكريم، وذلك بتشجيع النشء على الحفاظ على رواية ورش والاستمرار في حفظها والحفاظ عليها، خاصة وأن سادتنا العلماء قالوا..
كان سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرأ قراءة سيّدنا ورش عن سيّدنا نافع، أي ورش كان يقرأ قراءة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والمثال الثاني يتعلق بفضائية جزائرية رياضية، تخصصت في نشر الأذان السعودي حين يحين وقت الأذان بالتوقيت الجزائري في جميع الأوقات.
لا أحد يرفض الأذان السعودي، فالسعوديين إخواننا ونتمنى لهم كل التوفيق والسداد. لكن مادام الأمر كذلك، لماذا لاتبرم إتفاقيات بشأن تبادل القراء والمؤذنين بين الدول العربية، كما تقام في عدة ميادين ، وبشكل مستمر وعادي جدا.
ونعيد طرح نفس السؤال.. هل سمعتم يوما أو قرأتم يوما، أن المملكة السعودية سمحت لجزائري بأن يؤذن من مكة أو المدينة، بالطريقة الجزائرية المغربية؟.
كل مانطلبه أن يكون هناك تبادل بين القراء والمؤذنين وغير ذلك في شؤون مختلفة، بين الجزائر ودول عربية أخرى أو إسلامية، في ميادين معلومة محددة. وبهذا يتم تبادل الخبرات ، وتعميق التجربة، والسماح لأصحاب الأصوات وكل ذي فن من تفجير طاقاته، ضمن منافسة شريفة نقية، تخدم جميع المجتمعات.
أما أن يبقى الاحتكار بيد مجتمع واحد، وتبقى التبعية لمجتمع واحد وهو يملك من القدرات مايجعله رائدا ومميزا، فإن ذلك مما ترفضه الفطرة السليمة، سواء كان من..
فرنسا، أو بريطانيا، أو الولايات المتحدة الأمريكية، أو روسيا، أو أخ عربي يقرأ القرآن.