في عراق العجائب والغرائب , تعودنا على التناقض والفوضى وخلط الامور , بين الحقيقة والزيف , والصدق والكذب , في عراق المحاصصة الطائفية والخناق على المناصب , وفي الغبار العاصف بالشحن في اثارة الفتن المغرضة بكل صنوفها , حتى لتشعل الحرائق والخراب , ومنها الحرب النفسية الاعلامية , في ترويج الاشائعات بالدس والتحريض والتزييف , من اجل اضعاف المعنويات بروح الانهزام والضعف , في الحرب الضارية الدائرة ضد عصابات داعش في كل المحاور القتالية . لقد غاب عن الحكومة ووزارة الدفاع , الناطق العسكري المشبع بالخبرة والكفاءة , في الثقافة العالية في علم الاعلام العسكري والمهني والنفسي والوطني , من اجل ادارة الحرب الاعلامية النفسية وتفهم مخاطرها الكبيرة , فقد غاب المؤتمر الصحفي اليومي باسم الناطق باسم العمليات الحربية , في شرح مفاصل البيانات العسكرية , المعتمدة على فلسفة الحرب الاعلامية الطاحنة , حتى يزيل الغموض والتعتيم والشكوك , حتى يقطع الطريق عن الاقاويل المغرضة بالتحريض المضلل والمزيف والمنحرف , وعرض الحقائق دون تزييف ومبالغة اوتغليفها بالكذب او بالنصر المزييف , الذي لا يثبت على براهين الواقع ولا يصمد على الارض الحقيقة , بل يتحول الى صالح عصابات داعش , ويحرث الاشائعات من كل حدب وصوب , وبالتالي سيخلق اثر سلبي وخطير في جبهات الحرب لدى القوات العراقية . ان وزارة الدفاع ينقصها ناطق عسكري , له خبرة مهنية في الاعلام والبراعة في تزييف وتفنيد الاعلام المزيف والمغرض والمعادي , ناطق رسمي يعرف كيف يتعامل مع الواقع ومعطياته وحقائقه , وليس ناطق عسكري اعلامي يستنسخ طريقة وتجربة الصحاف , في تحريف نقل الاخبار والمعلومات , بطريقة المبالغات المضحكة والهزيلة , بعيدة عن الحقائق على الارض , ويتحدث عن الانتصارات العظيمة من صنع الخيال , وهو محاصر داخل فندق فلسطين , لذلك فان الناطق العسكري لوزارة الدفاع العميد ( سعد معن ) يثير السخرية والمسخرة , ويقع في مطبات واخطاء وثغرات , تفتح شهية الاعلام المعادي والمغرض , ويكون السبب في بث واثارة ونشر مختلف الاشائعات , التي تصب لصالح عصابات داعش , هذا الخلل الكبير يفتح المجال للحرب الاعلامية النفسية , وهي لاتقل اهمية عن الحرب العسكرية الطاحنة , فعندما يتحدث بنشوة النصر الكبير في تحرير منطقة بشكل كامل من عصابات داعش , وتكبيدهم خسائر فادحة بالسلاح والرجال , ووقع العشرات في الاسر , بحيث يتصور السامع , بان تنظيم داعش لا تقوم له قائمة , وقطعت بهم السبل بالهزيمة النكرى في منطقة الثرثار , ولكن بعد يوم او يومين نسمع العكس تماماً , ونسمع عن ارتكاب مجازر مروعة ضد الجنود والضباط واعدامات جماعية , ونسمع بانهم محاصرين و يصرخون بطلب النجدة والاستغاثة لمدة اكثر من اسبوع دون مجيب وسامع , رغم نفاذ الذخيرة والغذاء , وتصبح المنطقة تحت قبضة داعش . ومثال ناظم الثرثار بكل تفاصيلها مثال صارخ عن سذاجة الناطق العسكري الاعلامي في وزارة الدفاع , بان نسمع من الاخبار والمعلومات ومن شهود العيان , الفارون من المجزرة , بان هناك عمليات تصفية واعدامات ومجزرة كبيرة طالت العشرات من الجنود والضباط , اضافة الى اعداد مماثلة من الجرحى والمفقودين , بينما وزارة الدفاع على لسان وزيرها , يكذب كل التفاصيل ويعتبرها اشاعات مغرضة من الاعلام المغرض والمعادي , وهي تصب في صالح تنظيم داعش . لذلك الرأي العام العراقي واهل الجنود والضباط , يقعون في حيرة وقلق شديد على مصير ابناءهم . لمن يصدقون , ولمن يكذبون , ولمن يسمعون ؟ والاخبار تنهال بفزاعتها المرعبة من كل جانب وصوب . هذا الخلل الكبير تتحمل مسؤوليته بشكل كامل , الحكومة ووزارة الدفاع , لانها تتجاهل اهمية الاعلام العسكري المضاد , والمؤتمر الصحفي اليومي , الذي يعرف الخلل والعلة , ويدير المؤتمر الصحفي اليومي في كل علمية مهنية ببراعة , من التحليل وتفنيد وتوضيح الحقائق , ويبدد الاشائعات والاكاذيب , وليس ناطق عسكري اعلامي , يزيد الطين بله , ناطق عسكري في عقلية الصحاف وثقافته . يجب احترام الجهد الاعلامي العسكري , واعطاءه الاهمية الكبيرة , لهذا التخصص ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب , حتى يعرف الرأي العراقي والشارع الحقائق , وليس سماعها من طرف اخر , بعد ان يصبها يكبسها في صالح اهدفه وغاياته السياسية