ألقى الأستاذ محمد طياب بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية الشلف، محاضرة حول الشهيد بن عرعارة المعروف ببو عرعارة، فقال..

بن عرعارة ابن يحي المعروف ببوعرعارة، أعدم رفقة زميله الشهيد بن زيان على حافلة بشرشال سنة 1922.

التعريف بالشهيد بوعرعارة وبن زيان.. بوعرعارة من مواليد 1883، وله 4 إخوة، وأبوه من مواليد 1847، وتم إعدامه بتاريخ 25 أكتوبر 1923، حسب شهادة الوفاة التي تحصل عليها المحاضر وسعى لأجلها. بوعرعارة لم يتفوه بكلمة حين أعدم. وفي سنة 1917 رفض الإنضمام إلى الجيش الفرنسي أثناء قيام الحرب العالمية الأولى بشكل إنفرادي وليس بشكل منظم. وأعمال بوعرعارة كانت كلها أعمالا فردية وليست جماعية.

وبن زيان عبد القادر ابن عبد القادر، من مواليد 1888، أعدمته فرنسا بتاريخ 25 أكتوبر 1923، وطلب العفو من الجزائريين.

أطلقت عليهم فرنسا لقب “اللصوص الشرفاء”، لأنهم كانوا يسطون على الفرنسيين ويسلبونهم أموالهم، ثم يوزعونها على فقراء الجزائر الذين حرمتهم فرنسا طعم الحياة، ومنعتهم من كل شيء. وينقل المحاضر عن بعض الفرنسيين قولهم، كانوا لا يمسوننا بسوء، وحين لم يجدوا عندنا مانقدمه، يطلبون منا أن نترك عندهم الزوجة ونحضر لهم المبلغ المطلوب، وكانوا فعلا في منتهى الشرف، لأنه يحمون نساءنا ولا يتعرضون لهم بسوء. وبعد مهاجمة بوعرعارة وزميله بن زيان لشاحنة المسافرين بشرشال، منحت فرنسا الاستدمارية 4000 فرنك مكافأة لمن يلقي القبض عليهما. إلا أنهما سلما أنفسهما للمحتل الفرنسي ، وطبق عليهما الإعدام بساحة عمومية بالشلف حاليا.

فرنسا تتفنن في إعدام الجزائريين .. وتطرق المحاضر لتاريخ الإعدامات الذي طبقتها فرنسا على الجزائريين، فحصرها في جملة من الإعدامات، ومنها..

سنوات 1830-1840.. كانت فرنسا تطبق الإعدام على الجزائريين بسيف تركي.

بتاريخ 16.2.1843.. طبق أول إعدام في الجزائر وعلى جزائري.

بتاريخ 1956.6.19.. إعدام الشهيد أحمد زبانة

ثم تطرق المحاضرات للإعدامات التي طبقتها فرنسا في ولاية الشلف، باعتبارها منطقة ثورية، وقد ذكر أسماء الشهداء وتاريخ إعدامهم، ومنهم ..

 1876.7.20.. إعدام بوزيان القلعي عن 38 من عمره.

1879.9.7.. إعدام بن بلقاسم بن دراجي عن 29 سنة من عمره .

1884.3.14.. إعدام مصطفى بن ياحي من عين تمونشت.

1895.5.15.. إعدام أرزقي بشير من تيزي وزو.

سنة 1921.. إعدام مسعود بن زلماط .

1923.10.25.. إعدام المعروف ببوعرعارة بالشلف حاليا، وهو من مواليد 1883.

1968.4.4.. أول إعدام في حق منور بن تيم من الزبوجة بالشلف.

1877.6.29.. أعدم موسى بن عودة من عين الدفلى.

1911.01.14.. إعدام بن بالي بن خليفة من عين امران.

1957.12.4.. إعدام ساحلي معمر بالشلف، ومكاوي معمر من العاصمة.

1958.1.25.. إعدام مولاي الطيب من العاصمة .

1931.. إعدام فرحي ودروازي جلول من الشلف.

وذكر المحاضر أن الجلاد الفرنسي الذي كان يقطع رؤوس الجزائريين كانوا يطلقون عليه لقب ” سيد الجزائر !!“، ويخفون إسمه لأسباب أمنية. وظل يعدم الجزائريين طوال سنوات 1886-1928. ونبّه المحاضر محمد طياب، أن بعض الجزائريين الذين أعدمتهم فرنسا المحتلة، كانوا يسعون لأجل لقمة العيش بسبب المجاعة والجوع.

بقيت الإشارة أن الأستاذ محمد طياب من المهتمين بالتاريخ المحلي ، وقد أبدع بمقالاته التاريخية المفيدة جدا حول المنطقة عبر أسبوعية “   le chélif“.
واستفدت كثيرا من مقالاته، وأوصي المهتمين بالتاريخ بمتابعتها ونقدها وإثرائها، فهي وثيقة تاريخية تستحق من المهتمين كل الاهتمام.