بمناسبة زيارة الدكتور حيدر العبادي رئيس وزراء العراق والوفد المرافق له إلى أمريكا، نوجه هذا الحذر إلى الدكتورالعبادي، وإلى جميع السياسيين المخلصين الأوفياء للعراق من جميع الأطياف من أعضاء الوفد الزائر .
الهجوم على العراق تنوعت وسائله، منه ما هو منظور وظاهر للعيان مثل هجوم داعش، ولو أني لا أميل إلى القول ( هجوم داعش )، لأن داعش أدخلت إلى العراق بتعاون حواضن وأنصار داعش في المحافظات التي احتلتها، فهي لم تدخل بالقوة، بل بدعوة من دواعش هذه المحافظات، ودعم ورعاية دول طائفية مجاورة للعراق ترعى الإرهاب، تحت نظر راعية الإرهاب في العالم أمريكا وحلفها الشيطاني، التي تأخذ أوامرها من الحركة الصهيونية العالمية .
داعش عدو ظاهر نقاتله، ونتقدم إليه بشكل مكشوف للقضاء عليه، لكن الذي نخشاه العدو المتخفي والحاضر معنا، وهو يتعاون مع داعش(حرامي البيت) ولا أحد يعترض أو يتعرض له، هؤلاء السياسيون هم الجناح السياسي لداعش، يشاركون في القرار السياسي، ويعملون ضمن حدود دائرة مصالحهم لا مصلحة الشعب العراقي، يرتدون لباس الوطنية، وربما يدعون أنهم أكثر وطنية ممن يقاتل في جبهات القتال ويضحي بدمه في سبيل العراق، هؤلاء السياسيون الدواعش واجبهم طمس الإنجازات، وتضخيم بعض الأخطاء الفردية، هؤلاء السياسيون الدواعش يغطون على جرائم داعش، لكنهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها لأبسط هفوة أو خطأ بسيط غير مقصود يقع فيه أعداء داعش، يطعنون في الظهر في أقرب فرصة متاحة .
هؤلاء السياسيون الدواعش لا يمكن أن يخفوا أنفسهم، يقول الإمام علي (عليه السلام) ((ما أضمر الإنسان شيئا في قلبه إلا وظهرعلى سحنات وجهه وفلتات لسانه)) وهؤلاء السياسيون الدواعش ظاهرة داعشيتهم على سحنات وجوههم وفلتات ألسنتهم، ربما هم يتصورون أنهم غير معروفين، لكن مؤشرات الدلالة عليهم كثيرة، منها تصريحاتهم السياسية المعادية للوضع الجديد من خلال التسقيط الشخصي للوطنيين من السياسيين أو العسكريين أو الإداريين المخلصين، أو التسقيط للجيش العراقي أو الحشد الشعبي، يعاونهم في ذلك قنوات إعلامية حاقدة، مدعومة بمئات الملايين من الدولارات، هؤلاء السياسيون الدواعش بالتعاون مع وسائل الإعلام التابعة لهم، يبذلون جهودهم لرسم صورة وإعطاء انطباع إلى المواطن أن الحكومة مهما تقدم إلى المواطن من انجازات وخدمات فهي مقصرة، ويحاولون إشاعة روح الطائفية والصراع بين أبناء الشعب الواحد، كذلك لن يتباطئوا إذا سنحت لهم فرصة للفساد والإفساد، يتغافلون عن المفسدين لأن الغاية هي إفشال العملية السياسية، وقلب المعادلة لصالحهم، فهم لن يترددوا من فعل أي عمل مهما يكن خسيسا ودنيئا، لأن المهم عندهم تحقيق الغاية، إذا ضُبط أحدهم متلبسا بالفساد والجريمة وتسهيل الإرهاب، يسوقون القضيه على أنها اتهامات سياسية، مثل ما يحصل الآن لطارق الهاشمي ورافع العيساوي وأحمد العلواني وغيرهم من الدواعش .
الخطر الأكبر للسياسيين الدواعش أنهم يعيشون معنا، ليس هذا فحسب بل يتولون مسؤوليات، ويمتلكون قرارات يسوقونها بعناوين مختلفة، لكن نهاياتها تصب في صالح مشروعهم المعادي للعراق، والمعادي للعملية السياسية، هدفهم غير المعلن تسقيط رئيس الحكومة سواء كان العبادي أو أي شخصية أخرى لا تحسب على صفوفهم، من أسلحتهم التغرير بالسياسيين الآخرين من خارج صفوفهم لدفعهم ارتكاب أخطاء من خلال طرح المقترحات المضرة والمسيئة كي يتبناها السياسيون من الطرف الآخر، الذين يعدونهم مغفلين أو تجار سياسة يسيل لعابهم للمنصب والمال، السياسيون الدواعش يشجعون هؤلاء ويدفعون بهم نحو الفساد ويتغاضون عن فسادهم وسرقاتهم، ويدفعون بهم للمطالبة بالإمتيازات من أجل خلق صراع داخل الطرف الآخر لإضعافه والسيطرة عليه بالتدريج، السذج من السياسيين من خارج صفوفهم يتيحون لهم فرصة الفساد، ويتغاضون عن فسادهم، لأن نشر الفساد في جسد الدولة العراقية هو أحد أسلحتهم الفتاكة.
هؤلاء هم السياسيون الدواعش سلاحهم التشهير والتلفيق والكذب، وتضخيم الأخطاء مهما تكن بسيطة وصغيرة، ومن وسائلهم الخبيثة التقرب من رئيس الحكومة الدكتور حيدر العبادي، لإقناعة بطريقة ناعمة لاستصدار قرارات ظاهرها وطني أو بعنوان دعم الإقتصاد والتقشف، لكن الضحية هو المواطن البسيط والهدف غير المعلن إفشال الحكومة، وخلق حالة من عدم الرضا والنقمة الشعبية، هؤلاء السياسيون الدواعش بهذه الأساليب المضرة، يعملون بتخطيط وإيحاء ودعم من دوائر خارجية معادية للعراق وللعملية السياسية، ومما يؤسف له أن بعض السياسيين ممن لا علاقة لهم بداعش، يعزفون أحيانا على نفس النغمة التي يعزف عليها السياسيون الدواعش، أما جهلا واستغفالا أو ضعفا في الدراية والخبرة أو بدافع الطمع والحصول على الامتيازات، وأحيانا بسبب سكوت السياسيين الدواعش، عن خروقات لهؤلاء السياسيين المطبلين معهم، وقد تكون الخروقات فساد مالي وإداري، بمعنى ( غطيلي واغطيلك )، والضحية الشعب المبتلى بهذين النموذجين من السياسيين.
هذان النموذجان من السياسيين الدواعش المغفلين والمتغافلين كلهم يعملون بخط واحد سواء علموا بذلك أم لم يعلموا، إنهم يخدمون المشروع الأمريكي الذي يريد تقسيم العراق وتحطيم النسيج الإجتماعي الذي يوّحد العراقيين جميعا، بغض النظر عن الدين أو المذهب أو القومية، فداعش والسياسيون الدواعش يجتمعون في هدف واحد هو تسقيط العملية السياسية وتغيير المعادلة لصالحهم، أو البديل تقسيم العراق خدمة لأمريكا والصهيونية، أرى أن الهجوم على رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي قد لاحت بوادره، وليس الغاية شخص رئيس الوزراء، بل العملية السياسية والعراق الموحد، وسيزداد هذا الهجوم اتساعا كلما يحقق الجيش والقوات المسلحة الأخرى والحشد الشعبي الإنتصارات، ويزداد أيضا كلما أقتربنا أكثر من موعد الانتخابات القادمة، هذه قراءتي للمشهد السياسي القادم، وأطراف الهجوم ثلاثة داعش من خلال الحرب، والسياسيون الدواعش من خلال الإعلام والتخريب، وتجار السياسة الذين لا تهمهم مصلحة الشعب والوطن، بل تهمهم المصالح والامتيازات والفوز في الانتخابات على حساب المصلحة الوطنية، والذي يدفع هؤلاء أكثر ليستمروا في مخططاتهم دول أقليمية وعالمية مثل أمريكا .
من خلال هذه المعطيات ننبّه الدكتور العبادي إلى ضرورة اليقظة والحذر، لأن حجم المؤامرة كبير، والهدف العراق من خلال العبادي، سيما وهو الآن في زيارة إلى واشنطن التي تقود مشروع نشر الإرهاب في المنطقة، وتقسيم البلدان المحيطة باسرائيل، لا ثقة لنا بأمريكا لأنها كاذبة ومخادعة، ولا يهمها مصلحة شعوب المنطقة، بل الذي يهمها مصلحتها ومصلحة إسرائيل .
أخيرا من باب الحرص والمسؤولية ننبه رئيس الوزراء العبادي إلى جملة من الأمور، منها أن يعي المشاريع التي ظاهرها وعنوانها وطني وهي تصب في مصلحة داعش وحزب البعث المقبور، سيما إذا عرفنا أن الكثير من قيادات داعش بعثية ارتدت رداء الإسلام التكفيري، مثل دعوتهم إلغاء قانون المساءلة والعدالة أو العفو عن المجرمين الإرهابيين من السياسيين الدواعش .
على الدكتور العبادي أن يكون حذرا من أي مقترح يضر بمصلحة الجماهير يطرح بعناوين مختلفة من قبل أمريكا، أو من قبل السياسيين الدواعش، كذلك نود أن ننبهه رغم ثقتنا أنه من الواعين والمنتبهين على مصالح الشعب والوطن، أن لا يثق كثيرا بالأمريكان، لأنهم لا يحترمون المواثيق، وعرفنا ذلك من خلال تجربتنا معهم، فهم لا يحبون العراق ولا أي بلد إسلامي آخر، فهم يحبون مصلحتهم ومصلحة إسرائيل فقط، ويحافظون على خدامهم من الحكام الأعراب ما دامت ناقتهم تدرّ لبنا لهم، علينا أن نقتنع أن الأمريكان لا يفعلون الخير إلا بثمن، لأنهم تجار يتعاملون خارج المبادئ والقيم، وعلينا أن نعرف أن الأمريكان لا يعادون داعش، بل هي لعبة خلقتها المخابرات الأمريكية الصهيونية بفكر وهابي سعودي وأدخلوها إلى سوريا والعراق عن علم وسبق إصرار، يحددون لها عمرا زمنيا، وهو فترة تحقيق الأهداف المرسومة بعدها يشاركون في قتلها أو نقلها إلى مكان آخر بعنوان جديد، وكلنا سمعنا بأخبار الأمريكان في العراق وسوريا، وهم يسهّلون مرور الإرهابيين عن طريق تركيا أو الأردن، والجميع سمع بما يقدم الأمريكان لداعش من سلاح وعتاد ومعلومات، علينا أن لا نستخف بهذه المعلومات أو نتجاهلها، لأن أمريكا هي راعية الإرهاب في العالم، لهذه الإسباب مجتمعة وغيرها، ندعو السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي أن يكون حذرا ويقظا عند زيارته إلى أمريكا، ونحن واثقون من ذلك إنشاء الله تعالى .
بقلم: علي جابر الفتلاوي
بمناسبة زيارة الدكتور حيدر العبادي إلى أمريكا
Related Posts
مقال
غياب الثوابت الوطنية يفاقم النزاعات . العراق انموذجا ادهم ابراهيم الثوابت الوطنية هي مجموعة من القيم والمبادئ الاساسية التي تربط أفراد المجتمع وتجمعهم تحت راية واحدة تتمثل فيها الهوية الوطنية،…
بغديدا السريانية تستقبل ميلاد طفل المِذود بالثوب الأسود .. ولد المسيح ..هاليلويا .. ܝܠܕܐ ܒܪܝܟܐ
بغديدا السريانية تستقبل ميلاد طفل المِذود بالثوب الأسود .. ولد المسيح ..هاليلويا .. ܝܠܕܐ ܒܪܝܟܐ بِقلم : وسام موميكا_المانيا ܀ “لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ،…