الأخ العزيز علي الأسدي
أرسل إليكم مقالي الذي يحمل عنوان
( بلد النكرات والأفاقين )
راجين نشره في صحيفتكم وإعلامي بالنشر.
وتقبلوا مني كل المحبة والامتنان.

بلد النكرات والأفاقين
بقلم : عبود مزهر الكرخي

يبدو ان بلدنا الذي كان يزخر بحضور المفكرين والعلماء وعقد المؤتمرات العالمية، أصبح ومع الأسف الشديد ملتقى لكل من هو نكرة وهجين وأفاق.
فقد طالعتنا الأخبار ومواقع ( Social Media )حضور أحد النكرات إلى بغداد وإقامة حفل فني فيه، وهو أسمه معروف لدى الجميع والذي أترفع عن ذكر أسمه، لأنه شخص حتى تم منعه في مصر من التمثيل والغناء الهابط والذي يدعى الراب الأمريكي، وبما أننا اصبحنا نستورد كل شيء والأهم استيراد كل ما هو إفراغ للفكر والفهم، وتسطيح الإنسان في محاولة لتهديم المجتمعات العربية والإسلامية، وفي خطة محكمة، ومن قبل أناس لديهم خبرة وحرفية عالية في هذا المجال، والهدف هو تهديم المجتمع العربي والإسلامي وعن طريق إفراغه فكرياً وثقافياً وعلمياً، وعن طريق أدخال كل ما هو هداّم للمجتمع والإنسان وافراغه من كل ما ينمي العقل والفكر، مضاف أدخاله في دوامات الانحراف الخلقي وبأعلى صوره عن طريق وضعه في دائرة المخدرات والشذوذ الجنسي، وحتى العلاقات الجنسية المحرمة وحتى جعل البلد في حالة من الضياع والسكر والتيه، وكان العراق في مقدمة الدول.
فكان أن جلبوا هذا التافه المصري والذي رفضه الشعب المصري واستجهن كل تصرفاته، والأهم هو دعوته للتطبيع مع اللقيطة الكيان الصهيوني، عندما قام بزيارة لهذا الكيان.
ومن خلال تتبع الأحداث يبدو أن أصابع الصهاينة قد تلقفت هذا النكرة ليكون له في تدمير البلد أكثر وأكثر وعن طريق ما يقوم به من تهريج وما سمى(بالتكميز)في المسرح وتعري فاضح لا داعي في غنائه التافه والذي لا يعني أي شيء.
وكان أن تم اقامة الحفل من قبل شخص في الأمارات وهو(كر. الخ) وهو منظم حفلات مع أمرأه عراقية وهي(س. ع. مط)وكل هذا بسبب الأموال التي تم حصدها من هذا الحفل الفوضوي والتهريجي وبكل معنى الكلمة، وهذا طبيعي لأن من قام بهذا الحف هو هم على باطل، وما بني على باطل فهو باطل، ولأن الكل الأموال التي تم جمعها هي حرام مال سحت وهذا المال هو في زوال، وصدق سيدي ومولاي أمير المؤمنين حين قال(ماجُمِع مال إلا من بخل أو حرام )، فكان هذا الاختلاف في تقاسم الأموال الحرام التي جمعها والتي كانت سعر التذكرة وكما تناهي إلى الأسماع ما بين 300 ـ 100 دولار.
وفي المقابل أين دور وزارة الثقافة والأعلام ووزيرها والذي هو الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء، ويبدو أن وظيفته الثانية هي أهم من دوره في وزارة هي تعتبر عماد الفكر والثقافة في أي بلد والتي أعتبرها وباعتقادي المتواضع من أهم الوزارات، ولكن أننا في بلد فيه الفوضى تسير في كل مكان، كان لهذه الوزارة أن تركن على الرف ويتم اختيار شخوص من هم بعيدين عن الثقافة والفكر والأعلام، ومن اجل استكمل تدمير البلد طابوقة…طابوقة، وكما يقال عندنا بالعامي.
وحين ما قرأت وسمعت عن هذا الحفل الصاخب، وأنا أرى هذا الوطن والذي يعيش في فوضى وتخبط عام، وفي ظل حماقات الحكام ومن هم في سدة الحكم، والذين لهم أي فهم أو علم حتى بإدارة محل بقالة بسيط، وكيف بإدارة بلد عريق مهد الحضارات وهو العراق…والذي اتوا مع الدبابة الأمريكية… وتم تنصيبهم من قبل الحاكم(بريمر)السيء الصيت، وهو في مذكراته قد ذكر أنهم عبارة عن لصوص وحثالة، لاهم لهم إلا السرقة والنهب، وممارسة اعلى حالات الفساد المالي والإداري وحتى الخلقي ومن قبل الجميع وبدون استثناء، وهم يقومون بهذه الأفعال وبتوجيه من أسيادهم في تدمير العراق وشعبه ومن قبل أصابع خفية تعرف تعزف على أوتار هذا التمير الممنهج، واقول لهم ويل لكم من عذاب الله في ما تقومون من هذا التهديم للبلد والشعب، ليصبح العراق بلد لكل ما هو هجين وتافه وأفاق.
وفي الختام اقول لكل من رمى الساعات الثمينة والفلوس، في مشهد يثير الحنق والاشمئزاز، لأنه هذا الوضع هو ما يقوم به السكارى في الملاهي برمي الفلوس للعاهرات في الملاهي والحانات، وهذا العاهر التافه هو فعلاً كذلك، وأما بالنسبة للجمهور الغبي الذي حضر الحفل فالأموال التي تم رميها هي تفسر بأنها كلها اموال حرام وسحت والتي تم أخذها من عوائلهم وابائهم والذين قد تم جمعها عن طريق الحرمنه والفساد الذي يمارس في البلد والذي وصلت فيه نسبة الفقر إلى أكثر(32 %)، والذي اصبح هناك تمايز طبقي واضح بين هناك ثراء فاحش واناس لا يجدون اللقمة التي تسد رمقهم، وهؤلاء الذين(يكمزون) مع هذا الأفاق والتافه هم كما وصفهم امير المؤمنين(عليه السلام) { همجٌ رعاع يميلون مع كلِّ ريح، وينعقون مع كلِّ ناعق، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركنٍ وثيق}.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.