بلا بلاسخارت بلا بطيخ …أخبار فساد سياسييك يا عراق وصلت المريخ !
احمد الحاج
لعل اصدق ما قالته مندوبة الامين العام للامم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت ، ولخصته في احاطتها ، هو ” فقدان الشعب العراقي الثقة بقدرة الطبقة السياسية على العمل لمصلحة البلد وشعبه.. اما القطاع الحكومي فغير فاعل ومتضخم ويخدم الساسة، وليس الشعب … النظام السياسي في العراق يتجاهل احتياجات الشعب العراقي ، والأسوأ من ذلك، هو انه يعمل ضد مصالح الشعب العراقي ..الفساد سبب أساس في مشكلات العراق اليوم ولا يوجد أي قائد بمنأى عن ذلك..ما الضمانات بأن انتخابات جديدة لن تكون دون جدوى مجدداً؟ وكيف سيقتنع المواطن العراقي بأن هناك جدوى من التصويت؟…كل محاولات الدفع تجاه الإصلاح التدريجي، بما فيها مكافحة الفساد، قد فشلت حتى الآن”.
ومع ذلك أقول وهل يحتاج العالم بأسره الى احاطة من بلاسخارت أو غيرها من المخلوقات الاممية ذات التاريخ الاسود لتخبرهم عن مجمل الاوضاع المزرية الى حد اللعنة في العراق ؟
انا احيطكم علما يا كل المنظمات والمؤسسات الدولية حول العالم ، وكلكم قد اسهم بتدمير هذا العراق وتمزيقه اربا اربا ، وتسليمه لمن لا يستحق ، وليس بوسعه ، ولا في اجندته ادارة الدولة ، ولا في نيته بناءها ، واعمارها ابدا ، ولا استثني منكم احدا قط …وكالاتي :
– العراق بلد ينخره الفساد المالي والسياسي والاداري من قمة الهرم وحتى قاعدته وبعلم الجميع .
– العراق عبارة عن عشرات الاحزاب والجماعات والتيارات وكل حزب وجماعة بما لديهم -من قدرات خارقة ، وعجيبة ، وممنهجة، لتدمير هذا العراق بأوامر اقليمية ودولية مباشرة وغير مباشرة – فرحون .
– الرشوة – ودهن السير – هي الاساس بتمشية جل المعاملات وفي معظم الدوائر الرسمية وشبه الرسمية ومن دون هذه الرشوة – سم وزقنبوت – ببطن آكلها ، ستسمع عبارة ” روح تعال بعد شهر ” .
– الديمقراطية في العراق عبارة عن – كلاو مربع – لتدوير ذات الوجوه والاحزاب وعلى مدار عشرين عاما هي الاسوأ بتاريخ العراق .
– نفط العراق وغازه وثرواته وخيراته واقعا ليست ملكا للشعب وانما للدول التي تشغل الاحزاب ، وتنصبها على رقاب العراقيين .
– معظم التعيينات تتم بالواسطة والمحسوبية والمنسوبية والحزبية و – دهن الزردوم – ولا علاقة للكفاءة والخبرة والشهادة العليا والنزاهة بالموضوع الا فيما ندر !
– الدكات والنزاعات القبلية والسنينة العشائرية تحكم محافظات بأسرها وتتحكم فيها بدلا من حكم الشريعة والعرف الحسن والقانون .
– السلاح المنفلت والمؤدلج والموازي في كل مكان ، تدعمه وتغذيه دول بعيدة وقريبة ، وبعضها يباع من خلال الفيس بوك ، وبقية منصات التواصل والاتصال وفي بعض الاسواق المعروفة ببغداد وغيرها ..والمفارقة العجيبة بأن كل المسلحين والفصائل التابعة لهم يطالبون أمام الاعلام ” بحصر السلاح بيد الدولة !!!”.
– قتل وإغتيال واختطاف وترويع وتكميم افواه الناشطين ، تعد بمثابة جائحة وبائية في العراق بزعم أنهم يعملون ضد المصالح العليا للبلاد والعباد ولهم أجندات خارجية ، وأنهم من أبناء السفارات ، ومن أحفاد الرفيقات ، ويبقى السؤال هاهنا “اذا كان من يكتب ويفضح ويصرح ضد فسادكم فإنه يعمل ضد المصلحة العامة بمنظوركم ومقاساتكم وقواميسكم ومفاهيمكم ومن وجهة نظركم ..فما بال من يفسد في الارض جهارا نهارا ، وعيانا بيانا ، على رؤوس الاشهاد وبالادلة والوثائق والمستندات والتسريبات من أمثالكم ، فبماذا يمكن أن ننعته ، وأن نصفه ، وأن ندمغه ولاسيما وأن كل واحد منك وفي أي لقاء اذاعي أو متلفز يخرج علينا ليفضح فساد أقرانه علنا ، تماما كما يفضح أقرانه فساده هو ايضا ، وبما ضج به ، و- نجَّسَ – اليوتويوب ،وغوغل ،وانستغرام ، وتويتر ،وفيس بوك ، على – نجاستها – ؟!
– المخدرات تنخر العراق نخرا ممنهجا واخطرها الكبتاغون والكرستال وكلها تدخل الى العراق عبر الحدود بعد ان كان العراق خاليا تماما من كل انواع المخدرات حتى 2003 .
– الانتحار ظاهرة تستفحل بين الشباب العراقي ولأسباب اكبر من العد ..علما بأن ثلث عمليات الانتحار المسجلة هي وفي حقيقتها جرائم قتل عن سبق اصرار وترصد .
– نسبة الامية الابجدية في العراق تخطت حاجز الـ 7 ملايين امي .
– جرائم الاتجار بالبشر وتجارة الاعضاء وعصابات التسول وعمالة الاطفال والبغاء السري والعلني والتهريب – تهريب الاثار والنفط والاموال – قائمة على قدم وساق .
– في العراق وكلما اشتدت حدة التظاهرات الغاضبة تخرج علينا حزمة من القرارات – نحو ” مشروع داري ..تعيين اصحاب العقود …زيادة رواتب المتقاعدين …تحسين الخدمات …زيادة مفردات الحصة التموينية …اطلاق استمارات التعيينات ..الدعم الطارئ …الورقة الاصلاحية ..الخ من الكلاوات السياسية المعهودة والتي عادة ما تصاغ وتصدر في عهد حكومة ، لتأتي التي بعدها فتشطبها وبشخطة قلم ” ومعظمها حبر على ورق …فلا داري ولا دارك ، ولا ابنية واطئة الكلفة لذوي الدخل المحدود ، ولا تحسين خدمات ، ولا توفير كهرباء ، او فرص عمل ،ولا اعادة تأهيل مصانع ومزارع وبناء سدود ، ولا خوخ ولا مشمش ولا بطيخ !
– في العراق مفهوم البناء والاعمار محصور باستحداث النافورات والمتنزهات ، وبناء المولات ، واقامة المجسرات ، وصبغ الارصفة …!
– صالات القمار في كل مكان ولاسيما في الفنادق الكبرى ، وهدفها هو غسل الاموال القذرة المتأتية من السرقات والاختلاسات والاتجار بالسلاح والاثار والمحرمات بأنواعها .
– في العراق هناك حالة من الفصام النفسي والايدولوجي والذهني المقلق والمخيف، حيث أحزاب ومؤسسات ومنظمات وجماعات وتيارات ترفع شعارات دينية الا انها لاتمانع بتاتا من ارتكاب وممارسة وحماية والتشجيع والترويج لكل انواع الموبقات ، والرذائل ، مقابل محاربة كل انواع الفضائل وبما لايخطر لك على بال ولأسباب عديدة لا مجال لاستعراضها في هذه العجالة .
– ظاهرة المزارات والمقامات الوهمية اضافة الى كارثة السحر والتنجيم ونشر الاساطير والخرافات والدجل والشعوذة بين الناس تقودها شخصيات وجهات متنفذة لأنها تدر اموالا طائلة من جهة …ولكونها تنشر الجهل والتخلف بين الناس على وفق المخطط – التجهيلي – المرسوم بدقة .
– في العراق كل حركات وتنظيمات ومؤسسات ونقابات واتحادات وروابط اليسار والاشتراكية والشيوعية والعلمانية عبارة عن اكذوبة صارخة …فغير الشعر الطويل للرجال مشفوعا بالملابس الغريبة والحقائب الجلدية المحمولة على الاكتاف اضافة الى التبول – وقوفا – على الجدران واحتساء الخمور واسترداد اغاني السبعينات والثمانينات …مقابل الشعر القصير جدا والمصبوغ بطرق مختلفة للنساء ، والملابس الضيقة والاكسسوارات الغريبة ايضا …لايوجد يسار ولا اشتراكية ولا علمانية ولايحزنون !
– في العراق جل الحركات القومية والعروبية عبارة عن اكذوبة فاضحة …وجعجعات فارغة…وشخصيات تزعم الوطنية ، وتتحدث عن تغيير واصلاح مرتقب سيأتي من لامكان كالاعصار ،ليعيد الامور الى نصابها مع ان – الفشار – المتبادل والتخوين بين قياداتها ماض وبلا هوادة – اضافة الى التغني بزعامات خلت وبعض الاغاني والاناشيد الوطنية والصور والشعارات لحقبة الستينات والسبعينات والثمانينات .
-العراق الذي احتفل قبل ايام بعيده الوطني وبذكرى تحرره من الانتداب البريطاني ، تتحكم فيه واقعا وبما يشبه الانتداب وأبشع دول كثيرة ، ومعروفة للجميع – يروح الانتداب البريطاني السابق لها فدوه – !!
– العراق بلد كانتونات واحزاب وجماعات متفرقة قوميا وطائفيا ودينيا وعشائريا ، انه وبإختصار عبارة عن مجموعة دول عميقة تعمل كلها وبما يروق لها ، ضد الشعب والصالح العام داخل الدولة .
– في العراق الكل يشجب الفساد وينتقد الفاسدين ويطالب بالاصلاح ..الا أن كثيرا من هذا الكل ذاته لن ينتخب الا الفاسدين والمفسدين في الارض ، ولن يحارب الا الصالحين والمصلحين – تعصبا وعصبية وتحزبا وتخندقا – فالفاسد الذي يواليه من وجهة نظره ، هو افضل من الصالح المغاير لمذهبه وطائفته . اودعناكم اغاتي