بعد فاجعة عرس بغديدا ..الحكومة العراقيةوميليشيات ريان يتحملون المسؤولية الكاملة للترهيب والإعتقالات الحاصلة بِحق أهلنا في بغديدا السريانية الجريحة ؟!!
بِقلم : وسام موميكا
قبل أيام شهدت بلدة بغديدا السريانية حملة من التهديد والإعتقالات التي طالت أكثر من ٣٠ شاباً من شبابنا الأحرار الغاضبون والمستاؤون من تقاعص الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية والقضائية عن مسؤولياتهم تجاه ما حصل من حريق مُفتعل ومُدبر كما هو واضح وضوح الشمس لكل ما شاهده وحضره ، وما صدر أيضاً من تحليلات الخبراء والمعنيين بهكذا حوادث تكرر حدوثها في عموم مدن العراق وجميعها برر سبب وقوعها بسبب ( تماس كهربائي + مواد سريعة الإشتعال) وهَلم جراً حتى يضيع الحق وأصحابه في أروقة دوائر وأجهزة الحكومة العراقية البوليسية والمخابراتية التي تتلقى الأوامر من بعض الاحزاب الدينية الشيعية وميليشياتها المتنفذة التي نفذت مخططات إيران وأجرمت بِحق جميع أطياف الشعب العراقي والتي كان آخرها [ محرقة المسيحيين السريان في فاجعة عرس بغديدا ] والتي راح ضحيتها العديد من الشهداء والمصابين والى هذه اللحظة لم نرى ونلمس أي نوايا وتحركات جدية وحقيقية من جانب الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية والقضائية نحو إحقاق الحق وكشف المتورطين الرئيسيين والحقيقيين في هذا الفعل الإرهابي الجبان ، الذي طال عدد كبير المدنيين من أهلنا وشعبنا في بغديدا الحبيبة . لذا نطالب الحكومة العراقية وبإثبات براءتها من هذه التهم الموجهة إليها من خلال الأفعال وعلى أرض الواقع وليس فقط بأقوال وثرثرة في وسائل الإعلام ، يا حكومة العراق نحن نريد منكِ حلاً جذرياً ونهائياً ووضع حد لهذه المعاناة والإضطهادات والإبادات المتكررة التي يتعرض لها شعبنا المسيحي بِجميع تسمياته القومية في عراق اليوم ، عراق ما بعد صدام ، هذا العراق الذي كان يتخيله غالبية شعبنا بأنه سيكون أفضل من حقبة البعث ونظام صدام ، و للأسف الشديد أقول لكم “يا أحزاب وحكومات العراق خابت الظنون فيكم ” إرحلوا ..إرحلوا عن البلاد وكفاكم ظلماً وقتلاً لِشعبكم ، ألا يكفي هذا أم أنكم تريدون مشاهدة المزيد من إراقة الدماء والمزيد من الضحايا بسبب صراعاتكم السياسية والحزبية ومن أجل مصالحكم الحزبية والشخصية الضيقة !؟
ان حريق قاعة الهيثم في “فاجعة عرس بغديدا” ليس الأول ولن يكون الأخير في ظل هيمنة بعض الأحزاب المتنفذة وميليشياتها الإجرامية على الملفات الأمنية في جميع المحافظات وخاصة في محافظة نينوى ، وهذه الاحزاب وميليشياتها هي فوق القانون ولا شيء أعلى من سلطتهم وقرارهم ، وهذا ما يتضح جلياً من الجرائم التي ترتكبها هذه الميليشيات المسنودة من أحزابها وتياراتها الدينية والسياسية والمدعومة بغطاء حكومي وقانوني وخلف مسميات مختلفة ، فإذا إستمر الحال على ما هو عليه ، فلماذا ننتظر لنتأمل خيراً من الحكومة العراقية الحالية ولا من الحكومات التي سوف تليها تباعاً ، لأن الحكومة الحالية حالها حال الحكومات السابقة التي توالت على الحكم بعد سقوط نظام صدام …فمالحل إذن ..وأين سنجده لِتخليص الشعب العراقي من هذه الطغمة والزمرة الغاشمة الجاثمة على صدور العراقيين وبلادهم ، وكيف سنسعى الى تحقيق هذا الهدف الذي طال إنتظاره من أجل تحقيق تطلعات الشعب العراقي الحبيب .
فإلى حكومة العراق وأجهزتها الأمنية والميليشياوية القمعية ، أُطالبكم بالإفراج الفوري عن جميع شبابنا المعتقلين في سجونكم والذين أصدرتم بحقهم مذكرات قبض وإعتقال على خلفية المظاهرات الأخيرة التي خرجت يوم السبت ٢١/١٠/٢٠٢٣ تنديداً بإجراءآت الحكومة والقضاء العراقي والمماطلة في إجراء تحقيق عادل وشفاف بالحادثة الإرهابية المدبرة والمتفعلة لحريق قاعة الهيثم (فاجعة عرس بغديدا ) …. للأسف حدث الذي لم نكون نتمناه أبداً أن يحدث خلال التظاهرة ، حيث قاموا بعض الشباب الغاضب بالتوجه الى أملاك وبنايات تعود الى صاحب قاعة الهيثم وأضرموا النيران في البنايات ..ولكن للأسف لم ينتبه شبابنا الغاضب المتظاهرون في بغديدا من المتصيدون في الماء العكر والذين كانوا ينتظرون هكذا لحظات لِدس السم في العسل من خلال الدفع بِبعض المندسين التابعين لميليشيا بابليون وريان اللا كلداني وأتباعهِ المتهمين الرئيسيين بِحادثة “عرس بغديدا” ..وهنا كان الفخ والخطأ الفادح الذي وقعوا به شبابنا المتظاهرين المساكين من أصحاب الحق والقضية ، وأن ما حصل في تظاهرة شباب بغديدا هو تحريف التظاهرة عن مسارها ومطالبها وأهدافها لتحقيق غايات وأهداف مشبوهة يسعى إليها كل متربص بأمن وإستقرار بلدة بغديدا السريانية وأهلها الطيبين ، فهذا ليس بجديد على الشعب العراقي الحبيب لنعرفهم بهؤلاء السياسيين الطارئين والأشرار الذين قدموا الى العراق متسولين والآن نجدهم متعطشين لِدماء لدماء الشعب العراقي ومتخمين بأموال السحت الحرام ، و هكذا كان قد حدث الشيء ذاته أيضاً للتظاهرات السابقة التي خرجت ضد الحكومات والاحزاب والميليشيات في العراق ومنها ما حدث لِمظاهرات واعتصامات ثورة تشرين العظيمة ، فهذا ليس بِجديد ولا بِبعيد عن الحكومة العراقية وأحزاب السلطة وميليشياتها الدموية والإجرامية لكبت الحريات وإغتيال الناشطين والأحرار من العراقيين الشرفاء .
قال السيد المسيح :
“قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ».” (يو 16: 33).
“وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنَّ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ.” (مر 13: 13).
ونحن كمسيحيين عراقيين وخاصة السريان بدأنا ندرك تماماً بأننا كنا ولازلنا المستهدفين الرئيسيين في العراق لدفع ما تبقى من شعبنا نحو الهجرة وترك أرضه ومدنه وبلداته التاريخية لتنفيذ مخططات وأطماع إيران بمساعدة (ريان اللا كلداني وأتباعه من الذيول الذين باعوا أهلهم وشعبهم للغرباء ) ..يجب أن تنطقوا بالحقيقة يا رجال الدين المسيحيين ، فهل سيفعلوا بكم أكثر مما فعلوه وما إقترفتم أياديهم من قتل وحرق لرجالنا ونساءنا وأطفالنا كالذي حدث في فاجعة عرس بغديدا !!؟ ..إصحوا وكفاكم خوف ومجاملة ، فالحقوق تُأخذ ولا تُعطى ، وهذا ما أثبته لنا تاريخ أباءنا وأجدادنا السريان في بغديدا و كمية الإضطهادات والمجازر التي تعرضوا لها في العراق ، وأيضاً ما تعرض له المسيحيين السريان من مجازر في سوريا وتركيا ولبنان وأماكن أُخرى في الشرق الاوسط حتى يومنا هذا ، ويجب علينا أخذ العبر والدروس من الماضي وأن لا نستبعد حدوث إستهدافات أخرى تجاه شعبنا في المستقبل لأن التاريخ يقول لنا هذا هو واقع العراق للأسف..!!!؟
والآن نحن أمام سيناريوهات كثيرة ومفتوحة في العراق وتتطلب منا جميعاً كمسيحيين سريان أن نتوحد لإتخاذ القرار المناسب للحفاظ على ما تبقى من أهلنا وأبماء شعبنا والخيارات المشروعة عديدة وأهمها تدويل قضية شعبنا ورفعها الى المحافل الدولية لتأمين مناطقنا التاريخية في سهل الموصل وطلب الحماية الدولية بسبب إنعدام الثقة والأمل مع شركاءنا في الوطن ، فالمرحلة الحالية عصيبة جداً ويجب علينا جميعاً ان نترك العاطفة ونؤجل الحديث عن الإخوة والوطنية وهذا الكلام الفارغ الذي لا يؤمن حياة أهلنا وشعبنا المسيحي عموماً ، كما ويتطلب منا جميعاً العمل من مبدأ إنعدام الثقة بأية جهة حكومية وأمنية وحزبية لأن تجربتنا معهم قد فشلت وها قد وصلنا إلى طريق مسدود ليس فيه حتى بصيص أمل ..هذه هي الحقيقة فإقبلوها مني كما هي من دون تنازل ومجاملة لمن يدعون شراكتنا وإخوتنا بالوطن الجريح الذي إسمه العراق ، فما حصل لشعبنا وما تعرض له عبر التاريخ من إستهدافات وإضطهادات وقتل وتهجير مبرمج فإنه لم يأتي من فراغ ابداً .. لذا يا رجال الدين المسيحيين قد حان الوقت للإعتراف بالحقيقة أمام شعبكم وإخلعوا ثياب الخوف منكم وكفاكم إنحناءاً وإستسلاماً للشر وأتباعه ..فالمسيح قال (تعرفون الحق والحق يحرركم ) ..وهذا الكلام تحديداً أوجهه الى سيادة المطران مار بنديكتوس يونان حنو رئيس اساقفة ابرشية الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك وأيضاً الكلام موجه الى نيافة المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف راعي أبرشية السريان الأرثوذوكس في الموصل وكركوك وإقليم كوردستان ، كونوا أُمناء للمسيح وكنيسته ولشعبكم المؤمن ، يجب أُمناء للحقيقة بدلاً من الكذب وتجميل الصورة المشوهة للذين تلطخت أياديهم بدماء آباءنا وأجدادنا الى يومنا هذا لايزال هؤلاء المجرمين يقترفون أبشع الجرائم والإبادات بحق شعبنا سكان العراق الأصليين ..كفاكم صمت يا آباءنا الأفاضل ، فالشعب المسيحي السرياني صبر عليكم كثيراً وقد حان الوقت لتلتفوا إليه وتحترمون آراءه وتطلعاته وان لاتقفوا حجر عثرة في طريقه عندما يختار الهجرة الى بلاد أخرى تحترمه وتعامله بإنسانية وتمنح له كامل حقوقه على عكس ما يعيشه ويعانيه في بلده الذي كان بلده الأُم قبل أن تحتله قوى الشر والظلام .
وأختم مقالي هذا بتوجيه رسالة الى سيدنا المطران مار بندكتوس يونان حنو ، لأقول لسيادته أنني وجميع أهلنا وشعبنا في بغديدا ينتظروك لتنفيذ وعودك لهم في حال عدم مقدرتك على أخذ وإسترجاع حقوقهم من أنياب الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية والقضائية ومحاسبة المجرمين الذين إرتكبوا جريمتهم في محرقة المسيحين (فاجعة عرس بغديدا) ، يا سيدنا يقول المثل (أُضرب الحديد وهو ساخن ) فما فائدة ضرب الحديد بعد أن يبرد والحليم تكفيه من الإشارة ليفهم ….وهذا وعدٌ مني بأنني سوف أقف الى جانب أهلي وشعبي في بغديدا ومع ذوي الشهداء والمصابين وسوف أضرب بقوة كل من يحاول أن يتاجر أو يساوم بدماء ضحايا هذه الفاجعة …وسأبقى أترقب الأوضاع وما ستحمله لنا الأيام القادمة من أخبار ، عساها أن تكون سارة ومفرحة لأهلنا ولشعبنا وخاصة لذوي الشهداء والمصابين …فالرب معنا فَمن علينا .