بشرى سارة في افق العراق المظلم :
تأسيس مركز ثقافي جديد في بسماية:
شكراً لمعاون الثقافة و الأعلام و كل المساهمين في بناء مركز ثقافي جديد: حيث إحتضنت (بسماية) و هي مجمع سكني تابع لمحافظة بغداد بيتا ثقافياً برعاية و كيل وزارة الثقافة السيد الدكتور عماد جاسم بعد عمل تنسيقي وجهود متواصلة، تم أخيرا افتتاح مركز ثقافي في بسماية بالتعاون بين وزارة الثقافة والسياحة والاثار و وزارة الشباب و الرياضة و هيئة الاستثمار، ليكون مركزا و بيتاً لإستقطاب الطاقات الابداعية للمثقفين والموهوبين من سكنة تلك المدينة لتباحث القضايا الفكرية و الفنية و الثقافية المخلتفة.
وبهذه المناسبة أشكر الدكتور عماد جاسم و زملائه المتعاونين في هذا الصرح الذي يحتاجه كل مدينة و ناحية في العراق .. آملا منه متابعة برامج المركز و دعمه بآلمال و الأمكانات و تدشينه بكتب حول آلفكر الكوني الذي وحده ينقذ العراق و البشرية بإذن الله ..
و قد جرى تنظيم حفل افتتاح رسمي للبيت(المركز) الثقافي برعاية وكيل وزارة الثقافة، الدكتور عماد جاسم، وعدد من ممثلي دائرة العلاقات الثقافية في الوزارة، وجمهور من عوائل المدينة.
أتمنى من الأخوة في وزارة الثقافة أن يكونوا بحق ممثلين للثقافة و الفكر لا كآلدورات السابقة حيث مروا مرور الكرام لاجل الرواتب و النهب ثم التقاعد و في أمان الله و كأنك يا زيد ما غزيت .. و من أهم الأولويات التي يجب مراعاتها في هذا المركز هو فتح مكتبة مركزية مع أجهزة حاسوب مختصة بآلمكتبة و الكُتب و المنشورات ليكون المركز الذي يجمع المهتمين بآلفكر و الثفافة مع إقامة دورات إسبوعية و شهرية و منتديات و محاضرات يتم دعوة المفكرين و الفلاسفة إن وجدوا في العراق .. و إعطاء شهادات تقديرية للمشاركين كتشجيع لهم أو دعوة الفلاسفة حتى من خارج العراق لأحياء الثقافة و الفكر الذي مات في العراق للأسف .. أو كان ميتاً بآلأساس بسبب تسلط الحكومات الحزبية الجاهلية!
و أرجو كذلك إجراء مسابقات فكرية و فنيّة و معارض و ما شاكل ذلك لتفعيل و جذب المريدين لهذا المركز الذي يجب أن يفعل .. خصوصا و إن مدن العراق خالية من المكتبات الهادفة ذات المصادر و الكتب الجيدة مع عدم وجود مدراء أكفاء و عاملين يعرفون قيمة الفكر و الثقافة في الوجود .. بكون قيمة الأنسان لا يتحدد بجسمه و لباسه بل بالفكر و ما يحمله من ثقافة كونية لأدارة شؤون الأنسان و المجتمع و الدول و العالم أجمع لتأسيس حضارة بديلة عن هذه الحضارة الوحشية السائدة.
محبتي و تقديري لكل من يساند لبناء أمثال هذه المراكز و يؤسس الدور الثقافية و المنتديات في أي مكان ممكن حتى و لو داخل بيت أو مقهى أو مؤسسة أو دائرة حكومية .. لأنها السبيل الوحيد لأنقاذ العراق من جهل السياسيين و الأحزاب الجاهلية المتحاصصة لسرقة أموال الناس لأن مستوى فهمهم لا يتعدى بكون السياسة و الحزب و الحكم ما هو إلا وسيلة للإغتناء لا أكثر و للأسف الشديد و هذا هو واقع الحال منذ آلاف السنين!!؟
لذا أرجو من جميع المثقفين في مدن و محافظات العراق و كل دول العالم السعي لبناء مثل تلك المنتديات في مراكز المحافظات و المدن و كذلك الأقضية و النواحي التابعة لتثقيف الناس و خلاصهم من الأمية الفكرية المنتشرة بكثرة حتى في أوساط الجامعات و المدارس العراقية للأسف.
و أتمنى من ابنائي و أخواني في الحكومة و البرلمان و قد تحدّثت كثيراً مع بعضهم لإنشاء مثل المكتبات الهادفة .. لبناء الفكر العراقي المحطم كما الفكر العربي و العالمي .. فوجودك أيها العزيز رهن بفكرك و ما تحمل من قيم .. و باقي وجودك مجرد كتلة من اللحم و الدم و العظام و الشعر و الفايروسات.
[أنا أفكر إذاً أنا موجود] – ديكارت .
[مَنْ إغتنى من السياسة و الدّين فاسد] – العارف الحكيم .
العارف الحكيم العزيز ..