الافاعي العراقية صارت اكثر سماً وخطورة ووحشية , واكثر شيطنة ودهاء وخبث ولؤم , في عهد ( مولانا السلطان ) في تنفيذ مفهوم ( الديموحرامية ) ببراعة ومهارة عالية التقنية , في اللغف والشفط والنهب , بذلك تحول الفساد المالي والاداري , الى غول وبعبع يثير الخراب والدمار , في البنية الاقتصادية , ويعرقل عجلة مسار التطور والتنمية , بل ينخر الدولة حتى يحولها الى هياكل عظمية فارغة وكسيحة ومشلولة مصابة بالشلل الكلي , في سيطرة الفساد المالي والاداري , على عصب الدولة السياسية والمهنية , واضحى هو المسيطر والمتحكم في دفة قيادة الدولة , وهو الذي يدير مرافق الدولة من كبيرها حتى اصغر مرفق حكومي , بذلك ضاعت الدولة ونهبت الاموال , وكبر وتضخم حجم الفقر الى معدلات ونسب مخيفة , وانتشرت الجيوش من الفقراء , التي تبحث عن رزقها اليومي في توفير الخبز المر , في مقالع الازبال والنفايات . ونتيجة هذا الانزلاق الخطير في حياة المواطن المعيشية , اكتسب مفهوم ( الديموحرامية ) طابع حيوي في ابتكار طرق غير مطروقة في السرقة واللصوصية , وفي نفس الوقت اكتسبت الفيلة طبقات مضاعفة من الشحوم والتخمة والترهل , وهي تسبح في بحر المال الحرام , بالتواطئ والدعم اللامتناهي وغير محدود من ( مولانا السلطان ) وهو ينشرويوزع البركات من الذهب والفضة والاخضر على اعوانه والحاشية المقربة وعبيده وخدمه , ودعواتهم المحبة تتصاعد الى عنان السماء , بالمجد والتعظيم والتبجيل الى جلالة ( مولانا السلطان ) , ونتيجة هذا البذخ والكرم الذي يتعدى حدود المنطق والخيال , تحولت الدولة العراقية الى دولة فضائية تحتلها مخلوقات فضائية وهمية . جيوش وهمية . سياسات واصلاحات وهمية . شركات وهمية , وموظفون ومتقاعدون وهميون . عقود وهمية , حمايات وهمية . مرافق ومؤسسات وهمية , وكلاء ومستشارون وهميون . مشاريع وهمية , الحمدالله . اكتشفت لجنة النزاهة البرلمانية , بوجود اكثر من 6 آلاف مشروع وهمي او فضائي , كلف الدولة العراقية عشرات المليارات الدولارات. بمعنى صارت لعبة اختفاء المليارات الدولارات , ظاهرة روتينية , كظاهرة الارهاب الدموي , الذي يحصد المواطنين الابرياء يومياً , وحياتنا صارت وهم في وهم , والعراق محتل من مخلوقات فضائية وهمية استعمارية , حشرتنا في نفق مظلم , وجعلتنا نتذوق طعم مرارة الحنظل والشدة والعسر والضيق وعسف الحياة اليومية , ان هذه الحالة الكارثية التي اصابت العراق , لا يمكن ان تستمر في نيرانها الحارقة , لابد من ايقافها حتى نخرج من النفق المظلم . لابد للقانون ان يقول كلمته التنفيذية , بالقرارات والاجراءات الرادعة بحق الفيلة وثعابين الفساد المالي , وتقديمهم الى المحاكم العراقية , مهما كان شأنهم وموقعهم السياسي , لانهم مجرمين وفق القانون العراقي . لابد من تنظيف وتطهير وتحرير العراق من هذه الجيوش الفضائية المحتلة , ولايمكن ان يكون ذلك , إلا بمعاقبة الفاسدين , بالقوانين الرادعة والصارمة , ونزع منهم الاموال المنهوبة , وعودتها الى الدولة العراقية , لان من الظلم والعسف واللاعدالة , ان يدفع المواطن فاتورة الحساب لهؤلاء الجرائيم الخطيرة , ويتحمل الاعباء المعيشية والاقتصادية , ويكون كبش فداء وضحية , للازمة المالية وعجز ميزانية الدولة السنوية , وان يقع ضحية التقشف وفرض ضرائب جديدة مرهقة , لايمكن للمواطن ان يتحمل شراسة الفساد المالي , ومسؤولية فتح الابواب للعتاوي الفاسدة ان تنهب وتسرق بحرية تامة . ولا يمكن للعراق ان يتجاوز الازمة المالية , إلا باسترجاع الاموال المنهوبة وتقدر بعشرات المليارات الدولارات , كافية الى تحسين وضع المواطن الاقتصادي , وتخفيض نسب معدلات الفقر , انها العلاج الوحيد الشافين , وغيرها اسبرين موقت ومخادع . لابد من خاتمة ونهاية لهذا الطاعون السرطاني الخطير ( الديموحرامية ) بالحزم والقسوة الصارمة , التي تخدم الشعب