بداية آلحَلّ .. مِنْ هُنا:
قرأتُ عن العراق كآلمعتاد كل يوم لعليّ أسمع ما يفرحني بظهور المنتظر .. رغم إني لم أعدّ أحسُّ بعراقيّتيّ وإنتمائي لبلدٍ لا يَقتلُ إلّا الأئمة وآلمُفكريين, ولا يُشرّد إلاّ أهل القلوب ألطيّبة, وبآلمقابل .. يعزّ و يثرى و يغترّ فيه المنافقين و الأذلاء ويحتضن الجّلادين بقدر وحجم فسادهم ووسِعَ خرابهم .. فكيف يُمكن لِمن لهُ قلبٌ و سمعٌ و بصرٌ و بصيرةٌ أنْ يرضى و يستكينَ في هذا آلوضع ألمُتوحّش خصوصاً بعد شهادة مَنْ كانَ يرتاح و يستأنس القلب لرؤويتهم؟
لذلك حاولتُ أنْ أنساهُ – و إنْ بَقِيَ منهُ في آلرّوح بقايا, و هنا المعظلة – حيث نسيتُ حتى أشيائي الخاصة وسط الغرباء إلّا التقارير ألظالمة التي كُتبت بحقّنا من المنافقين ألأذلاء رغم إنّا كُنّا نريد الخير للعراق, والتعذيب الذي حَفَرَ بأجسادنا جروح لم تندمل بعد .. لكثر ما رأيتُ منه وفيه من العذاب و الهوان و الظلم والقسوة و الجّوع والتشريد و الملاحقة و إلى الآن .. حيث كانت الأيام تمرّ علينا مُتوحشة حادّة الأنياب؛ جائعة تحصد أرواحنا؛ مجنونة تعبث بجلودنا؛ وضيعة تستهدف كبريائنا, رغم إننا كخواصّ أخذنا من مُعلّمنا (ألآدميّ) درس العُمر، فانطلقنا غيرَ مبالين نطارد آلموت؛ نتبعه في الليل والنهار؛ بين القصب؛ في البساتين؛ في المدن؛ في قلب العاصمة؛ على الطرقات والميادين؛ في الجبال، لاحقناهُ في الزنازين المظلمة, كان ملك البلاد يتمنى أن يراهم مطأطئ الرؤوس ولو ساعة من نهار .. فأبوا إلا كسر أمنيته، صاروا نخيل الأرض وجبالها، إستطالوا مع الألم والحزن، لقد أخذنا من معلمنا كلمات غاليات تتضمن سرّ الوجود، فكانت دليلنا ونحن نضع الخطوات على الطريق للوصول إلى المعشوق الحقيقيّ.
رغم كلّ هذا .. عدّتُ و قرأتُ عنه اليوم بلا إختيار وأنا مُسجّى .. كما كلّ يوم و بنظرة خاطفة من خلال هاتفي الذي لا يفارقني؛ أهات و نداء كاتب معروف هو حسن حاتم المذكور كأحد الوطنيين – بل أُفَضَل القول – من الأنسانيين – ألمعذبيين الذي بدأ للتوّ يكره وينمو بداخله قهر العراق لِكثر ما رآى من ذلك العذاب و المرارات التي عاشها والشهداء العظام الذين تمّ ذبحهم بسكين عراقيّ تمّ شحذهُ وأقلمته بمبارد خارجيّة و بمهارات فائقة!
يقول: [دوّامة السؤال المُحير؛ هو إنّ الجرح العراقيّ ما زال ينزف غضبه ولم يفقد من اسمه, ولا حرف واحد ــ ولن ــ (اطمئنوا)].
و العنوان نقله عن مضمون, رسالة للأستاذ الجامعي(طالب دامج), كانت هي الأخرى نداء وطنيّ مشتقّ من صلب (الفلسفة الكونيّة) للفيلسوف الكونيّ ألذي أوصى في مقاله الأخير بآلتسلح بآلفكر بعنوان[وصايا للمثقفين الكبار], يدعو فيه أهل الفكر والعلم, (الأكاديميين والكُتّاب والعلماء والأعلاميين) منهم بشكلٍ خاصٍ, أنْ يلموا بعضهم في تجمع وطني, يلتقي فيه 30 الى 50 فما فوق من الأساتذة الأفاضل, عدد كنواة يكفي انْ يطرح المعاناة العراقية – الأنسانية, لأننا جزء من العالم وجُزيئَةً من الكون, على بساط الرأي العام العالميّ بنجاح, ليس بينهم من لا يستوعب؛ أنّ جلاّد اليوم استورث أدواته من جلاّد الأمس .. وإنّ الفساد والأرهاب ليست ديمقراطيّة و لا عدالة وإن توزّرتهما, ونظام الفدرلة والأقلمة وخرافات المتنازع عليها, في نظام التحاصص والتقسيم, ليست بعراق جديد؛ واذلال الفقر والجّهل والتردي الصّحي, المغموس بالتخريف والشعوذة والتدمير المنظم للوعي العراقي ليست حرية؛ وإن النظام القائم, ليس إلّا وجه آخر للنظام السابق, كلاهما مُلطخ السّمعة والتاريخ, بدماء الوطنيين ووأد الهوية الأنسانيّة.
“السؤال المُحيّر”, يصغي الى أنين الواقع ويصرخ خيبته, لماذا لا نتفق نحن الضحايا في الخارج و حتى الداخل .. حول صيغة وطنيّة – إنسانيّة, نبني عليها مستقبل علاقاتنا التضامنيّة مع شعبنا الجريح في الداخل؟
و يواصل الجميع (السؤال) منكسرين؛ تهرس أرواحهم تجارب فشلت؛ وتشرب الأحباط من مراضع ثقافة الترقب السلبي؛ وآلأمية الفكرية التي صارت هي السّمة المميزة لشعب العراق و (مثقّفيه) .. ولو إذا أردنا أنْ ننهض, من داخل صيغة مشروع وطني – إنسانيّ, للتضامن مع أهلنا وأنفسنا قبل ذلك؛ علينا ان نتحرر أولاً, من بقايا يسار ما كان يوماً حتى (ولو) بعد محو الذات, ثم نودع اربعينيته بعد الألف, ونخرج عنه بوعي آخر, ونغزل ارادتنا بدماء شابة, يهتف نزيفها بسلامة العراق و قبله الأنسان .. الصوت الفاضل للأستاذ طالب دامج المنطلق من ثنايا (الفلسفة الكونية العزيزية), يدعونا ألاّ نترك العراق(إنسان العراق) وحيداً لأن الأنسان فيه قد مات و لم يبق فيه سوى رمقٌ يُحرّك أجساماً نحو المجهول من غير إرادة, كل المثقفين يؤيدون ندائنا الكوني ألمُعزز بخالق هذا الكون كمشروع تضامني أخير, رغم كلّ تلك الظروف ألغير سارة بشكل عام, بشرط أن نريد أوّلاً, و نتوكل على الله ثانياً, و على الأنسان الكونيّ الذي يؤمن بآلفلسفة الكونية ليُمكنهُ فتح ثغرة في المستحيل, وتكثيف التواصل والحوار و تشكيل الوعي الجمعيّ الهادف لمحو الطبقية, وآلأبتعاد عن مشورة ووصاية متسلّقي الموجات .. ما لم يُعلنوا توبتهم بشرطها و شروطها! حريتنا واستقلاليّتنا ستُوحد أفكارنا الكونيّة ألسّاميّة و تعظم نشاطاتنا وتصقل ارادتنا, في جهود مثمرة, مع الحذر, فهناك الى جانب كل مبادرة وطنية, يولد معها من يحاول اغتيالها و ركوبها, و بما أن أهدافنا واضحة و جليلة و صريحة فأنها ستنتصر لأنّ إنطلاقتها تبدأ من نقطة الوعي التي لا تُقهره حتى آلموت, و لا يتمكن اليأس والأحباط والأنانية أن تعيق المسير, رغم وجود التشكيك بوعي الرأي العام لفقدانهم إلى فلسفة متكاملة عن الحياة و الخلق و الوجود و الهدف منها, لذلك لا بد من التركيز على بيان الهدف و فلسفة العدالة الكونيّة العلويّة, و هذا هو الأمر الأوّل و العنوان ألكبير الذي يجب أن يحمله الحراك الشعبي ألواعي, فقد مرّ البعث بكامل دمويته, واستورثت الأحزاب بإسم الأسلام و الوطنية و اليسارية و اليمينية و القومية و العشائرية كامل أدواته, و بين ديمقراطيّة (الرسالة الخالدة), و (ديمقراطية الأمر بالمعروف) ووووو … يوعدنا (فتاحي الفال) بعراقٍ جديد كما يقولون, و من هنا على الجميع: إعلان التأئيد والدّعم و المشاركة في هذا الجهد الكونيّ العظيم ألذي وحده ينفع العراق والأنسانية.
ع/كروب ألفلسفة الكونية:
الفيلسوف الكونيّ