عبد الصاحب الناصر

لم يعد اي مجال للتسويف ولا وقت لإخفاء الحقيقة، و لم يعد للانسان العراقي البسيط المسالم حيلة او صبر و لا حتى عمر لكي ينتظر متى تغتنون و تشبعون و ترحلون ، او تكتفون بالمناصب لكم و لأهلكم و ازلامكم فتتعظون .
لم يعد يشعر العراقي انه مسموح له، او انه يتحمل ان ينتظر اكثر مما تحمل ، فمتى تُصلَحوا، او تنقلعوا ، إذا لنطرحها واضحة كالشمس و لنبقي على “بعض ماء وجهكم، ان لم يجيف و تكتنفه كله جيفة البعث و الطائفية . هذان العنصران هما اهم اسباب تصدع اطراف العراق منذ سنة ٦٣ الى يوم سقوط الصنم. حسننا ، انا اتطوع اليوم و اقولها بصراحة و ليتهمني من يشاء بما يشاء، ان البعث و الطائفية السنية هما مرض العراق ” المزمن”، الذي اخذ بالتوسع تصاعدا بعد التغير، يقابله من الطرف الثاني الخوف” المزمن ” الذي تتلبسه و تتعمم و تعتصم به اكثر قيادات الشيعة في العراق، منذ تولي الملك فيصل الاول و تنصيبه ملك على العراق، استنجد بما يذكره دائما الدكتور عبد الخالق حسن، نقلا عن كلام الملك نفسه أن “العراق مملكة عربية سنية..تحكم شعب اكثريته شيعية ” من نفس عنصر الحكومة….”
لنشرح بعض جوانب هذا الكلام ومن طرفي المعادلة. فاذا كان شيعة العراق طائفيون كما يدعي سنة العراق و بقية العربان والطائفيون و السلفيون الوهابيون و بقية قادة العرب من اصحاب السيادة و المعالي و الجلالة ممن تدفع لهم اثمانهم يوم بيوم و دفعة بدفعة، و يزقون عن بعد من الخارج بكميات من التخدير و التشويش والتضليل، و من قبل كتاب تستحي و تستنكف صفة الكاتب منهم ،” غير المثقفين او أدعياء الثقافة ” !. لماذا لا يتبرعوا و يشرحوا لنا ما الذي يدفع شيعة العراق، الشعب المعدم اصلاً ، ماذا يدفعهم لمحاربة داعش التي تحتل المناطق السنية، و يسبي نسائهم و يهين شيوخهم؟ اليس من ذاك المنطق ، منطقهم ” إذا ” ان يفرح الشيعة باجرام داعش فيوسع من نسبة المعادلة السكانية لصالح الشيعة؟ فلماذا يحارب الشيعة ويضحون بابنائهم في محاربة داعش لتحرير مناطق السنة؟ أليس من الافضل ان يركز الحشد الشعبي، و بقية الجيش على حماية المنطقة الشيعية من تفجيرات و ارهاب داعش؟ فلو اتخذ شيعة العراق هذا الجدل المنطقي في حملة اعلامية واسعة كالحملة المضللة الواسعة و الحاقدة على شيعة العراق، لاكتفينا ببعض المحاججة، و لتركنا سنة العراق يتقاتلون فيما بينهم على سجيتهم و باختيارهم حسب منطق من يدافع عنهم .ان الحقيقة الناصعة التي لا تقبل كل هذا الهذيان، ان من يقف مع العراق الموحد هم شيعة العراق، شيعة علي ابن ابي طالب (ع)، و ان من يقف مع الارهاب و يتصوره منقذ لهم هم من ادخل الارهاب الى غرفهم و زوجوا صغار بناتهم و تبرعوا لهم بنسائهم . لندعهم ولنتركهم يفكرون بحالهم. لماذا اذاً يحتلهم الدواعش، و البعث والحاقدين السنة الذين سمحوا للشيعة بتحرير اراضيهم؟.
لكن اذا حللنا وضع متعلمي الشيعة و بالأخص من يحمل درجة الدكتوراه منهم، والذين يتمنطقون بما يشتهي الارهاب .كما يجيب و يصرح رئيس الوزراء ، انه سيؤلف لجنة للتحقيق. يا سيدي، يقول المنطق ان هذا اعتراف سخيف و ضمني بوجود تجاوزات، عندما لا يطالب نفس رئيس الوزراء هذا ، يطالب ان ياتوه بالدليل القاطع ، و بعدها يمكنه ان يؤلف لجان للتحقيق مثلما حقق في مجزرة سبايكر مثلاً. و اقول باعلا صوتي: من يملك هكذا قادة ، لن يحتاج الى الاعداء ؟

و تتشعب فتتأصل صفة منذ الازل . ان الشيعة و في العراق بالاخص تعودوا على الدفاع عن انفسهم ، حتى في سبب موت البطل ” محمد علي ” و استطابوا هذه الحالة ، و يحلمون بصفة المظلومية كعلاج لاورام السرطان .
تشير و تصور و تظهر على كل شاشات التلفزة طوابير الهاربون من بطش الدواعش، كما تشير الى ان اكثرية الهاربين هم من النساء و الاطفال، اين الرجال اذاً؟ اين رجالهم ليستجيبوا لدعاء او لنداء فلوجة؟.
جاءت الادارات الامريكية ، لسوء خبرتها او لحقد مصمميها و حقد الصهيونية العالمية انتقاما من حزب الله ، الوحيد من بقى يدافع عن فلسطين، فجاءت بقيادات شيعية جاهلة، انانية و قليلة الخبرة، سمحت للبعثيين ان يتسللوا الى داخل صفوفها مغشوشة و مغرورة بفرحة توسعها، و الا ، هل مات شيعة العراق فشدوا السروج على الكلاب لقلة الخيل ؟.ام ابقوا على فحول ” التوث ” للهيبة و للبكاء و النجيب ؟ فقط .
و اقول لهم ، لفوا و دوروا و ابتعدوا عن الحقيقة ، الحقيقة التي تصرخ بأعلى صوتها تشق السماوات (( انتم السبب ))، و اغرسوا رؤوسكم في رمال الفلوجة ، لتتبختروا كعمار و مقتدى و الكثير منكم ، تبختروا يا سادة ، يا اسباب الفشل في حكم العراق، تبختروا كعناتر الامس .
ماذا تعني مقولة ( قولوا هم اهلنا) ، اذ هم من يرفض هذه القرابة ؟ . وهم من يقتل و يفجر و يرهب اهلنا الحقيقين .تتوالى التفجيرات كلما اشتد القتال على الدواعش . من هم هؤلاء و من اين جاؤوا إذاً، و من يهيئ و يمول و ينفذ و يفخخ ويقتل الابرياء من العراقيين ؟ اليسوا هم عراقيون ، كل المحتجزين المتلبسين بالجرم المشهود و المعترفين بعظمة السنتهم ، اليسوا هم عراقيون من المناطق الساخنة ، من مناطقهم ؟.
انا ، لا اري ان ننجر لنقاشات و جدلات بيزنطية، او الى محاججتهم او الى تكذيبهم او الى اي دعايات فاسدة مغرضة، فهذا ديدنهم و هذه بضاعتهم دعوها تتعفن عندهم . هم لا يجادلون من اجل الحقيقة بل كل همهم هو التسقيط و الا لساعدوا وساهموا في انقاذ اهلهم . حتى بعض الكتاب الذين يتملحون بكونهم يساريون و ديمقراطيون ، فعندما يكتبوا عن هذه الحقائق و الواقائع يدسون بين سطورها حقد دفيننا ، حقدا لم يتعلموا ان ينتزعوه من نفوسهم . انهم لم يعودوا وحدهم من يحكم العراق ، و ان الوقت عاد الى جانب الاكثرية ، و لماذا لن يبحثوا بمن جاء بالدواعش الى الفلوجة . هل هو المالكي كذلك كما يدعون بانه من اتى بالدواعش فاحتلو الموصل . و “حسننا ” اخرى ، لماذا( إذا ) لا يحرروا الموصل ، ليسدوا الباب على الحشد الشعبي الذي هو اخطر من الارهاب الوهابي ؟ كما يدعون و يسوقون و ينافقون و يشتكون . هلموا الى نصرت اهلكم في الموصل ، قبل ان يستغل الحشد الشعبي و يسرق اللحف و الصوبات ، و الثلاجات ، هلموا و اغلقوا الباب ام الحشد الشعبي و طالبوا ممن يساندكم اعلاميا ان يموكم بالمال و السلالح لتحرير اراضيكم و لا تكتفوا بدعاء ( وا موصلا ) ، ضعوهم على المحك لتتوضح لكم الصورة و ترفع عن اعينكم غشاوة الطائفية و الحقد الدفين .
عبد الصاحب الناصر