أحمد الخالدي : 
 
 
يتعرض الفرد إلى الكثير من العقوبات و بشتى اشكالها تبعاً لمصدر تلك العقوبات فتارة تكون صادرة من القانون الوضعي للمجتمع البشري و تارة اخرى نجدها تصدر من السماء و حسب نوع الجريرة التي ارتكبها الانسان فتأتي العقوبة منسجمة مع الآثار المترتبة عليها و لكننا في بعض الاحيان نجد أن للعرف الاجتماعي أو ما يسمى بقانون القبيلة أو العشيرة تأثيراً كبيراً  على سلوك الفرد فيخضع لأحكامها و قوانينها فلعل من ابرز تلك الانظمة و القوانين الاجتماعية هي عقوبة النفي خارج حدود القبيلة مرة او حدود المدينة والدولة إن اقتضت الحاجة لفترة محدودة او غير محدودة وتكون حينها بمثابة وسيلة تأديبية للفرد عندما يقدم على فعل جريمة ما تجعل منه شخصاً منبوذاً وغير مقبولاً به بين ابناء قبيلته فلقد حفل التأريخ الاسلامي بالعديد من تلك الوقائع المهمة التي تؤيد ما ذهبنا إليه ولعل ما صدر من يهود المدينة المنورة من فتن و مضلات الفتن دفعت رسولنا الكريم محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) بنفيهم من المدينة إلى الصحاري القفار جراء ما ارتكبوه من افعال مشينة و لكبح جماح محاولاتهم المستمرة بتأجيج نار الفتن و الطائفية و الضغينة بين المهاجرين و الانصار بالمدينة  هذا مع اليهود لكن ما ذنب الملايين من الابرياء و الفقراء أن ينفوا من بيوتهم و مدنهم قسراً دون أي مسوغ قانوني أو سند شرعي و تحت تهديدات بالقتل و الفتك و انتهاك الاعراض و اهانة الكرامات إما من التنظيمات الارهابية لخوارج العصر داعش او مرتزقة المليشيات الاجرامية المنضوية تحت إمرة القيادات الايرانية المتعطشة لسفك الدماء و زهق الارواح حتى لو كانت على حساب شعوبهم أو المجاورة لهم و لذلك فقد اصبحت ملايين العوائل العراقية من المدن الشمالية و الغربية ضحية مشاريع ايران الاستكبارية و مخططاتها التوسعية الرامية إلى تغيير ديموغرافي لتلك المناطق بعد افراغها تماماً من سكانها و افتراشهم الصحراء القاحلة دون مأوى و انعدام كامل لكافة مستلزمات الحياة من مأكل و ماء و دواء بسبب الغياب الكامل لحكومة العراق الفاسدة حتى غدوا فريسة سهلة للأمراض و الاوبئة الفتاكة و السباع الضواري وفوق كل هذا و ذالك فبدلاً من مد يد العون لهم و تقديم كل ما يعينهم على مواجهة صعوبة الحياة نجد حكومة العبادي الفاسدة و برلمان العراق بؤرة الفساد و الإفساد يوجهون كيل تهم الارهاب و الانتماء لداعش لأهلنا في تلك المدن المغلوبة على امرها دون دليل أو برهان تثبت صدق تورطهم بالعمل مع داعش وهذا ما استنكره المرجع الصرخي جملةً و تفصيلاً بمحاضرته السابعة لبحثه وتحت عنوان ( السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد الللحد ) في 5/8/2016 رافضاً لكل تلك التهم و موجهاً أصابع الاتهام للسيستاني كونه حاضنة داعش و ليس اهلنا في المناطق الشمالية و الغريبة قائلاً : ((فإذا كان محاربة أهلنا وأعزائنا وأبنائنا وعوائلنا من السنة في المناطق الغربية والشمالية؛ لأنّه حاضنة لداعش فالأولى السيستاني يحارب لأنّه هو الأساس في وجود داعش ))
السيستاني و بالرغم من ضخامة ارصدته المالية التي تقدر بالمليارات فنراه في تغافل كبير و عدم مبالاة لما يجري على النازحين من مآسي و ويلات و لا يقدم لهم إلا الفتات الفتات .