ان منظومة الفساد التي تشمل الطبقة السياسية وكتلها تفرض علينا الركون الى وجود رؤية مشتركة بين هذه الكتل السياسية لاستمرار الفساد الذي يصب في صالحها ، ولاجل هذا الاستمرار لابد من مفتاح سحري يديم الفساد ومنظومته ، ومن هنا نفهم اعتماد هذه الكتل السياسية للطائفية كمفتاح سحري لوجودها وديمومة فسادها ، وهنا نجد ارتفاع النعرات الطائفية بين هذه الكتل السياسية قبل الاحداث المهمة التي تنتاب البلد وشؤونه السياسية والاقتصادية ، ولعلنا نتذكر ان هذه النعرة الطائفية تتصاعد وتعلو قبيل كل انتخابات سواء محلية او اتحادية…

اليوم وفي مفارقة غريبة يخرج النائب حيدر الملا مطالبا برفع صور الخميني والخامنائي من شوارع بغداد ، ولكأنما رفع هذه الصور او عدم رفعها سيحل مشاكل كثيرة في العراق ، والغريب ان حيدر الملا يحاول تقديم نفسه كوطني لايمت بصلة الا للعراق ودون اجندة خارجية ، ولو كان ذلك لكان عليه ان يطالب بتحقيق بالتصريحات التي ادلى بها النائب احمد الجلبي والتي من اهمها تشكيل الحكومة العراقية في السفارة الامريكية والفيتو الايراني ضد اقالة المالكي ، لكن كيف له ان يقوم بذلك وهو جزء من منظومة الفساد المسيطرة على العراق…

ان المتأمل في مسرحية الصور في مجلس النواب والتي تضمنت فعاليات الاكشن والاثارة من ضرب وركلات يخرج بنتيجة ان المراد من ذلك هو اعلاء صوت النعرة الطائفية للاجهاز على حراك وطني قريب ، والحراك الوطني هو المظاهرات التي ستخرج يوم 31 اب والتي من المؤمل منها انتاج خطاب وطني موحد للشعب العراقي ليدخل كعامل جديد في المعادلات السياسية العراقية ، فبعد التجاوب الواسع من جميع طبقات وفئات ومكونات الشعب للخروج بهذه التظاهرات جعل ناقوس الخطر يدق بضجيج عالي في رؤوس منظومة الفساد من الكتل السياسية ، ولهذا شهدنا التحالف الوطني وبرئيسه يخرج ومن حوله الكثير من ابناء التحالف الوطني ليهاجم من طلب رفع الصور وفي المقابل تخرج العراقية تحف الدملوجي لترد على رد الفعل لطلب رفع الصور ، والمراد من هذا ان يرتفع الصوت الطائفي لتتحزب قطعان الطائفية من شيعة وسنة تاركين منظومة الفساد وكتلها تهنيء بعضها بعضا في دفع النار عن فسادها…

نعم انها مسرحية مفضوحة وسمجة وقذرة تنبيء عن طبقة سياسية لا تتورع عن سفك دماء شعبها في سبيل ديمومة الفساد ونهب البلاد…