سؤال دائماً يردده عمي ذو الاتجاه العلماني بلكنته العراقية المعهودة :- ليش المراجع الأعاجم ما يروحون للحج السالفة بيها إنه ؟
طبعاً لا أجادل عمي لأنه (قافل) والشيء الآخر سؤاله عين الصواب ، ونحن نسأل أيضاً نفس السؤال ؟ فهل صار الحج غير واجب ؟ واذا كانت الاستطاعة للمرجع أن يذهب بها الى لندن للعلاج مثلا هل يصعب عليه ان يحج كباقي المسلمين ؟ واذا تفلسف عليّ المرجع وقال ان زيارة الحسين (عليه السلام) تعدل الف حجة ، فمن منكم رأى السيستاني زار الامام الحسين (عليه السلام) لا نسأل أكثر تعجبا :- من منكم شاهد السيستاني زار الامام علي (عليه السلام) الذي لا يبعد عنه أمتار معدودة ؟
الأمر الآخر الأكثر غرابة ، انني تصفحت ذات مرة لموقع السيستاني ووجدت انهم كتبوا كلمة (الحاج) كما موجود في الصورة هذهhttp://up.iraq3.com/do.php?img=8892
والواقع يشير ان السيستاني لم يخرج من بيته خصوصاً ما بعد عام 2003 إلاّ مرة واحدة وهي رحلته العلاجية الى لندن في تلك الحادثة المشهورة عندما احتدم الصراع بين المليشيات والجيش الامريكي في النجف الاشرف ، ثم جاء بعد ذلك عبر الاراضي الكويتية ثم البصرة ليكون المخلص والمنقذ وكعادته في الانتهازية وركوب الموج .
والظاهر يبدو ان عمي العلماني على حق فيما يسأله ! لأنه ليس من المعقول ان المرجع لا يحج ، المرجع لا يزور ، المرجع لا يصلي بالناس جماعة ، المرجع ليس لديه درس ، المرجع ليس لديه محاضرة دينية ، المرجع ليس له صورة حديثة ، المرجع ليس لديه كتابا فكري ، المرجع الى الآن لم يخرج (نص مجتهد) ، لا بل المرجع لم يقدر ان يحل معضلة العراق بل الأنكى انه يقوم بإذكائها وبصورة مدروسة ، مثلما اوجب انتخاب 169 و555 كما وأوجب على الناس ان يصوتوا لصالح دستور برايمر .
المثير في المرجعيات ما بعد 2003 انهم انخرطوا مع الاحتلال الامريكي غاية الانخراط ، فالأمريكيين غاية ما يتمنونه من المرجعيات الاعجمية هو السكوت ولكن ان يعمد المرجع ويتفنن بتسهيل مخططات الاحتلال فهذا في غاية الغرابة والظاهر ان فعالية 200 مليون دولار أدى عمله ، حيث يقول المرجع الصرخي بهذا الصدد “عندما تتعامل مع سلطة الاحتلال لا تؤمن دستور برايمر من يجبرك على هذا؟ هم الامريكان غاية ما يطلبون أن تسكت هذه الغاية القصوى لكن لا يتوقعون أن تنبطح وتمضي تلك القوانين” وأضاف سماحته “كل ما يحصل في العراق الآن من مآسي وويلات ودماء بسبب قانون برايمر، بسبب الدستور بسبب الانتخابات بسبب الاحتلال بسبب من أيد الاحتلال بسبب من أيد الحكومات التي تتابعت على العراق”
وأروع ما أضاف المرجع الصرخي : “نريد أن نكون كالنعامة نضع رؤوسنا أو الرأس في التراب حتى لا نُرى، نسينا القائمة (169) نسينا القائمة (555) حتى الآن نريد أن نتبرأ نقول لا نتحمل ونحمل الحكومة كل ما يحصل وكل الوزر الذي حصل”
على كل حال ان هذه الألاعيب والخدع ربما تنطلي على المغرر بهم والسذج ولكن العقلاء يدركون جيداً ان المرجعيات الاعجمية هي سبب دمار وانهيار العراق لأنهم لا يعرفون حب العراق وقيمة العراق وقدسية العراق بقدر ما يعرفون ان العراق عبارة عن بنك وسلة غذائية يحققون منافعهم ومآرب الخارج وعلى حساب الشعب العراقي المسكين .