المعروف في الوسط العقلائي ان المرجع يُعرف من خلال اثره العلمي ودروسه
ومؤلفاته وكل ما ينتج منه يصب في الصالح العام ن ولكن للاسف امسى المرجع
في الاونة الاخيرة مرجعا اعلاميا ، فهذا المرجع يملك المال يرشي هذه
الجهة الاعلامية وتلك وبالتالي تطّبل له حتى يترسخ في اذهان البسطاء .
والا فهو فارغ فكريا وعلميا والواقع يشهد لكثير من العناوين الدينية .
والان لو سألنا كيف صار السيستاني مرجعا ؟ لأجابوا الببغاوات ان كثير من
العلماء شهدوا له !! الخطوة الاخرى : كيف شهدوا له وعلى اي اساس ؟
بالتأكيد لا جواب ، نحن الان ليس في صدد اثبات مرجعية السيستاني ولكن لو
قارنا هذا الكلام وطبقناه على بقية المراجع الثلاث الباكستاني والايراني
والافغاني ، وسألنا نفس السؤال :- كيف صار – مثلا – الباكستاني او الحكيم
– مرجعا ؟ ايضا سيقولون شهدوا له والان لو تنزلنا عن المحتوى العلمي
وقلنا من هؤلاء الذين شهدوا لهم بالاجتهاد ؟ فلا جواب ابدا ومطلقا ،
لماذا ؟ لأن هؤلاء المراجع جميعهم (اي الاربعة) هم مجرد مراجع إعلام ولا
أعلام ، ومن هنا وقع الشعب في الخديعة ، ومن هنا اثر الاعلام اثره واخذ
مجراه .
نسال هذ السؤال ، وفي قلوبنا حرقة وتساؤلات عديدة :- ما الذي قدمه هؤلاء
الاربعة للعراق ؟ وما الذي قدموه للدين والمذهب ؟ فهذه الفتن تضرب البلاد
من شماله الى جنوبه وهذا المحتل يعود من جديد والمرجعيات الاعلامية ساكتة
، وهذا الدين يعيش في اسوأ حالاته وها نحن نراه ما اخبرنا به النبي
المصطفى وآله (عليهم السلام) فالسنة صارت بدعة والبدعة اصبحت سنة بل كل
الاسلام لم يبق منه الا الاسم ، فما هو دور المرجعيات في توعية المجتمع
ودفع الخطر !!
اذن لولا الاعلام لما عرفنا السيستاني بل لم ولن نعرف الفياض او الحكيم
او الباكستاني ، وسيبقون في سراديبهم المظلمة ويعتكفون كما هو الحال في
كهنوتيتهم المصطنعة .
وفي المقابل ، شق النور حجب الظلام ولاح في الافق علما في رأسه نار، انه
المرجع الصرخي ، فهل يا ترى اعتمدته احدى القنوات الاعلامية وطبلت له ؟
وهل تلاقفه الاعلام المسيس وشاع صيته بهذه الطريقة الاعلامية ، ام ان
المرجع الصرخي اشتهر انه المرجع الذي له الاثر العلمي الفقهي والاصولي ،
شق بوطنيته العمالة المقيتة وشق بإصالته الطائفية النتنة رغم التهم
والافتراءات التي اصبحت حالة مألوفة لكل مرجع عراقي عربي ، ولكل مرجع
يسير بالضد لمؤسسات دينية انتهازية نفعية .
واليوم كل منصف يقيم ويسجل النتائج بالمقارنة المرجع الصرخي والمراجع
الاربعة بمجموعهم ماذا قدموا هؤلاء وماذا قدم هذا ؟ ولكن للاسف ران على
قلوب من وضع النفعية نصب عينيه ووضع الجهل سبيلا يسير عليه وصار غراب
ينعق مع كل ناعق ، ولا نريد ان نكرر مأساة الصدرين ، فنفقدهم ثم ننوح
عليهم وبالتالي نصنع احزاب بإسمائهم ويصير هذا الحزب عبارة عن حزب عميل
سارق مفسد على حساب مشاعر الناس وميولهم .
فالمرجع الصرخي مرجع الواقعية ، مرجع العلم والذي له من الاثر العلمي ما
يشار له بالبنان ، مرجع الواقعية لما له من المواقف الوطنية ، مرجع
الواقعية لما يمتلك من مشروع خلاص كفيل بإخراج العراق من مأساته وويلاته
، مرجع الواقعية لما كان بين صفوف الناس يستقبلهم ويكلمهم ويجيبهم بكل
تواضع .
بينما المرجعية الاعلامية ، التي هي كالاله غائب عن الانظار ولا صوت ولا
صورة حديثة له ، بل كل ما في الامر ان السيستاني هو مجرد اسم يتداوله
الاعلام والمنتفعون ، واذا اردت الزيارة فقبلْ اليد ولا تناقش ولا تسأل
وشعاره الاول والاخير :- واذا مرضت فلندن يشفين ؟