لاتزال المراة في مجتمعنا  تعاني من ضغوط التقاليد والاعراف التي طالما عانت منها رغم التطور والحرية التي نالتها المراة ورغم ما حصلت عليه من تحرر ولكنها لاتزال في نظر البعض سلعة او جارية  يتصرف بها متى مايشاء و  كيفما  يشاء  دون الاخذ برائيها وكاننا لانزال نعيش  في  القرون الوسطى .
نتفق  جميعا ان الزواج هو ارتباط روحي وجسدي بين الرجل المراة ومتى تم ذلك الزواج  وفق ما مخطط له بصورة صحيحة كان ناجحا وقد يكون مثاليا لعائلة مثالية وتكون قدوة في  المجتمع يخطو  خطاها الجميع بجميع تصرفاتهم النموذجية  واذا ماكان الزواج مبني على اسس خاطئة ومصالح  لايمكن لهذه العائلة ان  تعيش بود وسلام لحظات لانه ما بني على خطا لايمكن  اصلاحه مهما حاول الزوجين تلافي ذلك وهنا تكون النتيجة عائلة مفككة  لاتتعدى ان تكون رقما فقط  في حياة المجتمع وقد تنتهي  تلك العائلة الى الضياع بسبب عدم الانسجام بين الوزجين .
قد تكون الافكار مختلفة  والأمر لا يطلب اختلافها , تباين الأمر بين النظريتين أو رأيين وهو يتم بعقد زيجة تربط بين طرفين لا يجمع بينهما سوى الفارق الجنسي هذا جنسه ذكر وهذه جنسها أنثى , لأن الأمر يفضي لقضاء مصلحة معينة يرمي لها أهل الطرفين , يعتمد علي الأمور المادية والاجتماعية التي يرى فيها أن الخير لكلا الطرفين , وهذا ماتسير عليه الامور في  مجتمعنا   نحن في وقت يقاس كل شيء بكثرة أمواله  , مَنْ لا مال له لا شأن له , كما أن الخوف من القادم المجهول يجعل من كل كل فتاة فريسة سهلة لأهلها كي يتم تزويجها لمن هو من اقربائها  (من دمها ولحمها) بغض النظر عن كل الاختلافات بينهما .
 وصلتني رسالة  من  الانسة ( م) التي لخصت قضيتها  بانها فتاة جميلة ولا تزال في بداية  العقد الثالث من عمرها وحاصلة على شهادة الماجستير ولاتزال تنتظر اكمال الدكتوراه ورغم انها بدرجة عالية من الثقافة  والاتزان لكنها فقدت صوابها  اخيرا  بعدما فوجئت بقرار والديها  بالموافقة على خطوبتها دون علمها من احد اقربائها والذي يصغرها  بما يقارب ثمانية سنين  وهذا ما اثار استغرابها واستهجانها للامر وكانها دمية يتصرفون بها  متى وكيفما  يشائون ورغم  كل اعتراضها ومحاولة شرح الامر بطريقة حضارية الا ان اصرار الوالد وصمت الام والاخوة جعل من الامر اكثر تعقيدا  مما جعلها رهينة الاصرار والتعنت لوالدها الذي  لايهمه سوى التخلص من ابنته باي طريقة لانها برائيه اصبحت بسن لابد من تزويجها .
لو دقق الوالدين بالامر قليلا او تريثوا بعض الشئ في منح موافقتهم  على الخطوبة وبما سيكون مصير الفتاة وما سينتظرها في المستقبل بعد سنوات الزواج اذا ما استمر بالنجاح اذا لم يكن مصيره الفشل منذ البداية وذلك لوجود فوارق  عديدة  واهم تلك الفوارق التحصيل الدراسي وفارق العمر بينهم وكذلك الافكار والاختلاف الروحي والعاطفي  اضافة الفارق المادي الذي من اجله وافق الوالدين لهذه كله انا اعتقد ان مصير هذا الزواج وامثاله محكوم عليه بالفشل ويمكن ان يؤدي الى مشاكل عقيمة تولد اثار نفسية واجتماعية في العائلة وربما تولد قطيعة بين العائلتين  في المستقبل .
من الناحية النفسية عدم التوافق الفكري خصوصا والاجتماعي والمهني والعمري  عموما يقود  الى عدم  انسجام الزواج وبناء الاسرة بصورة سليمة  وغالبا ما ينتهي بالفشل  او الانفصال  او التفكك الاسري  الناتج عن  الاشكالات  التراكمية  بين الزوجين  تفسيهما  او اجتماعيا  على مستوى عائلتيهما  وهذا  ما ظهرت  بوادره للعيان  في السنوات الاخيرة  لدى مجتمعنا  بسبب صعوبة  حصول توافقات الزواج  كأن المراة  اكبر من الرجل  مثلا  او هي  اعلى منه شهادة  او هي من رغبت  بتلك الفوارق  لغرض الاحساس بالسيطرة  عكس ماهو ( العائلة رجولية ابوية ) والشواهد على ذلك كثيرة  على المستويات  السياسية  والفنية  والادبية وعموم الناس  وهذا يقود الى عدم  اتزان المجتمع  باعتبار المجتمع عبارة عن عائلة كبيرة , رغم هذه التفاصيل السابقة  مالوفة لدى المجتمع  الغربي  الذي تحكمه التطورات  لكن دلالة فشلها في  الاغلب لدى مجتمعنا  باعتبار محكوم اجتماعيا  باعراف  وتقاليد  متفق عليها  لاغلب الناس  ومن يخرج عنها يكون سلبيا في الاغلب , واما من ينجح  منها  فهي قد تكون  نسبة ضئيلة  وغير ملموسة  وقد تكون  ظاهرية  فقط .
افضل صفة لانجاح الزواج هو  التوافق الفكري  بين الزوجين  وهذه مثبتة علميا  وعالميا , اما في مجتمعنا  الشرقي  عادة ما يفضل ان يكون  الزوج اكبر من الزوجة بمعدل يتراوح  من (  5الى 7)  سنوات  عموما  , ويفضل ان يكون  الزواج لدى  المراة من عمر( 20 الى 25 ) سنة وذلك لدواعي طبية  تخص فترة الانجاب  اما سن الزاوج  لدى الرجل في مجتمعنا فليس عليه خلاف .
إنّ الفارق العمري كان يشكل أمر سهل  بالنسبة للأجيال السابقة ولاسيما جيل الخمسينات والستينات , إذ أن الرجل تحت نظرهم هو رجل مهما كان عمره وهو القائد والسيد على كل أنثى مهما كانت  أكبر منه أو أصغر منه , فهناك من يرى أن العمر مسألة لا بُد منها في اقتران الزوجين وهو العماد الذي يشكل الرابطة الاجتماعية التي هي نواة كل اسرة , ومنهم من يرى أن العمر لا اهمية له فمجرد هناك توافق بين الرجل والمرأة يكفي لعقد الزيجة هم لا يفكرون أن الزواج ليس أمر يسير بل هو أصعب أمر يصطدم به المرء , فعليه التريث والتفكير للمرة الألف به , ليس مجرد قول كلمة نعم ,  أن التوافق العمري والفكري والاجتماعية بينهما هو من يعلن نجاح الرابط الأبدي الاسري أو فشله .